يَوُم جَامِعي|مُناضَلةْ

117 26 2
                                    

_ نيسان 3 _

الحرم الجامعي كان مكتظا ، الفترات الفارغة بين المحاضرات تصبح ممتلئه بالحياة والكثير من الضجيج ، كنت غارقا بشيء ما ، اي شيء عدا الامور الدراسية بالتأكيد

   املك العديد من المشاريع التي لم تاخذ فرصتها لتكون جزء من يومي حتى ، لاكون اكثر صراحة هي لم تحتل حتى جزءا من تفكيري! ، باستثناء تكدس المشاريع التي رميت فكرتها كقشرة الموز حين ترمى بالقمامة ، اخذت افكر بالوجبه الخفيفة التي ساتناولها! ،

بالعادة اكتفي بشيء بسيط يملئ المعدة لكن حاليا اشعر ان معدتي ترغب بشيء اكبر من شطيرة جبن! ،

احيانا فقط اشعر ان جسدنا من يقودنا لا نحن! ،

اعني لن يكون صعبا علي طلب شطيرة جبن اخرى كالامس وقبله لكن اليوم قررت معدتي الاكتفاء واقسمت على ان تتقيئ اي خبز يحتوي الجبن فقط! ،

هو ليس سيئا! وارغب بتوفير الكثير من المال فما ادفعه لقاءها مجرد دولارين! ، نويل قال انني شخص لا يستحق ماله! واضاف بكل جدية ان سرقتي مباحه،

لكني شخص لا يفكر كثيرا باين يصرف ماله بقدر تفكيره كيف لا يفكر طويلا بشيء ثانوي! ،

ونعم لو ظللت افكر بما ساكل كما الان؟ لن اصل لحل بوقت قياسي فانا اقف الان بلا هدف امام مطعم الجامعه احدق في لائحه الطعام بدون ادنى فكرة! .

عشرون دقيقه مرت وانا احدق بصحن البطاطا المهروسه التي تساوي اصبعين من اصابعي! ،  وقطعه لحم تكفي لقمتين ان حاولت اكلها بشكل طبيعي اما ثلاث ونصف فستكون بالطريقه المبالغة كما تاكل بعض الفتيات هنا.

لا اقصد الاهانه ، انا فقط احاول ان لا ابدو ضد اي قضيه تخص النساء فذلك ليس من شيمي واملك عادة القلق نحو اي شيء انحيازي ، لذا اجل انا اتجنب ذلك.

و للعودة لقطعه اللحم و بصقه البطاطا، اعتذر عن التشبيه ولكن تبدو كما لو ان البائع بصقها لنا من قلتها

انا لا اسخر! ،  اوه.. ربما فعلت ،

لكن بجدية سته عشر دولارا على شيء لا يسد جوع معدة نملة؟! ، عموما اكلتها على كل حال وابتلعت جرعات كبيرة من الماء عسى الجوع ان يسكت  عني ، ماكان لمعدتي ان تتعالى وترفض شطيرة الجبن المشبعه! ، انه درس .

بوقت لاحق حينما كنت استمع لثرثرة المحاضر وكنت قد فقدت تركيزي ، عقلي توقف عن استيعاب اي شيء بعد نفاذ بطاريته واخذت احدق بتعابير الطلبه حولي ،

حينما وقعت عيناي على ميلين ، تبعدني بمقعدين ولقد بدت لي شاردة بمكان اخر بعيد عن صفنا ، لا تبدو بخير، تعابيرها بدت متعبه او كنت فقط مازلت اعاني من مبالغتي بوصف السلبية .

لكن شيء ما بها بدى على غير العادة ، ميلين صديقتي الروحية ولطالما شعرت برابطة غريبه بيننا ! ،

نحن لا نتحدث كل يوم! ، ولسنا نقترب من بعضنا كثيرا او نثرثر بعشوائيه حول كل شيء كما افعل مع ارثر ،  لكن  كلانا كان يرتاح للاخر ويعلم اشياء كثيرة عنه من خلال صمت لحظاتنا وعمقها ، انا لا اعلم ان كنت شخصا يتصف بالعمق! .

لكن ميلين شخص عميق لحد كبير بقلب واسع ، حيويه ومرحه لكنها هادئة لحد مبالغ به اجتماعيا ،  هي اكثر صخبا مني حينما نلتقي وحدنا وحينما نلتقي خارجا نحن كزهور الحائط .

ميلين ليست بخير! ، ادركت ذلك حينما اخفضت راسها وشفتيها كانت لا تنفك عن تعنيف اسنانها ، بدات اقلق نحوها واردت لو انني كنت اجاورها بالمقاعد لكنها بالفعل ليست قريبه مني حتى! .

" هل يمكننا الحديث؟"

اعتقد انني ابليت جيدا حينما امسكت بها قبل خروجها من القاعة وقلت ذلك بنبرة جادة وحازمة ! ، لكنها نظرت لي لثواني واشاحت بوجهها عني .

دفعتني وغادرت وما استطعت لحاقها لان قدماي تسمرت ارضا وفقدت رغبتي بالكلام معها ، هناك خطب وانا اعلم! ، لكن يومي كان منهكا كفايه ليتحمل عمق ميلين فوق عاتقه ، اسف ميلين! ، ربما ليوم اخر غير مرهق .

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن