حَقْيقةَ بَشَريةً | تَناقُضاتٍ

70 12 6
                                    


_ 17 آيار _

توجد مساحات ضيقة في هذا العالم الواسع.

كان النتاقض اساس الوجود هنا على ما يبدو للبشرية، إننا نعاني من أوبئة كثيرة تشغلنا عن النظر للحقائق حولنا،

فمثلا قبل يومين كان علي التفكير بكيف تجاهل آرثر رسالة ميلين التي كانت قلقة من إرتفاع حرارته،

أخذني شعور بالمسؤولية نحو ميلين بالانحياز لجانبها وتناسيت لبرهة ان رسالة كيث من اسبوعين قد عثى عليها الزمان بحائط الرسائل الغير مقروءة لدي وكان هو الاخر يسأل عن حالي!.

طابقت الامر بعقلي متأخرا، فلقد أقدمت على هجمة اندفاعية نحو آرثر و قمت بصفع بضع كلمات ثِقال عليه بوجهه، لم اشتم فليس من شيمي، او لأكون أكثر صراحة آرثر إنسان صعب نوعا ما ويملك هالة من الكبرياء، كما يأخذ الامر أحيانا او كثيرا بشكل شخصي أكثر من كونها لحظة.

نعم نحن الان بعلاقة متوترة بعد ان بصقت كلماتي عليه، لا يمكنني التعبير أكثر عن شعوري المقيت بالاسف نحوه الان حينما رايت رسالة كيث المتعفنة امام وجهي .

لكنها احد الحقائق البشرية الاخرى من بين كومة الحقائق، و بلا هرب أقولها الان..

نحن ننسى هفواتنا و نندفع ثائرين صوب أخطاء غيرنا.

هذا ليس تبريرا أُداري به خطئي..
انه اعتراف وقلما اعترف فيه لنفسي.

يوم الثلاثاء /

لقد كان يوما مملوء بالعطايا السماوية،  غير أن حقيقة كونه 'الثلاثاء' جعلتني اتسخط حوله واتجاهل كل تلك العطايا،

لا يوجد سبب مقنع حتى يكون يوم يوضع بقائمتي السوداء لاموري التي اكرهها لكن كان يعني لي دائما اننا مازلنا بمنتصف الأسبوع وذلك يجعل عزائمي تنحدر للأسفل،

لويس قال باني اجحد عطايا الرب بقواعدي الغير منطقية دائما فلقد حصلت اليوم على علامة كاملة ببحث الكيمياء و قلما يحدث هذا فاستاذها صعب المكسب و يتمتع برأس صلبة متحجرة، كان طعام الجامعة مجانيا اليوم و طلبت اكلتي المفضلة و التي اعجز عن شراءها دائما بسبب غلاء سعرها،

ليس وكأنها مقدمة من  إيطاليا ذاتها لتكون بهذا السعر إنها بيتزا منزلية فقط لكنها تبقى بيتزا وهذا ما يجعلني متعلقا بها،

عدا انني حصلت على فرصة لحضور عرض موسيقي كلاسيكي في قاعة الأوبرا الحديثة، كيف حدث ذلك؟ زيك مازال يحاول ان يكون قريب العائلة وبطلها الخارق قام باعطاءها لنويل الامر الذي جعلني افكر ان كان نويل يملك صداع رأس ليفكر بي حينما اعطاني التذكرة ولكني تذكرت سريعاً كره نويل للموسيقى وخاصة الكلاسيكية.

لربما كلام لويس اثر بي نوعا ما فلقد شعرت للحظة انني ناقم، وعطايا الرب كانت سخية اليوم كان علي ان اكون اكثر امتنانا واتجاهل حقيقة انه بوم الثلاثاء.
تناقض اخر نعيش به، بين حقيقتنا الناقمة ورغبتنا
بالشكر للحصول على المزيد.

هذا تقريبا كان كل شيء حتى الآن، املك إمتحان بعد الغد وهناك تناقض اخر حول ذلك، ارغب بالحصول على درجات مرتفعة لكني أرفض فكرة السهر دارسا، في هذا تكون بشريتنا.. طفيليات نتغذى على التردد في رغباتنا، تغلبنا مشاعر الطمع و تهزمنا الانانية.

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن