بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.
ارتفعت الاصوات بالزغاريد عقب انتهاء المأذون من عقد قران ابن عمدة البلد "عواد الشهاوي" شاب يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عامًا، يتزوج للمرة الثانية من احدى فتيات القرية وهي"ورد البسيوني" فتاة في الثامنة عشر من عمرها.
قامت والدة العريس باصطحاب العروس إلى غرفتها بالأعلى لكي تنتظر صعود عريسها إليها.بالاسفل..
وقف عمدة البلد الحاج "مرزوق الشهاوي" يتحدث بصوت مرتفع مع احد الرجال:
ـ انا عايز الوكل ده يخلص كله يا رجاله.تحدث احد اهالي البلد:
ـ ربنا يتمم بخير يا عمده وعقبال ما تفرح بعيالهم.ابتسم العمدة بسعادة ثم اقترب من ابنه وتحدث إليه بحماس:
ـ إيه يا عريس، هي قاعدة الرجاله عجبتك ولا إيه؟.. قوم اطلع لعروستك.ابتسم ابنه وتحدث بخشونه:
ـ انا كنت مستني سليم اخويا يا بوي، اصله اتأخر في الطريق أوي.ربت والده على كتفه قائلاً بمزاح:
ـ اخوك سليم تلاقيه نايم دِلوك في حضن واحده من بتوع البندر.ظهر صوت من خلف العمدة قائلاً بمزاح:
ـ دايمًا ظالمني كده يا حاج!التفت إليه العمدة، ليقترب منه صاحب الصوت ويقبل يديه قائلاً:
ـ ازيك يا بوي.ابتسم له والده قائلاً بسعادة:
ـ الحمدلله يا ولدي.ابتسم عواد وهو ينظر إلى شقيقه الصغير بحب، لقد اشتاق اليه كثيرًا، لم يراه منذ اكثر من ستة اشهر، يقيم سليم بمحافظة القاهرة، حيث عمله بالتدريس الجامعي، بجانب عمله الخاص بشركة هندسية، اسسها عقب تخرجه من الجامعه.
تحدث إليه عواد بسعادة:
ـ اتوحشتك أوي يا سليم، مرضتش اطلع لعروستي قبل ما اشوفك.اقترب سليم من شقيقه الكبير عواد وقام بمعانقته وهو يربت على ظهره قائلاً بسعادة:
ـ الف مبروك يا عريس.ثم غمز له قائلاً:
ـ انا عايزك ترفع راسنا النهاردة.ابتسم عواد قائلاً بثقة:
ـ متقلقش على اخوك، هرفع راس البلد كلتها.ابتسم والده بفخر قائلاً:
ـ اطلع لعروستك ومتتأخرش علينا، احنا كلنا مستنين تبشرنا.بهتت ملامح سليم بضيق، يعلم ما يقصده والده؛ تلك العادات الخاطئة التي توارثتها الاجيال.
تحدث سليم باعتراض:
ـ انتوا لسه بتعملوا الموضوع دا يا ابويا، ما تسيب العريس والعروسه برحتهم.استمع والده الي حديثه ببرود، تحدث اليه بثقة موضحًا:
ـ هي دي عادتنا وتقالدنا يا سليم، لازم نطمن على شرف البنته، ولا عشتك في مصر نستك عادات بلدك وتقالدها.زفر سليم بضيق، تحدث بنبرة هادئة:
ـ يا بوي الموضوع ده غلط، ولو انتوا مش متاكدين من اخلاق العروسة يبقى كنتوا بتجوزوها لـ عواد ليه؟!