الثامِن من فِبراير
يَجلسُ في حِجرتهُ المُظلمة شارِد في الَفراغ اليَوم هو يَوم ميلادِه ألا يَجب أن يكونَ المرءُ سَعيًدا في يَوم كَهذا
ولَكِن لَيس هِوَ ، هو لَم يَكُن سعيدًا ابداً
لَم يَحظ بالسَعادة التي يَقول عَنها الجَميع ، لَم يستَمتع يَوماً بِوجبه طَعام لذيدة
لَم يستمتع بأغنيةٌ اثارِت مشاعِرهُ ، لَم يحظ بالحُب ، لَم يحظ بالسَكينة
لَم يحَظ بِدفئ العائِلة مُنذُ وقت طَويل ، لَم يبتسم مُنذ سنوات آشبِه بِطويلة
لا يَشعر بآنهُ يَستحقُ السَعادة أبداً ، لا يَشعر بآن يجب عليه المَضي قَدماً
مِسح وِجههُ بِكف يَدِه
يَنظِرُ الِى الفِراغُ بِيأس وعَيناهُ قِد أُهلِكت
هِو مِثل صبّار حَزين لايَبكي
لأنِهُ أدرِك لِو بِكى مائِة عِام
لِن يَحتَظِنهُ أحِد
كِ قِطعِاً مُتناثِرة تِحاوِل لِملِمة شِتاتِها
فِتُبعثِرُها أكثِرجِلستُ ساكِناً أُحدِقُ بِالسِقف
أُفكِرُ بِمن يُحيطُ بي
عِلى الرُغم مِن اصدِقائي الذَين يُحيطونَ بِي
ألا أنّي كُنت وَحيداً دائِماً
كِمنزِلٌ قِديم كِانت تِسكنهُ الطِمأنية
حِتى هُجِرَ بِشكلٌ مُميت بِنوافِذهُ الهَزِلةلِقِد أمتِلأ عِقلي بِالكِلام الَذي لا أستَطيعُ البِوح بِه
أهلِكتني نِفسي
سِمئتُ مِن تَعلُقي في المِاضي
ومِن صِراخي الصامِت وبُكائي الجِاف
مِن نِفسي التي دُفنِت حَيّة
ومِن عِدم شِعوري بألاطمِئنِان والسِعادة مِها جَهدتُ
لِم يَعُد هُناك أي بُهجِة لي
العِذاب الأكبِر الذي قِدمتهُ لِنفسي
هِو أنَني أكمِلتُ العيش
عِلى هِذا أن يَنتهيتِراكِمت أفكِارهُ وشِعر بأن هِذه المِرة عِليهُ فِعلِها بِشكلٌ نِهائي
طِوال حَياتِه خِاف وِقلِق مِن مِواجِهه والدِيه
ولِا زِال
ولَكِن ألِمهُ يَفوق ذِلك
هِو مُنتهيً" انت لا تَستحقُ ان تَعيش أبداً جونق إن"
نَبسَ تَحتُ أفكارهُ المُتراكِمة أستَقامَ من الأرض البارِدة أخذ مُفتاح سيارتهُ وهو شارِده ب أفكارِه تلاقِت أعينهُ مع صورِة والدتِه على المكتَبْ أنزل برأسه وكأنهُ يَخجل حتى مِن النَظر اليهاتَوجه الى الخَارِج وَهو بِقميصهُ الخفيف فَقط تحت ظُل موجَة البرِد وَلكن بِرودة الجَو هَذِه لم تَكُن أبرَد من رِوحهِ ، فَهو أساساً لايَشعر بأي شيء.
يَقودُ سيارتهُ الى مَا أتى لِعقلهُ ، نَهرُ هانتَرجل من السيارة وَ تَقربَ الى سِور الجِسر ينظِر الى النَهر وانعَرض بِرأسهُ شَريط ذُكرياتهُ المؤلِمة جَميعها لَم يَعُد يَتحمل كُل هَذا لَقد مَرِت بالفِعل عِدة سَنوات ولَكنه غير قَادِر عَلى مُجابِهة نَفسهُ مُجدداً
صَبرَ كَثيراً لِرُبما يَصبَحُ أفضِل في يَوماً ما ولَكنهُ لَيسَ كَذلِك
يَشعُر بأن لا زَالت أعيُن والِدتهُ وأخوتِه تُراقبانِه
لَم يستطِع النوَم جَيداً مُنذ سَنوات طَويلة
لَم يَغرِبُ عَنهُ ذَلِك الكَابوس ابداً
مَلامِحهُ الباهِته مِن قلِة أكلهُ ، وجَسدِه المُهلك مِن كِثرة مُحاوِلات أنتِحارِهُ ، كَانَ شِكلهُ عَديم الحَياة
عَائلِتهُ التي لَم يَتبق مِنها سِواه
ولَم يَتبق مِنهُ سِوى العَذاب
لَقَد طَالِت حَياتهُ عَديمة الفائِدة ، وَعذابِه طَول تِلك السِنين
ألم يَجب أن يَنتهي كُل هَذا
لَيسَ لَديهُ مايَخسره
فَهو عَلى أي حَال ، مُنتهيٌ مُنذ زَمِن طَويل
لَقَد مَاتَت رِوحهُ بِالفِعل فَلا بأس بِجسَدِه
رَفع رأسهُ الى السَماء وأنبَس"هَذا ما أستَحقهُ ، العَذاب حَتى الموت"
كُل ما دَارَ بِعقلهُ وهوُ أن يَتعذِب بِموتِه كَما حَدَثَ لأخوِته
رَفعَ قَدَمِه عَلى السور وتَلتها الأُخرى
ونِسماتُ الهِواء البارِده تُداعِب مِلامِحهُ الثَلجية
يُحدِقُ بِأعمِاقُ النِهر
ليَنهِ كُل هذا
لينِهِ حَياتَهُ وَهو بِحاجَه الى الهَواء ، وَهو يَرى بأن لا شَيء سَينقذَهُ ألان
المَوت أثنَاء طَلب النَجاة
هذا هِو ما يَستحقهُأغمَضَ عَيناه وَهِو يَستَعِد لِعالمهُ الآخر
يَستَعِدُ لمواجهة والِديه الَذي يَخشِى مِواجِهتِهُم
عائِلتهُ الَتي لِم يَذهب أحِدهم بِشكلٌ طَبيعي
تِركَ كُلٌ مِنهم جِرحاً عَميقاً فِي صِدره
يَنهَكِه بِشدة
يُفكر مِالسبب الَذي يَجعله حَيّاً حِتى الآن
ولكِن فِراغ
لِطالِما عِاش كِالغَريب
سَيموت كِذلِك
أغمِض عَينهُ وِهو يَدعِ أِن لا يَحزِن أصدِقائِه
عِليه أن يَكون أناني هِذه المِرة
أفلَتَ يَدَهُ الأولى مُستعدٍ لأفلات الثَانية ولَكِن أتاهُ صَوتاً رَقيقٌ ومُرتَجِف مِن الخِلف مع مِسكُ يَدِهُ بِقوة"أرجوكَ لا تَفعِل ذَلِك "
أنت تقرأ
Again | I.N
Fanfictionأن لَم يَكن هُناك مِن يَجعلك مُتشِبت بالحَياة فـ لأكُن أنا يانغ جونق إن- بارك يونجسو-