32

2K 92 261
                                    

كَانت هَذه اللَيلة أحدِى اللَيالي القاتِمة بِالنسبَة لِجونق آن
والَتي يَبقى يَعمِلُ فيهَا لِوقتٌ مُتأخِر
وهَا هِو جَليسٌ عَلى كُرسيهُ الدَوار
في غُرفتهُ ذَات الأضاءِة الخافِتة

مَكتبٌ مِبعثر عَليهِ مِئات الأورِاق المُلونِه
أورِاق صَغيرة دَوّن بِها مُلاحظاتِه
لِم يَكترِث لِكُل تِلك الفَوضى

كَان مُتحدِباً عَلى حاسِوبهُ يُراجِع بَعض المَلفات
ومَا أن أنهِى طِباعتُها حَتى دَفع المكتِب بِرجلهُ بِنيَّة الأبتِعاد عَنه.

ليَنسحِب بِكُرسيهُ راميَاً رأسِهُ للَخلف
مُحدِقاً بِسقفُ غُرفتهُ
أخَذَ يَرمي بِشَعرهُ مِن عَلى عَينيهِ مُعيداً أياهُ للوَراء
وعَيناهُ البُندقيتان تَرتكزِان في تِلك النُقطة مِن السَقف
يُحدِقُ بِها بِفُراغ
رأسِهُ عَاد مُثقلِاً بالأفكِار
لَيتهُ يَفهم ما يَحدث

أغمَض عَيناهُ بأنزِعاج حينمَا دَخل الى مَسامِعهُ صِوتُ البَاب يُطرق بأستمرِار
أستِقام مِن مَكانِهُ بِملل
متوجِهٌ نِحو البَاب
وحينمَا فَتحِه ، تِفاجئ بِوجود هَانِا

أعطِتهُ دِفتر أحمِر اللَون وَولت ذاهِبة
راوِدتهُ أفكِار عِدة
مَاذا يِوجد بِداخلهُ ؟ مَا الذي يَجعلُها القِدوم لَيلاً لأحضِاره

أغلِق البَاب وتِوجه نِحو غُرفتهُ مُجدداً
وضِعهُ عَلى المَكتب أمامِه
وأخِذ يَسنِدُ فَكهُ عَلى يَديهِ فَوق المَكتب

لِما يَشعر بالقَلِق حَياله؟

أرجِع خُصلات شَعرِهُ نِحو الوَراء
تَنهد ثُم فَتح الدَفتر ليَقرأهُ

حَسنِاً صَفحة بَعدُ صَفحة
نِبضهُ يَزداد أكثِر وَجبينهُ يتَعرِق
هَذا الدَفتر لِ يونجسِو

فِي كُل صَفحةٌ يَقرأُها مُتمعِن بِخط يَدُها المُتناسِق
والمَشاعِر الِتي كُتبتُ هُنا
شِعر وكَأنِهُ يَعيشُها مَعها الآن

Again | I.Nحيث تعيش القصص. اكتشف الآن