22

1K 75 150
                                    

قراءِة مُمتِعة

" لَن تِراني مُجدِداً "
نِطقت بِغضب جَامِح ثُم خِرجت تارِكتهُ مَكانِه
تُسيرُ بالمِمشى مغادرِةٍ
وخُطواتُها تُسابِق بعضُها

خَرجت بأملٌ مَكسور وخِيبةٌ تِغمُرهِا
خَرجت تائِهة تَمامِاً

تَبلور المَاء فِي عَينيهَا العَسليَتين
عَيناهِا تَدمِعان بِغضَب
ومَا تُشارِف دِمعَة بالنِزول حَتى تِقوم بِمسحُها بِعُنفٍ مِن وِجناتُها

لَقد تَأخِر الوَقت بالفِعل
كَان الجِو بارِداً وِوحدهُ الضَباب يُسيطِر عَلى الشارِع
ومَصابيحِهُ الِتي كَانِت تُضيء فِي قَلب ضَبابُها حَتى نِهايتِه

تِجلسُ عَلى الرِصيف بِكيانٌ مِهزوز
ودِمعةٌ تُحتِجَز خَلف مُقلتَيها
كَانِت تُحدِق بالفُراغ
مِع خِيبةٌ واضِحة عَلى عَيناهِا المُختبِئة خَلف خُصلاتُ شَعرُها
سَيلٌ مِن الأفكِار المُتراقِصة فِي رأسِهُا لايَنتهِي

وعَت أخيرِاً مِن دَوامِة الأفكِار الفَوضَوية
أستِقامتْ تُسير عَلى حَافِة الرَصيف تُراقِب الشارِع الشُبه فارِغ

حَتى مِرت سيارِة أُجرِة لِتوقفُها سَريعَاً
جَالِسةٌ فِي المِقعد الخَلفي

تُحدِق فِي زُجاج النَافِذة بِلا رِمش
هائِمةٌ فِي أفكارُها
لا تَأبِه بأضِواء السَيارِات ومَصابيح الشارِع
الِتي تَضرُب عَيناهِا
فِتزدادُ بَريقاً

أطلِقت زَفرتُها مُغلِقةٌ سِتارُ عَيناهِا
برِغبة طَرد كُل تِلك الأضغَاث والفِوضَى المُتراكِمة

وِصلَت لِتدفَع نَفسُها بِخطوَات ثَقيلة داخِلةٌ مَنزلُها
المَكان الِذي يَستقبلُها بِرحابَة صَدر
وآمِن حَتى يَرتِمي فِي صَدرُها

كَان المِنزل يُعج بالهِدوء الشَديد
والظِلام الحَالِك

Again | I.Nحيث تعيش القصص. اكتشف الآن