30

775 71 239
                                    


أعلنَ مُنتصَفُ اللَيل دُخان سَجائِري مرِةٌ أُخرَى وبدأ يَومٌ تَعيس لا أدري
أ سَتكون هُنا بِدايَتي ؟
أم النَهاية لِتدفُق الدَم بأورِدتي

لُربمِا كياني الآن يَسيرُ بأحِد الطُرق القَديمة مُرتدي قَميص أسوِد مُطرز بأشياء لامِعة قَليلاً يَشبه ذاك الذي أرتَديتهُ بِطفولِتي
أو يَغرِقُ بأعمِاق شائِكة وسَوادُ اللَيل  يُخفيه تَمامِاً

كُنت كَ فاقِدٌ لِوطنه
او لَعلي خُدِعتُ بِمُسمى الوَطن

فِهو ما تَشعِرُ بالأنتمِاء أليه
لا أن تَسكنهُ فَحسب

قَررتُ النهِوض مِن سَريري
بَدأ جَسدي بِلوعتِه مُجدِداً
لَقد حُرصت لِعدم تَناوِل الهيروين لِيومٌ كامِل
وهَا أنَا أتَكبلُ ألمَاً دِونه

أخِذتُ أبَحث عِنهُ فِي أدرِاجي
وجَسدي يَرتفِع حَرارِة
أشِعر وكَأن هُناك نَغزِات متُتالية كَالأُبرِة عَلى جِسدي
خَفيفة
ولكِنُها مُؤلِمة

بَات عَقلي يَدور وكِأنِهُ فِي دَوامِة تُرهقني
ازدِادت الأصوِات فِي رأسي
هُناك شَيءٌ ما أحتِاجهُ الآن وبِشدة
وهِو حُقنتي

وجِدتهُ أخيرَاً بَعد عَناء

جِرعاتي العَزيزة
أفتِقدتُ أحسِاسُها في أورِدتي لِـ أثنَا وعِشرون سَاعَة
كُنت فِي ضياعٌ خِلال تِلك المُدة
تِلك البِرودة الَتي تَسري مُتحوِلةٌ لِحرارِة مُتأجِجة في جَسدي

طَمعتُ وأشتِقتُ بالشِكل الِذي جَعلني أخِذُ جُرعتين
ضَاعِفتُ العَدد المَعِقول لِجسدي المُهلَك

أدخِل فَوهِة الأُبرِة في الزُجاجِات الصَغيرة يُفرغُها بالتَتالي حَتى أخِرُ قَطرِة
لتِسقط وأحِدة تَلو الأُخرِى عَلى أرضيَة حُجرتِه

حُقنتِه قد أمتلِئَت بالكَامِل ولَم يَعُد هُناك مُتسِع لنِقطة أضافية
أمسِك الأُبرِة بَين أسنِانِه ليَبدأ بِثني كُمه الطَويل
وصِولاً لِمفصل ذُراعِه الِذي مَا زَال مُحتفِظاً ببَعضُ أثارِه

Again | I.Nحيث تعيش القصص. اكتشف الآن