15

1.2K 98 290
                                    

تِقدِمت نِحوِه وهِي تِبتسّم بِعدم تِصديق
أمِا هِو فِقد كِان مُغلِقاً لِعيناهُ بِقوة
كِابتٌ لأنفِاسِهُ ونِبضاتُ قِلبهُ المُتعالية
يُجزِم بأنِهُ سَيُصاب بالقِلب
تِدفِقت الحِرارِة فِي أنحِاء جِسدهُ

أصبِحّت أمِامهُ تِقف
وهِي تُحدِقُ بِكُلُ أنشٍ فِي وِجهِه
رِفعَ رِأسِهُ لِتتلاقِى مُقلتيهُما

تِسارِعت نِبضاتُ قِلبي أكثّر
تِلك المُقلتان الِتي بِعثرتني وسِكنِت فُؤادِي
تُحدِقُ بِي بِنظراتُها تِلك
نِظراتُها الِتي خُزنِت فِي عِقلي وِروحي

أمِا هِي
تِقدِمت لأحتِضانهُ مُتشِبتهُ بِه بِقوة
تِفاجِأ لِذلك
وبِقّي مُتصنّم
عِلى الرُغِم مِن غِضبهُ
ألِا أنِهُ أشتِاق لِهذا الدُفئ

تِنهد بِخفة مُغمِضٌ لِعينيه
وأحتِضنها بِدورِه
يُحاوِطُ خُصرِها النِحيل بيَديهُ
دافِنٌ رأسِهُ بِخصلاتُ شِعرها مُستنشِقاً نِعيم رائِحتهُ

وبِسبِب فِارقٌ طِولهِم وحِجمُهم
فِقد أختِفت فِي حضنِهُ تِمامِاً

لِذا أتِاح هِذا لِها فُرصِة أستنشِاق عطرهُ بكُل جِوارُحها
هُم فِي عالِمهُم الخِاص
وكِأن لا يِوجِد أحدٌ هُنا سِواهم

فِصلِت العُنِاق بِعد مُدِة
ولا زِالوا يَتشِبتون بِبعضُهم
هِو مُمسِكٌ لِخُصرِها
وهِي لِكتفيّه

تِلاقِت أعيُنهم مُجدِداً
وقِد فَقدَ نِفسهُ تِمامِاً بِمقلتِها
صِدرهُ يَهبِط ويُعلِى بِسبب نِظراتُها لِه

هِي تِنظرُ بِطريقةٌ مِا تِجعلني نَاسّياً لأسمّي
عيُونِها الِلؤلؤية ومُقلتيها الدِافئة
تِفقدنّي نِفسي

لِم أتِوقع يَومِاً أبِداً
بأنِني سِأوِدُ تِقبيل عيّون أحِدُهم بِتلك الطِريقة
هِذا صِادمٌ بالنِسبة لِشخصٌ مِثلي

وَعيتُ نِفسي أخيّرِاً
ألِا يَجب عِلي المُحافِظة عِلى مِوقِفي ؟
أبتِعدتُ عِنها مُحمحِم

" كُنتُ مِارِاً بالجِوار وكِان عِلّي أعطِائُكِ هِذا "
نِبسَ وهِو يُشيحُ بِأنظِارهُ مِادِاً لِها وِشاحُها
نِظرِت أليه مُفرِقةٌ شِفاهُها

" لِما تُعطيني أيَاه؟ "

" لا أظِنُ بأنِك تِودي مُقابِلة شِخصّاً مِثلي ، وأنِا كِذلِك لِذا لِا أوِدُ بِقائِهُ مِعي"
عِقدِت حِاجبيها بِحزن
وتُحاوِل أخفِاء تِقوس شِفاهُها قِدر الأمكِان
حِتى نِطِقت بِصعوبِة

Again | I.Nحيث تعيش القصص. اكتشف الآن