" البارت ' 16 ' "

2.8K 257 341
                                    


| |
__________________________

" حتَى أنهُ أهَـدانَي هذا الوِشاحّ ... "
تمَتمَ بِخـافِتّ الرَنةِ خوَفاً مِن سّـماعِ هوّان سَاهـيّاً عَن أسِتـقامَـتهُ خلفَ
البَاب ينُصَـتَ إليُـهَم ، ويتَراجّـف مُتـوِعداً لهُ بِالخـلاصِ ما أن ينَتهَـي
مِن سَرد قصَةِ حُب أقامَها في بِلادّ الغُرَبةِ وعلىّ أرَضَ العّدو

" لكِن أليسَ هَذا غالٍ جِداً ؟ "
تمَسدُ القِمَاش ، تتحَسَس جوَدّتهُ وتسَتشعِر قيَمتهُ وإذ بعَينَها تضَـيقُ
" هل أنتَ مُتأكِد مِن ذلِك الشَخصّ ، أعنَي هلّ هوَ يحُبَـك فعَلاً أم
أنهُ يسَعَى لأخذِكَ لجِوارَهُم بِهذهِ الهدَايَا البَاهِظة ؟ "

" لستُ مُتأكِد مِن حُبَه بعَد ، لكِن ... "
جيَميَن تذكَر مَبسّم مَلكَي فوَائدهُ المُرَهِف فرَاحّ مُبتسِماً أثرَها عِشقَاً
" لم يعُطيَني هَذا الوِشاحّ قبل أن يغمَرهُ بِريَا جسّدهُ العَذِب ، ودِفئهُ
المُسَتحِب لفوَائدَي ... "

" ومَا أدَراكَ برَيا جسّدهُ عَذِباً أيهُا الخَنوَع ؟ "
ومَا لذلِك الجَسّد المَـائِل للضَـئولةِ إلا النَهوضِ هلـعِاً ، مُضـطرَباً ،
وحتَى مُرتجِفاً وخاشَـياً مِن وَجَه أراد الذُلَ والبَقاءَ بلا سّـقِف يعَلو
رأسَهُ على رؤيتَهُ

" أم أنكَ بعّتَ نفسّكَ المُحبةِ للذلَ لهُ ؟ "
لن يترَددّ بطَعنِ عفتَهُ ، ولن يترَاجعّ عن التَقُدم مَيمَنتهُ وإذ بِه يكُمَل
" هلّ أنتَ بائِسّ لحَد السُقطَ والفجِوَر أيهُا الدَنيَء ؟ "

هَذا كثيَرّ علىّ أشَقر الخِصّال جامِد الوَقوّفِ هنُاكَ في بُقعتَه ، يتَجنبّ
النَـظرّ بِعيَـن مَن فرَضَ قسَـوَتهُ وخشـوَنةِ أسِتقـامَتهُ الفاسَـدةِ علىّ مِن
يُناشِد هيَئتهُ بالصَمِود ، ويطُالِب أطرَافهُ بالجَمودّ

" لم أفعَل شيَـئاً خاطِئاً ... "
الجِهاد مِن أجَل نزِف كلمَاتهُ اسّتهلكَ قوَتَه ، فسّخرَ المُسَتمِع مِنهُ رَاداً
" أنتَ بِكاملِك خطأ ، فمَا الشَيء الذَي لن تفعَله ويكوَنّ خَطأ مِثلِك ...
أخبَرنَي ؟ "

" هوَان ! "
أسّتصَعبتّ سُمه ، جَارِحّ ما قَاله هيَ لن تقِف صّامِتةٍ هنُا كالحَجّر
" أصُمّتي أنتِ "

" أ .. أنا سّأذهبّ لبَيتّ العَم دانَي "
ما الذَي يمَنعُ المَرء مِن المَضاءَ غيرَ تلِك آلتَي تخَنقُ الرَيقَ وتكتمُ
الحّسَ والفِرارَ من البَيتَ هوَ الخَـلاصِ من ظِلم والـدَهُ الذَي نهَـرهُ
" إلى أينَ تضَنُ نفسّكَ ذاهِباً ؟ "

يدهُ الخشَنةِ ألتفتّ تعُرقِل طرَيقَ جيَميَن والثَانيةِ تخُنِق مَشاعِرهُ فغدَتّ
مُعتَديةٌ تسّـحبّ مِن كفهُ الهَزيلةِ الوِشـاحّ ، فتنـتَهكُ حُرمةِ حُبَه وإذ بِه
ينتَزعُ السَكوتَ مِن نفسّهُ الخائِرةِ فيصَيحُ ناهَياً
" لـ .. لـا أبَي ألا هَذا ، أعَطيَني إيَـاه "

| الرذيلةِ العظُمْى || UNDERWORLD |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن