بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس من 💞وكانت للقلوب رحمة 💞
بقلم: مروه حمدى "ميرو أم سراج"
_________________
بتقول ايه؟!
_انا عايز اتجوزها؟
_يعنى ايه هتخطفك منى؟ بيتى هيتهد من تانى؟
_ليه بتقولى كده ياما ؟
_علشان حصل قبل كده ، وفوقيه هدته على دماغى هى وعايشه وضيعته منى وهى ميته وادى بنتها .
_بس هى غيرها .
_دى أمها!
_وانتى ال ربتيها .
_لو قولت لا؟ هتعصانى يابن بطنى!
_عمرى ياما، بس كده بتبقى حكمتى عليا بالموت.
_للدرجه دى ياعبدالله عرفت تربطك بيها وتوقعك ، اتارينى كنت بربى حيه فى بيتى اختارت زينه ولادى.
يجثو على الأرض أمامها وهو يرفع عينه لها يمسك بيدها ...
_بصيلى ياما وقوليلى أن ناهد ال طلعت على ايدك حيه ، قوليلى أن ناهد مش زينه البنات بصيلى ياما وقوليلى انى هلاقى الاحسن منها وانا هصدقك وقتها .
تهرب بعينيها يعيدا عنه، لا تجيبه.
_عبدالله باستجداء: معقوله محستيش بحبى ليها ؟! دى الحلم ال شيلته على ايدى، وكبر قدامى ، امنيه بحلم بيها كل ليله وبطلبها من ربنا فى كل سجده، هتحرمينى منها؟
_ ااااه ياعبدالله، لما دلوقتى ويتقولى كده اومال بعدين لو اتجوزتها هيحصل ايه ؟ يا خوفى لتاخدك وتبعد عنى والبيت ال فضلت ااقوم فيه يتهد من جديد.
_عمره ماهيحصل، وطول مافيا روح البيت ده هيفضل مفتوح.
يقبل يدها ويقف من جلسته وهو يقبل رأسها يحدثها بصدق ....
بالله عليكى وافقى،ده اول طلب اطلبه منك ، عمرى ماكسرتلك كلمه ، ماتكسريش قلبى.
تتنهد بعمق بعد أن وضعت فى زاويه ضيقه لا مفر منها،لأول مرة بكرِها يستجديها لطلبا ما، ترفع نظرها له تقابلها عيناه الراجيه وهو لايزال يمسك بيدها ، تابعت بعينها يده الأخرى وهو يحركها حتى استقرت على موضع صدره وهويؤمى برأسه فى محاولة اخيره لنيل موافقتها لأجل خاطره عندها.
أغمضت عينيها بعدها ، وقد لامست تلك الفعلة قلبها المحب له ليشفق على حاله ،ولكن لا زال هناك خوف من ماضى قد يتجدد . لتلمع بعينها فكرة ما، إذا قَبل فلن تمانع وإذا رفض فلقد اثبت انها محقه فى مخاوفها منذ البدايه.
_ عندى شرط لو وافقت عليه فأنا كمان موافقه ، موافتش يبقى الموضوع ده تنساه وتتجوز ال انا اخترهالك ، قولت ايه؟!
_عبدالله كمن يتمسك بطوق نجاته : موافق ، موافق على كل ال هتقوليه.
_عزيزة: مش تسمع الشرط الأول وبعدين ااتكلم!
_عبدالله: والله لو قولتيلى ارمى نفسك فى النار، ماهتاخر!
عزيزة وقد اشتعل قلبها بنيران الغيرة من جديد ، تنظر له بغيظ وهى تسأله؟
_هى السنيورة تعرف انك هتكلمنى فى الموضوع ده ؟
يهز رأسه له بلا وهو يخفض نظره لاسفل .
_عزيزة وهى تعقد حاجبيها : مالك فى ايه نزلت راسك لتحت كده ليه؟
_ عبدالله : أصلها يعنى ماتعرفيش انى عايز اتجوزها .
عزيزة: نعم، اومال آخره الحب ال عمال توصفهولى ده كله هيكون ايه يعنى ؟ ولا بنت فوقيه كان عجبها سكه الغراميات والأشواق اكتر من الحلال .
عبدالله بنفى : بالله عليكى ماتظلميها ولا تظلمينى ، أننى عارفه أخلاقها كويس وان لا أنا ولا هى لينا فى الكلام ده، الحكايه انى عمرى ماوقفت قدامها ولا قولتلها على ال فى خاطرى من ناحيتها، كنت براعى ربنا فيها علشان يحافظلى عليها وتبقى من نصيبى .
عزيزة: يعنى الموال ده كله وهى اصلا ماتعرفش ؟
لتكمل بداخلها وقد تشبست أكثر بقرارها... اومال لو كانت عارفه كنت عملت ايه معايا يابن بطنى؟!
عبدالله: كان مهم عندى انى اقولك انتى الأول واسمع رايك ولو وافقتى افاتحها فى الموضوع وبعدها انا ونصيبى يا وافقت يارفضت.
عزيزة وقد انشقت ابتسامه ابتسامه على وجهها فلقد ارضاءها كثيرا هذا التصرف منه ، فهو كعادته يقدمها قبل اى شئ فى كل أموره ، لتعقد حاجبيها بضيق وهى تعيد اخر جمله نطقها ولدها" ياوافقت يا ترفض" لتنطق بقلب أم...
_عزيزة: نعم نعم ، وهى تقدر تقول لا، هى كانت تحلم بضفرك ، ده انت تقعد وتجيلك بنت السلطان ....تنادى بغيظ وغضب ...ناااااهد بت ياناهد
عبدالله: اهدئ ياما سبينى انا افاتحها ، الأمور ماتتخدش كده.
_عزيزة : لا ياحبيبى الكلام قدامى علشان لو الموضوع تم شرطى هيسرى عليها هى كمان ولما نشوف اخرتها .
_عبد الله:ياما انا عايزها توافق من غير ماتكون مجبورة ولا خايفه من حد.
_عزيزة بإستنكار شديد: مجبورررررة ، هى كانت تطول، بت يااااناهد ناهد.
اتت مسرعه من المطبخ على صوت الصراخ بها فى هلع .
ناهد : نعم يا مرأة عمى، خير فى حاجه؟
عزيزة: كل خير ،متقدملك عريس ياعنيا .
ناهد وقد ارتجف قلبها من الخوف...عرريس ليا؟!
عزيزة تهز رأسها لها بتأكيد بتلك الابتسامه اللزجه التى تزين ثغرها والأخرى خانتها عينيها وهى تنظر لذلك الواقف قبالتها وقد أطال النظر بها على غير عاده وهو يتابع رد فعلها على القادم بقلق، يفتح عينيه ببلاهه وهو يرى انعكاس حبه لها فى عينيها الدامعه، قلبه يقفز من السعاده وهو يشعر بذلك الخوف الذى يعتريها من فقدانه هى الأخرى فلقد كانت عينيها مرآه اخرجت مكنون قلبها أمامه بوضوح .
عزيزة وهى تتابع مايحدث بضيق : نااااهد
والأخرى تبلع ريقها بصعوبة وهى تنظر لها من جديد تجيبها بصوت متحشرج أوشك على البكاء: نعم .
عزيزة : قولتى ايه ؟
ناهد : بلاش يامراة عمى ، انا مش بفكر فى الموضوع ده دلوقتى.
عزيزة : حتى لو كان العريس ده ....لتصمت لبرهه وهى تسلط نظرها عليها تتابع بعدها بزهو...عبدالله ابنى؟!
ناهد بعدم استيعاب : عبدالله !
تشير باتجاهه وهى تعيد النظر إليه ..."عبدالله".
ترى تلك الابتسامه وتلك النظرة الامعه بعينه ، يحرك شفتاه بدون صوت وهو يصرح بحبه لها لأول مرة "بحبك" وقد استطاعت فهمه بسهوله ، شهقت بخفه وعادت نظرها إلى أسفل وقد اصطبغت وجنتيها باللون الاحمر تضحك برقه ضحكات صغيره وهى تمسك بين يديها طرف حجابها لا تقوى على رفع عينيها أو التحدث.
والآخر ابتسامته تملئ وجهه لا يحيد بنظره عنها وقد اجابه صمتها بما يتمنى وعزيزة تنتقل نظراتها بين الاثنين لتقف من مجلسها وهى تلقى عليهم شرطها .
عزيزة: طالما كده بقا وفى قبول يبقى فى شرط علشان الجوازة دى تتمم ..
تقدمت منهم مرة أخرى وهى تحمل المصحف بين يديها وهما ينظران لها والى ماتحمله بعدم فهم .
عزيزة : عبدالله ، هتحلف أن عمرك ماهتمشى وتسبنى تحت اى ظرف ، عمرك ماهتهد ال بنيناه انا وانت من جديد وتنسى اخواتك وتعيش حياتك بعيد عنهم وعنى.
عبدالله ناظرا لها يرى خوفها وقلقها بعينيها ، تقدم منها يضع يده على المصحف وهو يقسم بما اثلج قلبها وكيف لا يفعل وهو الشاهد على مامرت به والدته من قهر وحزن وبالاخير ذل وكسره وهى ابنه الكرام.
ربطت على كتفه وهى تبتسم له ، نعم كانت تثق أنه لن يخذلها ابدا وهل فعل قبلا؟
تنتقل بنظرها لناهد وقبل أن تتحدث تجد الأخرى تسقط تحت قدميها : انتى ال ربتينى وحده غيرك بعد وفاة عمى وامى وال حصل منهم كانت رمتنى فى الشارع ، بس انتى ماعملتيش كده، أوتينى فى بيتك هيفضل جميلك فوق راسى وانا هفضل طول عمرى تحت رجليكى.
عاد من ذكريااته ولسانه لا ينطق سوا بسؤال واحد...
عملتى فينا كده ليه ياما؟
________بقلم ميرو أم سراج________
اشرقت شمس يوم جديد، ملئ نور شعاعها الغرفه ، أجفلت تلك الصغيرة بعيناها على أثره وهى تحرك يدها على الفراش لتصطدم بشئ ما جوارها ،انشقت ابتسامه صغيرة على وجهها لتحرك يدها فى الاتجاه الأخر،يقابلها الفراغ ،تعقد حاجبيها بضيق ترفع يدها لأعلى وهى لا تزال تحركها كمن يبحث عن شئ ما ، تصطدم بشئ تتفحصه بيدها لتعتدل على الفراش مسرعه وهى تمسك بالإطار تنظر إلى الصورة بداخله ،هبطت دموعها وهى تتطلع عليها بشوق ...ليخرج صوتها الحزين وهى تناجيها
_ماما كان نفسى يطلع حلم وأصحى الاقيكى جنبى انت وبابا زى كل يوم ، بابا اهو ، انتى فين بقا؟ طلع حقيقى ياماما .
تمسح دموعها بظهر يدها وهى تقبل الصورة ، انا مش هبكى خلاص علشان ماتزعليش انتى ونايمه زى ماقالتلى عبير ، خلاص مافيش بكا.
بينما ذاك الغافى جوارها لم ينم سوى من شده الإرهاق وفى ساعات الفجر الأولى من كثرة التفكير فيما عليه أن يفعل ، من كان يخاف عليها قد رحلت ولكنه لا يزال مقيد بقسم وبأسرة أخذ مسئوليتها على عاتقه منذ زمن وكذلك ابنته التى بات يخشى عليها أكثر من قبل ففى البدايه وطول غيابه عن المنزل كانت هناك من ترعاها والان ايتركها لهم ،ايتركها لتلك الافاعى التى رأتها بمنامها، وتلك التى ربطت على اسمه بحجه الفتيات ماذا عليه أن يفعل بشأنها، يقسم الف مرة أنه لايرغب باى شىء الان سوا اقتلاع رأسها عن الجسد لعله يشفى بعضاً من غليله، لتبقى تلك الذريعه التى بسببها دمرت حياته الفتيات لحمه ودمه لن يستطيع أن يولى ظهره لهم ابدا ،وبالاخص مع والدتهم هذه.ااااه حارقه خرجت منه فلقد سلبوا منه كل شئ حتى الحزن أصبح رفاهية لا يملكها فى ظل مايمربه لا يفعل شئ غير التفكير والتفكير فقط.
غطت عينيه فى النوم مناجيه الراحه أو الهروب من هذا الواقع ،لم يشعر بنفسه سوى واشعه الشمس تلفح وجهه يفتح عينيه بصعوبه وهو يضع يده أمامه حتى تبعد عنه تلك الاشعه الحارقه ، تجذبه تلك الكلمات التى خرجت من فم صغيرته والتى على مايبدو أنها استيقظت منذ قليل ، راحه تملكت قلبه من وقع حديثها ، حاوطها بزراعيه لتنظر له بعيون لامعه من اثر الدموع ليقبل جبهتها بقبله أودع بها كل الحب الذى يحمله لها، نظر لها بابتسامه حنونه
يطبع قبله أخرى على رأس ابنته التى ارتمت داخل أحضانه وهى لا تزال ممسكه بصورة والدتها تتلمس الأمان والدفء، بقيا هكذا لبعض الوقت حتى أصدرت أمعاء تلك الصغيرة اصوات مطالبه بالطعام ليبتسم عليها والدها .
عبدالله بحنان: جعانه؟!
تهز رأسها له بالايجاب ، ينظر حوله ولا زال طبق الشطائر موجود منذ ليله امس كما هو،
يهم بإحضاره ،تقاطعه رحمة مسرعه ---
لا يابابا حضرتك نسيت ولا ايه؟!،الاكل البايت ومكشوف بره التلاجه ماناكلوش نحطه للطير أو نرميه.
_عبدالله وهو يمسك بوجنتها :شاطرة ياحبيبتى ،اذا كان كده قومى اغسلى وشك وغيرى هدومك ونشوف هتفطرى ايه ؟
رحمه : بابا حضرتك انت كمان هتغسل وشك وتغير هدومك وهنشوف هنفطر ايه ؟
لتكمل وهى تمسك بيده:حضرتك عارف ان ماما مش بتحب حد فينا يبدأ يومه من غير فطار .
يسقط يده عنها ينظر لاسفل بحزن ممزوج بندم فلقد حرم ابنه من والدتها ومن تكون ابنته.
تمسك بذقنه بيدها الصغيره حتى ترفع وجه لها تحدثه بابتسامه حزينه...
_عبير قالتلى طول ماحنا كويسين فماما كمان كويسه واحنا عايزينها تكون مبسوطه فى مكانها الجديد صح يابابا ، حضرتك مش عايزها تكون مبسوطه؟!
يضمها إلى قلبه وهو ينهض من على الفراش : صح ياقلب ابوكى صح .
_______________________
تتململ فى فراشها على صوت التنبيه المزعج لتافف بضيق ، فهى تكره الاستيقاظ باكرا وبشده، تسمتع إلى تلك الأصوات القادمه من الاسفل ، فهناك نافذه بغرفه نومها تطل على " المنور" الخاص بالمنزل تستطيع من خلالها رؤيه مايحدث بمطبخ الشقه أسفلها فنافذتها فى مواجهه نافذة مطبخهم ، تطرق السمع جيدا....
كريمه وهى تقفز من على الفراش: هوو صوت المزغودة رحمة بتعمل ايه المنييله على الصبح كده!
تنظر من النافذه المفتوحه جزئياً تتطلع لأسفل كعادتها ،يدق قلبها كطبول حرب وهى تراه يفعل ماتمليه عليه تلك القردة الصغيرة.
رحمة: بابا حضرتك حط حبه ملح فى مياه سلق البيض .
عبدالله وهو يدور حول نفسه بتيه: حاضر بس هو الملح فين؟
رحمة: اهو فى البرطمان ال قدامك ده.
تحرك شفتاها للجهتين وهى تتحدث باستنكار شديد لما يحدث أمامها: بقا رجل طول وعرض زى ده يفطر بيض!
وكأنما شعر بأحد يراقبه ، يرفع نظره لأعلى يجدها ظلها القابع خلف النافذه الشبه مغلقه وقد أظهرته اشعه الشمس بوضوح ، لتقوم بقرض وجنتيها بخفه حتى يتورد لونها وكذلك شفتيها وتعدل من وضع خصلات شعرها بيدها لتفتح النافذه على مصرعيها ، ترسم ابتسامه واسعه على وجها عندما تلاقت النظرات ، تلقى عليه تحيه الصباح بحياء مصطنع غير مباليه بهيئتها الشبه عاريه أمامه .
وهو شارد فى ذكريات مضت تخص تلك النافذه والان فقط تأكد من صدق حدس زوجته.
يمشى بخفه على أطراف أصابعه حتى لا تشعر به ليقم بقرضها من خصرها فجاءة لتشهق بخضه وهى تنتفض فى وقفتها.
_ناهد برعب حقيقى: كده برضه ياعبدالله ، خضتنى !...قالتها وهى تعود إلى ماتفعل على المقود مدعيه الغضب.
_سلامه قلبك من الخضه ... ليهمس بأذنها بعد أن احتضنها من الخلف ...
بس انا جعان ...أعقب جملته تلك بقبله خفيفه أسفل أذنها ،لتتحرك من بين زراعيه ، تحاول التملص من حصاره وهى تشعر بالخجل وعدم الراحه.
عبدالله وهو عاقد حاجبيه ينظر لها : فى ايه ياناهد؟
تشير باصبعها على النافذه المقابله.
ناهد: مايصحش حد يشوفنا وانت حاضنى كده .
عبدالله: يابنتى ماهو الشباك مقفول ومافيش حد.
ناهد: صدقنى ياعبدالله دائما بحسها واقفه بتبص عليا حتى لو قافله الشباك.
عبدالله وهو يعيدها مرة أخرى إلى زراعيه : بقولك ايه انا مع مراتى محدش ليه حاجه عندى مقفول مفتوح واهو ...قالها وهو يحملها بين زراعيه يخرج بها من المطبخ وأصوات ضحكاتهم تملئ المكان حولهم.
عاد من شروده على منادتها باسمه برقه مصطنعه ، ينظر لها بإشمئزاز ليغلق نافذته مطبخه فى وجهها بقوه .
كريمة: بغضب اتقل براحتك ، هتفضل يعنى لحد امتى كده ، على العموم انا نفسى طويل .
تسرع بتغيير ملابسها والاستعداد لما نوت عليه منذ ليله أمس .
بينما عند عبدالله ظل شاردا فى حال تلك السيده التى لم يعرف لها الحزن باباً على زوجها، جراءتها ووقاحتها أمامه ، يحاول ربط الأحداث ببعضها سلوكها معه قبلاووكيف كانت تتصيد الفرص للحديث معه وشكواها المستمرة له وكان يظن أنها تفعل ذلك من باب الاخوه وان يجد لها حلا مع أخاه وكيف كانت تضايق زوجته التى قصت عليه الكثير من مواقفها الغريبه معها وعندما يخبرها بأن تترك الأمر له تخبره بأنها أمور خاصه بالسيدات فيما بينهن لا يجب أن يتدخل ولا يخبر حتى أخاه فهو سليط اللسان عليها هى والفتيات ولا يعرف سوى الضرب عنوانا للتفاهم وأنها كأنثى تتفهم ماتمر به من ضيق وغضب.
يلكم يده بالحائط بقوه أفزعت تلك الصغيرة.
رحمة بخوف : فى حاجه يابابا؟!
وعبدالله غير واعى يتحدث بهمس مسموع: يابنت ال**ب ، لا لعبتيها صح واخدتى البنات حجه وورطينى.
يجز على أسنانه بغضب وقد برزت عروق جبهته .
بس ال ساعدك على ال عملتيه مش غريب عنى "امى واختى وصاحبى" كتفتونى بقسم وجواز باسم يتامى.
يكمل بوعيد ورحمة ناهد لهعرف اخد حق مراتى منكم زى ماكنتى سبب فى قهرها هردلك القلم اتنين ، انا مش هطلقك، زى ماوقفتى بكل بحاجه وقولتى عايزة اتجوز واعيش حياتى لاخليكى زى البيت الوقف لا تحصلى متجوزه ولا مطلقه ،وزى ماعملتى كل الفيلم ده علشان توصليلى لاخليكى تتمنى نظره منى وماتطوليهاش ياكريهه، شبابك ال كنتى عايزة تعيشيه على حساب سعادة بيتى وماهمكيش غير نفسك وبس لهدبلك واحسرك عليه .
والبنات مش هخدهم بذنبك وكفايه عليهم انك أمهم ، دول أمانه فى رقبتى لحد ما اموت .
أما انتى ياما فأنا مش هخلف قسمى معاكى وامشى واسيب البيت ، بس فى نفس الوقت هتتمنى وقتها لو كنت مشيت ، لأن ال بيمشى بيسيب امل فى رجوعه بس ال بينا عمره ماهيرجع إلا لو رجعت الغاليه وقالت مسمحاكى وصدقينى ال هعمله معاكى بر منى ليكى . أما انتى ياكريمة فأنا وسعتها عليكى وانتى ضيقتيها علينا لحد ما مخلتيش مخرج اعرف اتنفس منه انا ومراتى ، حقى وهاخده لا أكتر ولا أقل بنتى أولى بكل قرش انا تعبت وشقيت عليه .
يلتفت إلى ابنته وقد قرر شيئا ما بخصوصها هى أيضاً.
عبدالله وهو يجثو أمامها وهى جالسه على تلك الطاولة الصغيرة بالمطبخ: رحمة.
رحمة: نعم يابابا.
يتنهد وهو يتابع : انتى بتحبى بابا, صح؟
تهز راسها بنعم .
عبدالله: لو فضلتى مع بابا طول الوقت ده هيضايقك ويزعلك .
رحمه وهى تلف وراعيها حول رأسه اكيد لا يابابا، ده انا هكون مبسوطه اوى.
عبدالله بترقب : حتى لوفضلتى معايا طول اليوم بعد المدرسه فى الورشه ونروح سوا بالليل .
رحمة: على شرط انى اساعد حضرتك .
عبدالله وهو يعبث بشعرها: موافق.
ليحمم وهو ينظر باتجاه القدر الموضوع على الموقد ...طب والأكل... يتابع بحزن انا عارف ان هيجئ يوم ويوحشك أكل ماما بس ---تقاطعه رحمه مسرعه ... اهم حاجه انى هأكل مع حضرتك حتى لو كلنا كل يوم بيض ، بعدين انا كنت بقعد مع ماما وبشوفها بتعمل حاجات كتير سهله انى اعملها ----يقاطعها عبدالله: لا انتى لسه صغيره ماتعمليش ، يمكن تتعورى أو لقدر الله تحصل حاجه.
رحمة بابتسامه: خلاص وقتها انا اغششك وحضرتك ال تعمل ، اتفقنا؟
يبتسم عليها وهو وهو يتطلع لها متذكرا تلك المشاكسات مع زوجته الحبيبه بشأنها..
_عبدالله بغيظ: هى اه ممكن تكون شبهك فى الشكل بس فى العقل والطبع البنت طالعه لابوها
_ناهد بضحكه خفيفه : ابدا وحياتك رحومه شبه مامتها فى الشكل والطبع كمان وبكره تقول كلامك صح ياناهد .
عبدالله بداخله وهو يكور وجه ابنته بين يداه: فعلا عندك حق ياناهد ،طيبتهاا ، قلبها الكبير وعقلها ال سابق سنها كلها انتى ياوجع قلبى .
عبدالله وهو يزيح تلك الدمعه التى كادت أن تخرج من عينه: موافق ياقلب ابوكى.
_________ميرو أم سراج________
لا تقوى على الحركه وهى تشعر بأن الغرفه تدور بها ، لا تعلم ماذا بها تحاول استرجاع يومها بالأمس لتتذكر انها لم تأخذ الدواء الخاص بارتفاع ضغط الدم ، انتظرت فترة حتى تأتى ابنتها أو انتصار تعطى لها احداهن ادويتها وتحضير الطعام ولكن لم ياتى لها أحدا.اخذت تضع لهم الأسباب والاعزار بأن يوم امس كان شاقا بحق فربما أخذهم النوم كذلك إذا نست هى ادويتها فكيف سيتذكرونها هم، تحاملت على نفسها لتعتدل. فى الفراش تحاول تذكر اين تضع ناهد الادويه لتميل على جانبها تفتح الدرج السفلى للمنضده جوار السرير تخرج تلك الحقيبة البلاستيكيه التى تحتوى على ادويتها بعد أن تذكرت انها رأتها مرة تخرجها من هنا، تمسك بادويتها الكثيره بين يديها لا تعرف ايهما تأخذ فناهد كانت تضع لها الدواء بيد وباليد الأخرى كوب الماء ، كما أنها لا تستطيع القراءه والكتابة.
عزيزة : وبعدين أنهى بتاع الضغط وانهى بتاع السكر ابدا بمين، نورهان يابت يانورهان
(لارد)
عزيزة: راحت فين دى ياربى ... لتكمل بمكابره: دلوقتى عماد ولا عبير يقرالى ويمكن عبد الله ينزل اكيد هينزل يطمئن عليا اه اكيد لتلقى برأسها على الوساده وقد تملك منها الدوار،تنتظر أن ياتى لها أحدهم .
____________________
تقف على الباب تهندم من ملابسها وقد بالغت فى زينتها تحمل بيدها صينيه موضوع بها أصناف من الطعام زينت بعنايه، تطرق على الباب بخفه.تنتظر لعده ثوانى حتى فتح الباب تنشق عنها ابتسامه اختفت سريعا وهى تقابل الفراغ أمامها ، تهبط بنظرها لاسفل لتلك الواقفه على الباب.
رحمة وهى تمسك بيدها شطيرة: صباح الخير ياطنط .
انتصار بغيظ تحاول قمعه فلربما كان موجوداً بالجوار يستمع لهم : صباح الخير ياحبيبتى ، وسعى خلينى ادخل جايبالك تفتطرى ياقلبى.
رحمة: وهى تشير على مابيدها بس انا الحمدلله فطرت.
انتصار بغضب تحاول السيطرة عليه: وهو ده فطار تعالى شوفى عملتلك ايه مخصوص ليكى، ابعدى عن الباب دخلينى ، حتى علشان بابا يفطر.
تتوارى رحمة جانبا حتى تسمح لها بالمرور وهى تخبرها ببراءه: بس بابا فطر.
ليمسك بها أباها من يدها يدخلها ويغلق الباب بعدها بعنف فى وجه تلك التى همت بالدخول دون أن يرفع نظره لها حتى.
تطرق بقدمها على الأرض بعنف وهى تنظر فى أثرهم بغيظ ،تولى ظهرها عائده إلى أعلى مرة أخرى .
وعبير تمسح دموع عينيها وهى تشاهد ماتفعله والدتها من على حافه الدرج لتعود أدراجها بسرعه إلى الداخل عند رؤيتها لصعودها حتى لا تراها .
بينما عماد خرج من مخبئه من زاوية الدرج بعد صعودها وهو يتطلع عليها بنفور ليحيد بنظره عنها إلى باب شقه خاله بحزن ليقرر الهبوط والعودة له فى وقت أخر .
________________
فى الفصل القادم :
يضمها له من الخلف وهو يستنشق ذاك العطر الذى طالما إطار عقله يهمس لها بصوت يقطر عشقا : ياترى انتى حقيقه ولا حلم من كتر ماحلمته شفته قدامى ، بس الاكيد انك وحشتينى وحشتينى اوى يا...
والأخرى تكاد تنصهر من فرط مشاعرها ،طالما تمنت تلك اللحظه التى يضمها له بهذا الشكل، لم تجرؤ على الحديث والا...
تفتكروا كيد النساء هيغلب ولا كيد الرجال؟
استغفروا ❤️
أنت تقرأ
وكانت للقلوب رحمه
Romance"فاقد الشئ لا يعطيه" بالعكس فبعض الأحيان يكن هو الأكثر عطاء لما فقده . كرحمتنا تلك عانت كثيرا لأسباب لا تعرفها وحرمت من أشياء اخرى تمنتها وعاشت وحيده وهى بين أهلها تعانى مرارة اليتيم ، ترى عندما يجلب لها القدر مايساعدها على الانتقام والاحساس بنشوة...