وكانت للقلوب رحمة
بقلم مروة حمدي
_١٩_
تقسى النفس على من يهواها؛ ظناً منها أنها قد ملكته وأنتهى الأمر، تقسو النفس على من يهتم لأمرها، يراعى خواطرها، ضامنة لوجوده كخاتم الأصبع بيدها، غير مدركة أن للقلب طاقة وقتما تفنى؛ يذهب كل شئ تحت رداء الكرامة وعزة النفس.
هكذا هى تلك الكريمة التى لم تلق لمشاعر زوجها وطلباته بالا، دائما تطلب وهو المطيع، تشير ليجلب، تأخذ لتقترب، متناسيه أنه باللأخير حقه وواجب عليها.
انتظرته على العشاء فى نادرة من النوادر، ذلك العشاء الذى لم يقربه أو حتى يمتد إلى فمه، تاركاً إياها تجلس على المائدة وحيدة ؛ ليدلف هو إلى غرفة نومه غير مبالى بها ولا بما يحيط به.
نظرت فى أثره بحاجب مرفوع ، متسائلة"
هو فى ايه؟ مش بعادة يعنى ، لا كل ولا قعد أتكلم معايا! ده حتى ما سلمش وهو داخل!
معقول يكون لسه زعلان من ال حصل الصبح، لا ده جديد على طباعك يا ممدوح، فى الاول تعلى صوتك وتزعقلى وتشدنى من دراعى يال عمرك ما عملتها من اول ما أتجوزنا وددلوقتى جاى من شغلك ومش بتكلمنى علشان خناقة صغيرة! يال كنت بمجرد ما بتطلع من باب الأوضة بتنسى كل حاجة وكأنه مكنش، ده انت كنت بتحفى علشان تصالحنى لما ترجع بالليل، ايه ال جرالك يا جوزى؟!!أطلقت زفير وهى تذم شفتيها تطرق على المائدة بإصبعها تفكر جديا بأمره، لتهتدى بعد لحظات متابعة حديث نفسها.
_هنقول لما زعقلى امبارح علشان كان قلقان على الواد هانى، حتى انا قلقت عليه، فهنا ليه عذر وعديتها ومحبتش اعمل مشكلة وبالأخص بعد ال حصل مع المزغود هانى.
وال حصل انهاردة الصبح ، هضحك على مين هو كان عنده حق، ازاى اطلب منه مصروف البيت وانا لسه واخده كل ال معاه من يومين، تقريبا خدت معظم ال طلعله من شغل الورشة.اووووووف، يظهر انى اخترت طريق غلط فى الطلب، صحيح فى الاول ما كنتش يهتم وانا باخد بس دلوقت عبدالله ضيقها علينا ربنا يضيقها عليه هو وبنته، ماسبش خرم أتنفس منه، حتى امى ال كنت باخد منها نقص منها كتير بالعافية تقضى مصاريفها وعلاجها زى ما يكون حالف يربط حبل حوالين رقبتى،
صمتت تفكر لتشيح بيدها مكملة لحديثها: اعمل ايه، مش معايا فلوس، وهو ما بعرفش حاجة عن الشقة ومش لازم يعرف، وانا مش معايا ال يخلينا نكمل اسبوع حتى، خلاص ما فيش قدامه غير أنه يستلف.
تضرب كف بالآخر وهى تتنهد بضيق مكملة لحديث نفسها: بلا خيبة ياللى عمره ما عملها ولا مد أيده لحد، الا إذا......
صمتت لتلمع عيناها تقف بفرحة من مجلسها وهى تكمل:
إلا إذا كان الحد ده اخويا عبد الله ،هو الوحيد ال مش بيتكسف منه ومش بيحس بحرج لما بيطلب منه حاجة.عادت إلى موضعها من جديد وهى تكمل: كده هيبقى فى مشكلتين مربوطين ببعض علشان موضوعى يتم، أولهم اقنع ممدوح أنه يستلف والثانية أن يروح لعبدالله يستلف منه، فالموضوع مابقاش زى الاول وبالأخص بعد التحركات والتشديدات ال عملها عبد الله الجديدة عليه وعلينا دى.
أنت تقرأ
وكانت للقلوب رحمه
Romance"فاقد الشئ لا يعطيه" بالعكس فبعض الأحيان يكن هو الأكثر عطاء لما فقده . كرحمتنا تلك عانت كثيرا لأسباب لا تعرفها وحرمت من أشياء اخرى تمنتها وعاشت وحيده وهى بين أهلها تعانى مرارة اليتيم ، ترى عندما يجلب لها القدر مايساعدها على الانتقام والاحساس بنشوة...