الفصل الاول من" وكانت للقلوب رحمه"
بقلم : مروة حمدى(ميرو أم سراج)
____________
هبطت الدرج بقلب ممزق، ضحكت بسخريه وهى تجد ذلك الباب الذى لطالما غلق بوجهها مفتوح. دلفت من الباب ، السواد الحالك يسود المكان ماعدا تلك الغرفه ،وجهتها؛ باب مفتوح ونور مضاء، ترى اكانت تنتظرنى؟! دلفت من الباب وهى تحارب دموع عينيها بالاتهبط،تجد اجابه سؤالها وهى تجلس على الفراش بتحفز عينيها مسلطه على الباب ، لم تعطها فرصه للحديث تباغتها بسؤالها: اتاخرتى ليه ،ده انا مستنياكى من بدرى؟!
ناهد: عملتى كده ليه، انا عملتلك ايه علشان تخربى بيتى بالشكل ده، انا عشت طول عمرى تحت طوعك وفى خدمتك!
قاطعتها الأخرى بتأكيد"وهتفضلى طول عمرك فى خدمتى سواء انتى ولا بنتك واه صحيح انتى ماعملتيش بس هنقول ايه بقا ذنب ناس بتخلصوا ناس "
ناهد بقهر ودموع لم تستطع السيطرة عليها: حرام عليكى، انتى ايه ؟
عزيزة وهى تقف أمامها بتشفى:يااااه اخيرا ، ايوه كده اتقهرى وموتى بحسرتك، زى ماانا كنت بموت فى اليوم ألف مرة، يالا بره عايزة انام بره.قالتها بصريخ وهى تشير لها على الباب .
لاتعلم كيف خرجت من هناك حتى وصلت إلى هنا، تنظر الى تلك الغافية بأمان تمرر يدها على حافه الفراش وهى تتجه نحوها، تضع يدها على رأسها بحنان وهى تهبط لوجهها تتأمله، قبله رقيقه طبعتها على وجنتها بعمق ، هبطت دموعها بحزن عليها وعلى حالها لتنزعج الأخرى فى نومها تتململ فى فراشها،تمد يدها لأعلى: ماما
ناهد وهى تستجيب لنداء ذراعيها، تستلقى جوارها وهى تضمها لها بمحبه تقبل كل إنش بوجهها وتلك الصغيرة وضعت رأسها باريحيه على موضع قلب والدتها مبتسمه وهى مغلقه العينين مطمئنه.
مستلقية وابنتها بين ذراعيها تشتد فى ضمها، نظرها معلق بسقف الغرفه يمرر أمامها شريط حياتها من البدايه كيف تغيرت حياتها هى ووالدتها عقب وفاة ابيها وكيف ذاقت العذاب على يد زوجه عمها عقب وفاة والدتها وعمها ، قصه عشقها مع ابن عمها وكيف عانا حتى كلل حبهما بالزواج.حلقها كالعلقم وهى تنظر إلى سقف الغرفه، يدور برأسها آلاف الأسئلة التى مازادتها الا حسرة ووجع.
ناهد: هو معاها دلوقتى، يأترى فى أنهى اوضه دى ولا التانيه ، تخرج ضحكه ساخره بقهر :هههه اكيد ال خلتنى وضبتها وفرشت سريرها بايدى ، ااااه ياعبد الله، هونت عليك ، قدرت تعملها ! قدرت ياعبدالله,طب ازاى ؟ اخدتها فى حضنك ولا لسه قولتها الكلام ال دايما كنت بتطبطب عليا بيه ولا ا,تتنهد بوجع وهى تشعر بقلبها يعتصر من الالم ، تغمض عينيها وهى تسترجع احداث تلك الليلة التى زفت فيها كعروس بدون زفاف أو اى مظهر من مظاهر الاحتفال إلا أنها كانت سعيده للغايه بفستانها الازرق القديم البالى ، اااااااه خرجت عالية دون اراده منها تململت على اثرها تلك الغافية جوارها لا تعرف شيئا مما يحدث ، لتضع يدها على فمها وهى تكتم تلك الآهات التى خرجت منها متلاحقة وهى تتذكر لحظه دخولها إلى شقتها وهو يمسك بيدها ينظر لها بحزن ، فكم تخيلا ونسجا الاحلام سويا لهذا اليوم وقد حطمتها والدته كلها، نظير موافقتها على الزواج ، الشقه فارغه لا يوجد بها اثاث الا من غرفة نومه القديمه التى نقلتها من أسفل لأعلى، تقف على الباب وهو إلى جوارها ووالدته أمامهم
عزيزة : ال عندى يابنت فوقيه عجبك ولانفضها من أولها ؟
ناهد: وهى تشد على يد زوجها ناظره له بعشق خالص اى مكان يحمعنى بعبدالله جنه بالنسبالي يامرات عمى .
ينظر لها وبتلك المحبه التى تقطر من كلماتها وقد زاد العشق بقلبه أضعاف غافلا عن وجود والدته يمسك بيدها يقبلها ،يضعها على رأسه وعينه لا تنزاح عنها .
عبدالله: هتفضلى طول عمرك فوق رأسى ياناهد.
تزيح يدها من على رأسه بسرعه ملقيه بنفسها داخل زراعيه .
ناهد انت ال هتفضل طول عمرك تاج على راسى ومكانك هو قلبى ياعبدالله.
يخرجهم من تلك الحالة صوت غلق الباب بعنف.تخرج من أحضانه بخجل وهو يتلفت حوله ليجد والدته قد رحلت
عبدالله: احسن حاجه عملتها لحد دلوقتى وربنا
تخرج الضحكات منها عفوية ليضع يده سريعا على فاهها.
عبدالله: هشش لترجع تانى وتحلف لتبات هنا انهارده
تهز رأسها بموافقة وهى تكتم ضحكتها عليه بخفه
عبدالله: خليكى واقفه مكانك ماتتحركيش.
يذهب بسرعه إلى داخل غرفه النوم تحت نظرات الاستغراب منها ، يغيب لدقائق، يخرج بابتسامه وهو يحمل بيده حقيبه كبيرة الحجم ،يضعها أمامها بوجه مشرق من الفرحه
عبدالله: يالا بسرعه
ناهد : يالا ايه ؟ وايه دى ؟
عبدالله وهو يمسك بيدها يدخلها إلى دورة المياة : بصى ياستى نقطه ومن أول السطر ، انا عايزك تلبسى الفستان ده وتستعدى لحد مانا كمان اكون جهزت .
ناهد : بس افهم الاول
عبدالله : يالا بقا ولا اجى البسك انا ؟
ناهد : تغلق الباب بسرعه ، هوا
عبدالله: هههههههههههه كان نفسنا نساعد
بالداخل تفتح الحقيبه بفضول تفتح عينيها بصدمه وهى تخرج ذلك الفستان الابيض طويل من الساتان مطرز بالؤلؤ على الصدر وأكمامه من الدانتيل كان بسيط فى تصميمه راقى فى زوقه لتشهق بفزع وهى تتذكره ، نعم إنه نفس ذات الفستان الذى اعجبها فى ذلك اليوم بذلك المتجر عندما كان يقضيان الوقت سويا خلسه عن والدته، ولكنه كان باهظ الثمن ، كيف أحضره ؟ تخرج باقى المحتويات ، تجد بعض من ادوات الزينه والملابس الجديده منها ماهو للنوم ومنها للخروج.من اين كل هذا وهو لايمتلك المال فعلى الرغم من أن يعمل بمحل والده إلا أنه يأخذ راتبه كاى عامل لدى والدته وهو راتب ضعيف للغاية و أصبحت تأخذ والدته نصفه بحجه تحضيرها لزواجه!
ناهد من خلف الباب وهى تمسك الملابس بيدها : من فين ده كله ياعبدالله
عبدالله بابتسامه: من عرقى ماتقلقيش عمرى ماهدخل عليكى مال حرام
صمتت ولم تتابع فهى تعلمه جيدا وتثق به اخرجت ادوات الزينه ووضعتها أمامها ابدلت ملابسها ووضعت بعضا من الزينه التى أظهرت ملامح وجهها الفاتنه واطلقت لشعرها الاسود العنان فانسدل على ظهرها كغيمه سوداء ، تطيبت من تلك القنينه وهى تستنشق رائحتها بهيام .
وهو بالخارج ارتدى حله سوداء وجلس فى انتظارها بقلب مشتاق، يفتح الباب أمامه ، يقف من مجلسه بتأهب، تزداد ضربات قلبه وهو يراها تتهادى أمامه بخجل بذلك الثوب ، يبلغ ريقه بصعوبه وقد هربت منه الكلمات لايريد شيئا فى هذه اللحظه سوى اخذها بين زراعيه والهرب بعيدا عن الجميع ، استجمع أنفاسه بصعوبه وهو يقف أمامها يقبلها على مقدمه رأسها ناظرا لعينيها بحب : مبروك
لم يتلقى منها اى رد سوا نظرات خجله لاسفل
عبدالله : كده فاضل حاجتين مهمين
ترفع نظرها له دليل على عدم الفهم .
يبتسم عليها وهو يخرج تلك الكاميرا يقوم بضبط التوقيت الخاص بها ، يقف جوارها وهو يمسك بيدها "صورة فرحنا ياعروسه"
تلتقط الكاميرا تلك اللحظه ويدها بين بيديه ونظرهم معلق ببعضهم والسعاده فقط هى منالمحيطه بهم ،
عبدالله كده فاضل اخر واهم حاجه ،يسحبها بيده يفتح باب الشقة بحذر يلتفت لها يشير بيده بالا تصدر صوتا وهى خلفه عاقده لحاجبيها لا تعلم ما الامر؟
ترك باب الشقه مفتوح وهبط بها بعض درجات ، ، نظر للاسفل بعينه ليلتفت لها مرة أخرى
عبدالله وهو يوفر بارتياح : الحمد لله كنت فاكر هلاقيها معسكره هنا
ناهد: ههههههه فى ايه ؟
عبدالله: فى كدا ليحملها بين زراعيه بخفه تشهق على اثرها برقه تتمسك بملابسه
ناهد ربرجفه: عبدالله
عبدالله: قلب عبدالله ، طول عمرى بحلم باللحظه ال هتدخلى فيها لعشى وانتى بين ايديا ياناهد.
"أراف بى حبا بالله "هكذا صرخ قلبها وعينيها معلقه بعينيه لاتنزاح عنها وهو يصعد الدرج يدلف من باب الشقه ليغلقها بقدمه متوجها إلى غرفه النوم ، ينزلها برويه وحرص ،تتأمل المكان بعينيها نعم هى غرفته القديمه ولكنه تبدو لهاكقصر هى مليكته ، اه لو تعلم زوجه عمها بذلك المعروف التى صنعته لها بجلبها لتلك الغرفه كيف جمعتها بكل مايخص عشقها الغرفة التى قضى فيها معظم حياته نومه تعبه سهره أحلامه وأصبحت هى الان تشاركه إياها ذلك المحراب المقدس بالنسبه لها ، تشعر برغبة شديده فى الذهاب لها وتقبيلها الف مرة على مافعلت ،تنظر حولها لتجد طعام معد على تلك الطاولة الصغيرة تبتسم وهى تنظر لزوجها وهو يحك رأسه بخجل فوالدته لم تحضر لهم اى شئ ليتناوله فأحضر لها بعض الطعام من أحد المحلات تذهب باتجاه الفراش وقد جذبتها تلك الزهور الحمراء المنثورة عليه بشكل قلب ، تقرا ما كتب باوراقها بهمس ليأتى هو من الخلف يحتضنها يضع ذقنه على كتفها يقرأ عليها كلماته بهمس عالى نسبيا "بحبك " يديرها إليه وقد هبطت بنظراتها لاسفل مع تزايد دقات قلبها ليرفع ذقنها للاعلى لتتلاقى الأعين بحديث خاص بعد أن ضاعت الكلمات بين لوعه العشق وثورة الاشتياق.
تعود من ذكرياتها بدموع حفرت مجراها على وجنتيها ، المها أصبح لا يحتمل لا تشعر سوى بتلك السكاكين التى تنغرز بقلبها،تنظر بعينيها الى تلك المستلقاة داخل ذراعيها تدعو لها بقلب أم "ربنا يجعل حظك فى الدنيا احسن من حظى يابنتى " تقبلها على جبهتها وتسند رأسها على رأس ابنتها لتغلق عينيها تطلب الراحه لعقلها وقلبها.
___________بقلم مروة حمدى (ميرو أم سراج)
فى صباح اليوم التالى، طرقات عاليه على باب الشقه افزعت تلك الصغيره من نومها،تفتح عينيها على والدتها التى تحتضنها ولاتزال نائمه، حاولت النهوض ولكن يدا والدتها متشبسه بها جيدا.
رحمه: ماما تيته بتخبط على الباب تهزها بخفه وهى تنادى ماما تيته ماما ولاتتلقى جواب.
رحمه بصوت عالى نسبيا: حاضر حاضر، لحظه يا تيته لحظه.
وبالخارج تقف على الباب بنزق تخرج نسختها من المفتاح من جيبها : لما نشوف اخرتها معاكى
ولا تزال تلك الصغيرة تحاول الخروج من بين يداى والدتها بصعوبه حتى نجحت بالاخير.
رحمه وهو تهزها: ماما تيته بتزعق بره، ماما انتى بردانه ولا ايه؟ جسمك صاقع اوى.ثوانى هغطيكى.
تسحب الغطاء وهى تدثر والدتها به جيدا، تنتفض برعب الى الوراء وهى تستمع لذلك الصوت الموبخ لهم من الخلف
عزيزة بانفعال: الله الله يا ست هانم،حضرتك نائمه هنا ولا على بالك ، قومى فزى فى عرسان عايزة تفطر قومى قالتها وهى تهزها بعنف ، لتلقى تلك الصغيره بنفسها على جسد والدتها .
رحمه: حاضر هتقوم ياتيته، بس ماما واخده برد هتقوم ثوانى .
عزيزة وهى تعقد حاجبيها تنظر لها وهى نائمه بتلك الوضعيه المريبه :قومى ياناهد مش هيخيل عليا الحركات دى اتعدلى ورينى وشك .
ترفع الغطاء من عليها وتقوم بجذبها بيدها للأمام لتتسع عينيها بصدمه من لونها الشاحب المحاكى للون الأموات تقترب منها تتحسس عرقها النابض لتعود إلى الخلف بصدمه، تنظر إليها وقد بدأت بعض ذرات الندم فى التجمع على وجهها خاصه وهى ترى ذلك المجرى المحفور على وجنتيها من أثر الدموع لتزيخيها بسرعه وقد عادت ملامح وجهها القسوة وهى تسترجع مشاهد عده لوجهها وهو على نفس الهيئة لتتابع بغل:
اشهدلك يابت فوقيه انك طول عمرك وانت بتسمعى كلامى حتى لماقولتلك موتى، موتيى
تضع الغطاء على أعينها المغمضه تتنهد بعمق، تحاول التفكير فى خطوتها القادمه يخرجها من أفكارها صوت تلك الصغيره وهى تمسكها من ملابسها
رحمه: تيته، ماما مالها هى مش بترد عليا ليه ؟
عزيزة وهى تبعد يدها عنها كنت يبعد حشره عن ملابسه: ولا كلمه اسكتى خالص.
رحمه وهى تزيح الغطاء عن وجهه والدتها: حضرتك غطيتى وشها ليه؟! كده مش هتعرف تتنفس، بس هى ليه مش بترد علينا ولا صحيت لحد دلوقتى ، ماما ماما قومى
عزيزة وهى تعيد الغطاء مرة أخرى: بقولك ايه، ماتصدعنيش هى ماتت ارتاحت منى وريحتنى منها، ريحت وارتاحت.
حسنا فتاه فى الثامنه تحاول أن تستوعب معنى حديث جدتها: يعنى خلاص ماما راحت لربنا ، لا انا عايزة ماماانا هروح اقول لبابا يقولها ماتروحش.
تتحرك بسرعه متوجها للخارج لتمسكها جدتها من يديها.
عزيزة: انتى رايحه فين؟ أجرى خلى عمتك تيجينى على هنا ولا أقولك لا استنى اترزعى انتى هنا ماتتحركيش، تخرج وهى تغلق باب الغرفه بالمفتاح على تلك الصغيرة مع جسد والدتها وتهبط مسرعه لاسفل، تطرق الباب عده طرقات متتاليه دون أن يخرج منها اى صوت.
كريمه وهى تتثاءب مين على الباب، فى حد يهبط فى الوقت ده!
تحكم ربط مئزرها عليها بأحكام ، تفتح الباب وهى تتوعد الطارق أمامها.
كريمه: فى ايه الدنيا طارت ، تغلق فمها وهى تجد والدتها أمامها
كريمه :ماما، صباح الخير فى------
لم تكمل حديثها عقب سحب والدتها لها بيديها وهى تخبرها بأن تصمت،تصعد الدرج تدخل من باب الشقه ،تنظر لها كريمه بحيرة.
كريمه: ماما جيبانا شقه ناهد ليه؟
الجده عزيزة وهى تنظر لها بحده: شقه اخوكى مش ناهد ومحدش ليه هنا شقق فى بيتى، فهمتى يابنت بطنى؟!
كريمه لا تجيب سوا بهز رأسها، فهى لا تعرف لما امها غاضبه هكذا ولاتدرى اى رد فعل يمكن أن يصدر عنها وهى بهذه الحاله.
تفتح باب الغرفه تدخل وخلفها كريمه التى اتسعت عينيها بصدمه وهى تسمع كلمات تلك الصغيره
رحمه بجانب جسد والدتها تضمها وهى ترجوها بالا تتركهاوترحل .
رحمه: ماما ليه عايزة تروحى لربنا وتسيبينى، انتى مش عارفه أن ال بيروح مش بيرجع،انتى مش عارفة انك هتوحشينى اوى، وقتها هنعمل ايه؟ طب انتى زعلانه علشان بابا مانمش جبنا انهارده ونام عند طنط انتصار؟! ماتزعليش، انا هقوله وهو هيقولك اسف مش هيعمل كده تانى بس ماتمشيش علشان خاطرى، علشان خاطر حبيتك، انا حبيبتك رحومه.
كريمه وهى تشير على الجثمان الموجود على الفراش ناظرة إلى والدتها : هى
عزيزة: ايوه
كريمه: قتلتيها؟!!!
عزيزه بحده: اخرسى، تعرفى عنى كده
كريمه: اه اقصد لا بس هى ماتت ازاى ؟
عزيزة: شكلها مااستحملتش حكايه جواز اخوكى.
كريمه وهى تتلفت حولها :ممكن برضه، هو لسه معرفش ولا ايه مش لقياه يعنى واخد جنب بيكبى فيه ؟!
عزيزة: ماقولتلهوش وماقولتش لحد غيرك، ومش عايزة اقول دلوقتى،تعالى نفتح عليها التكييف ونقوله تانى يوم ، مش عايزة اضيع فرحته بجوازته.
كريمه: والريحه؟
عزيزة: لا مش هتلحق ده تانى يوم.
كريمه: لازم يعرف ودلوقتى .
تهم والدتها بالاعتراض ، تقاطعها كريمه مبرره: لا ركزى تانى يوم هتجيب لينا سين وجيم لمايجى الدكتور يكشف، علشان تصريح الوفاه، وممكن نلبس انا وانتى أننا قتلناها وحلنى حتى يثبت العكس، وبعدين فرحه مين ده وش عبد الله وهو بيمضى على العقد زى ال ميتله ميت ، ماما هنضحك على بعض، عبد الله مغصوب على الجوزاة، واظن أن ال انتى عايزه حصل وبزياده كمان خلينا نخلص منها بقا ومن سيرتها.
عزيزة: مالحقتش أشفى غليلى منها، بس ملحوقه أنهت حديثها وهى تنظر الى تلك الباكيه بجوار والدتها.
تخرج كريمه من الشقه وهى تقف أمام الباب،تجلى صوتها عده مرات لتبدأ بالصراخ والعويل والولوله بدموع لا تعلم هى نفسها من اين اتت؟!
كريمه بصوت عالى: يااااغاليه،ياحبيبتى ياللى كونتى دائما زى اختى ، ياوجع قلبى عليكى ياااااااااناهد
_____________بقلم مروه حمدى (ميرو أم سراج)لايصدق أنه الآن جالس بشقه أخيه المتوفى وفى غرفه نومه ، لم يغمض له جفن طوال الليل، قلبه منقبض يشعر بثقل على صدره وكأن أحدهم وضع حجرا وتركه، يرغب فى النزول والهرب من هذا المكان ، يتمنى رؤيتها والاطمئنان على حالها، ترى كيف أمضت تلك الليله وهو بعيد عنها وعن ابنته، كيف تشعر الأن، أاه حارقه خرجت من صدره كم يريد أن يهبط لها سريعا يطمئنها بأنها هى الوحيده من ملكت قلبه وجسده، أفكاره كثيره تدور حولها، ولكنه يغشى عليها من والدته أن فعل، ماااطولها من ليله ، ينظرالى الساعه بيده من الحين والاخر، ينتظر قدوم والدته بفارغ الصبر من أجل المباركه حتى يستطيع الهبوط.يضحك بقهر على حاله وعلى ماوصل إليه.
والآخرى ناظره له بسخريه، وهو يجلس على ذلك الكرسى المنزوى منذ الامس يدخن العديد من السجائر لم يتناول شئ أو حتى يتحرك من مجلسه أو يلقى لها اى حديث وهى التى ترتدى ثوبا للنوم من اللون الوردى لايترك شيئا للخيال تجلس على الفراش بدعوه صريحه منها له بالتقدم، وكأن من توفى منذ خمس اشهر ليس بزوجها واب بناتها ، تنظرله والحقد يتاكل قلبها.
انتصار فى داخلها: ودى فيها احلى منى بنت فوقيه على رأى امك، ال ماتجيش جنبى حاجه، ماتسواش، للدرجه دى مش قادر على بعدها ليله وحده، اومال اخوك كان بيغيب عنى بالاسابيع على العموم المهم سهله زى مااتجوزتك هعرف اربط بيا كويس ،لتتأمله بشغف وهوس ظهرت علاماته على وجهها: مانت ماتسبش برضه ياعبدالله.
وصل إلى مسامعهم صوت الصراخ القادم من الاسفل.
كريمه: كملت وادى ال كان ناقص ياترى مين؟
عبدالله وهو يلقى مابيده يهرول بسرعه للخارج، يهبط الدرج بسرعه يسمع اخر كلمات أخته بوضوح وهى تأكد له بشماته لم تستطع إخفاءها بنبره صوتها وهى تنادى على الفقيده، تستدرك حالها بسرعه وتكمل فى الصراخ وهو واقف مكانه مصدوم يستمع إلى العويل ولكنه يأبى التصديق، يدخل بسرعه وهو ينعت أخته بالكاذبه، تحرك كتفها بالامبالاه عقب دخوله وقد كفت عن الصراخ وهى ترى الأخرى تهبط الدرج بغنج ترتدى مئزرها الشيفون بابتسامه .
كريمه: صباحيه مباركه ياعروسه، طول عمرى بقول عليكى وشك حلوعلينا.
انتصار: وهى تلقى لها قبله فى الهواء: حبيبتى ياكرمله.
دخل إلى الغرفه يرفض تصديق ماسمع، وضع يده على قلبه من شده الالم وهو يرى ذلك الوجه الذى لطالما عشق رؤيته مغطى، جلس جوارها وهو يرفع الغطاء عن وجهها وقد ازداد الالم يشعر بالخناجر، تتوالى عليه بالطعنان وهو يرى تلك العينان التى لطالما أحب رؤيه انعكاس صورته بهما مغلقه والى الابد. أغمض عينيه بحسره نظر إلى والدته، بسؤال واحد فقط؟
عبدالله بقهر: ارتاحتى دلوقتى ؟!
عزيزة بتوتر : وانا مالى يعنى ده عمرها.
تهرب من نظرات عينيه وترحل تاركه اياه يعانى مرارة الفقد وحيدا .
عبدالله وهو يمسك بيدها البارده بين يديه يقبلها ودموعه عرفت مجراها على وجنتيه: هونت عليكى تمشى وتسبينى فى نص الطريق، من غير حتى وداع للدرجه دى كنتى واخده على خاطرك منى بس والله ولا لمستها ولااى وحده فى الدنيا دى ليها حق عليا غيرك ياوجع قلبى،كنت فاكر انى كده بحميكى من اذيتها وهوسها اتارينى كنت بقدمك للموت بيديا، غصب عنى ، سامحيني ياناهد سامحينى.
رحمه وهى تمسكه من ملابسه : بابا هى ماما هتروح لربنا بجد؟
عبدالله لا يقوى على الرد او حتى النظر بأعين تلك الصغيره: ماذا يقول لها اهو السبب الرئيسى فى حرمانهم ممن كانت لهم قمر فى هذه المنزل المعتم، أنه كان الأداة التى استخدمتها والدته فى القضاء علي اخر ذره تحمل لديها، يمد يده يحتضن ابنته وهو يبكى كطفل صغير، وتلك الصغيرة تبكى هى الأخرى لذهاب والدتها بعيدا عنها.وقد أكدت لها دموع والدها رحيلها عنهم
_____________$
استغفروا لعلها ساعه استجابه
أنت تقرأ
وكانت للقلوب رحمه
Storie d'amore"فاقد الشئ لا يعطيه" بالعكس فبعض الأحيان يكن هو الأكثر عطاء لما فقده . كرحمتنا تلك عانت كثيرا لأسباب لا تعرفها وحرمت من أشياء اخرى تمنتها وعاشت وحيده وهى بين أهلها تعانى مرارة اليتيم ، ترى عندما يجلب لها القدر مايساعدها على الانتقام والاحساس بنشوة...