بارت 9

253 20 3
                                    

صرخت ملك به «كفاية كدب بقا انا تعبت... نفسي مرة تقولي الحقيقة... تقولي علي اللي بيحصل معاك.... انتي مش مديني الأمان انك حتي تتكلم معايا في الحاجات اللي تعباك... ده انا حتي عرفت بالصدفة ان صحابك بيقولك باشا عشان نفسك تدخل الشرطة... فهمني اي اللي بيحصل؟؟؟»... اخرجت كل طاقتها وكل مكنونتها به... مسح يوسف وجهه بتعب ليقول بأسي

«مش هتصدقيني او قولتلك؟؟؟ مفيش حد في الدنيا ممكن يصدق اللي هقوله؟؟»....

«انا هصدقك... انت احكيلي وانا هصدق كل كلمة تقولها... انما حكاية انك تفضل بغموضك ده انا مش متقبلها»......

«هتسمعيني للاخر ومش تقاطعيني؟؟»..

«اوعدك ان مش هقاطعك وانت بتتكلم.... بس اتكلم واحكيلي».....

«انا بشوف قرين لواحد مات من خمسين سنة!  !  !  !  ».......

نظرت نحوه بصدمة وتبدلت تلك النظرة لشك وبعدها صرخت به «هو انا عيلة عشان تضحك عليا بالكلمتين دول....».....

حاول يوسف ان يتماسك بقوة ليتكلم من بين أسنانه «مش أنا قولت محدش هيصدقني.... حتي انتي يا ملك»......

صمتت لدقائق تحاول ان تصدقه... ولكن نظرة عينيه كفيلة ان تخبرها انه يقول الصدق بجميع معايره...

«فلنفرض انك فعلاً زي ما بتقول كدة.... مين الشخص ده؟؟؟».....

«كان طالب بمدرستنا اسمه مروان السيوفي.. الموضوع كبير يا ملك مش مجرد قرين ظهر وخلاص»....

نظر الاثنان نحو بعضهما لفترة طويلة للغاية الي ان تكلمت ملك «ممكن نقعد في مكان وتفهمني كل حاجة»...... ابتسم يوسف ابتسامة واسعة وهو يؤمي برأسه موافقة علي اقتراحها.....

ذهبا الي احدي الحدائق العامة التي كانت هادئة بعض الشيء.... جلس يوسف واخرج الورق الذي قد قام بتصويره من علي حاسوبه وسرد كل الحكاية لها وملك تارة تكون مصدومة وتارة اخري غير مصدقة....

وضعت يديها علي رأسها لتقول بصدمة «معقولة ده كله يطلع من مدرستنا؟؟»...
«الاكتر من كدة ان مروان بيقولي ان فيه صفقة تسليم اعضاء بشرية في المدرسة النهاردة... بعد تقريباً اربع ساعات من دلوقتي».....

«و مروان بتاعك ده عرف ازاي بالصفقة دي؟؟؟»...

أتي صوت مروان بجانبها يخبرها «عشان انا سمعت مدير المدرسة بيتفق مع ناس علي المعاد بتاع الصفقه»...

توسعت عين ملك رعباً وفزعاً وهي تلتفت برأسها ببطئ نحو هذا الصوت لتجد طيف شخص يرتدي نظارة دائرية ذو وجه شاحب كالاموات وعيون حمراء وشعر اسود للغاية.... صرخت ملك بوجهه برعب وهي ترجع للوراء بيديها وقدميها بينما مروان يصرخ ايضاً من الصدمة ويوسف ينقل بصره بينهما بتردد لينقطع صوت ملك عن الصراخ فجأة.... نظر يوسف نحوها ليجدها مغشيّاً عليها.. تقدم نحوها ورفع رأسها يحاول ان يجعلها تستفيق ليصرخ بمروان بغضب «أنت أهبل يا عم... حد قالك أظهر ليها دلوقتي.. اهي اغمي عليها اهو اتبسط؟؟؟».....

جحيم في ثانوية هيرسون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن