بارت 12

165 19 0
                                    

فتحت باب الغرفة ببطئ وقلب يرتعد خوفاً..... تجمعت شجاعتها وطلت برأسها من فتحة الباب لتشهق بفزع من هول المنظر الذي كان به يوسف.....

ما ان رأها يوسف ابتسم بتعب وهو يحسها علي القدوم والجلوس بجانبه.... كان كالاتي... ضمادة تلتف حول رأسه كاملاً.. مقوم صغير وضع فوق انفه المكسور.. و وجهه المدمي كلياًّ من أثر الجروح الكثيرة في وجهه... اما بالنسبة لجسده فكان عبارة عن كتلة ضمادات... اولها كانت بصدره الذي نلقي ثلاث طعنات وذراعه الذي يلتف حولها الشاش واليد الاخري بها جبيرة من اول اصابعه حتي كتفه.... وهناك قدمه التي لاقت بعد الكسور المضاعفة......

اقتربت منه وجلست علي طرف السرير بهدوء ولكنها لم تستطيع فشهقت تبكي بكاء مرير تعب يوسف نفسه ليهمس لها بصوت يحمل كل معاني التعب «متزعليش يا ملك... انا هبقي كويس»....

نفت ملك برأسها وهي تتكلم ببكاء «كل اللي فيك ده وهتكون كويس ازاي؟؟؟.. مين اللي عمل فيك كدة؟؟؟»

تكلم بنفس النبرة المتعبة والمهلكة لروحها «انا عايزك تقولي للظباط اللي هيجيوا من المركز ان عربية خبطتني وانا معرفتش مين اللي كان سايقها»... تهجم وجهها وحاولت إلا تغضب وهي تسأله

«والحقيقة ايه اللي حصلك؟؟»... كان يفتح عينيه ويغلقها مرات متتالية يخبرها «انا عايز اطلب منك طلب يا ملك... وده هيكون في مصلحتك قبل مصلحتي».......

كمشت حاجبيها بعدم فهم لتسأله بفضول «طلب أي يا يوسف؟؟؟؟»..... ابتلع ما في حلقه بتوتر ليخبرها الجملة مرة واحدة «عايز اتجوزك... ودلوقتي»....

قبل عدة ساعات

فعل يوسف كما اخبره ولم يحدث شيء ليضحك بسخرية عليه «يعني انا افضل صاحي ومطبق يومين علي بعض شغل واجي المدرسة آخر الليل وفي الآخر يطلع الحوا..............»....  يكمل يوسف جملته ليجد الارض اهتزت تحته... نظر بصدمة نحو مروان الذي كان يلوح بيديه بكل مرح وتلاعب وسقط بعدها يوسف في الحفرة التي فتحت اسفله....

تاوه يوسف بألم أثر السقطة بينما نظر مروان حوله يخبره بملل «متبقاش خرع كدة يا چو... لسة التقيل جاي».... وقف يوسف ونفض ملابسه من التراب ليسأله

«هو ده المكان اللي المفروض يحصل فيه الصفقة؟؟»
«لا... ده مكان قريب منه... نقدر نعرف حاجات بسيطة منهم من غير ما يعرفوا بوجودنا....».... اتجه يوسف خلف مروان الذي اشار له نحو احدي فتحات التهوية بهذه الغرفة المهترة ليدخل يوسف بها وتمشي ببطئ وهدوء الي ان طلب منه مروان التوقف هنا والاستماع لما يحدث في الأسفل......

وضع يوسف احدي عينيه من بين فتحات الغطاء الذي كان يصل لغرفة اسفلهم فوجد بالفعل مدير المدرسة يقف وهو يضع يديه بجيوابه بكل وثوق وهو بتحدث مع احدي الشخصيات التي لم يظهر وجهه.... استغل يوسف هذا واخرج هاتفه يصور ما يحدث صوت وصورة..... بعد دقائق ليست بكثيرة  ظهر بعض الأشخاص الملثمين وكل شخص منهم يحمل احدي الأطفال والمراهقين من فئة الأشخاص الذين يتعلمون بالمدرسة..... وضع مروان يديه علي فمه يمنع صرخة يوسف وهو يهمس له

جحيم في ثانوية هيرسون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن