بارت 10

219 19 0
                                    

ناد بصوت خفيف يشبه الهمس وهو في طريقه الي البيت من مكان المقابر
«مروان... مروان... أنت يلا.. أنت فين؟؟؟»

بعد لحظات أتي صوت مروان الذي كان يتثأب بنعاس وهو يخبره
«أي يا عم حد يصحي حد دلوقتي»
«اعتبر رد جميل عشان صحتني من أحلي نومة»
«عايز أي؟؟»
«عايزك تيجي معايا لمكان تسليم الصفقة»

فتح مروان فمه بصدمة ليتكلم
«انت وعدت ملك م انك مش هتروح»
«انا بس مش عايز ازعلها... بس الموضوع فعلاً اني في حاجة اكبر بكتير مما احنا معتقدين»

هز مروان رأسه كأنه يوافقه في الرأي ليختفي من أمامه لثواني ويعود ثانية يخبره «يلا بينا.... بس لازم قبل ما نمشي لازم تسمع كلامي وما تتصرفش من دماغك.. تمام يا معلم؟؟»

«تمام يسطا».......

في مكان آخر

«ابوكي عرف بعلاقتك انتي ويوسف يا ملك!!»

نظرت ملك بصدمة وقد انكمشت معدتها... همست بخوف

«بتتكلمي جد يا هدي؟؟؟»... كانت ملك تريد تأكيد إن اذنها تكذب عليها.... وانها قد سمعت بالخطأ ولكن هدي أومأت برأسها بنعم ليقع قلب ملك في قدميها....

ركضت هدي نحوها واسندتها الي غرفتهما.. اجلست ملك علي الفراش وذهبت تحضر كوب مياه باردة لها... لعله يهدأها قليلاً..... شربت ملك المياه دفعة واحدة وكأنها كانت في صحراء قاحلة و رأت لتوها المياه.....

كانت هدي تزرع الأرض باقدامها ذهاباً وأياباً تفكر في كيفية التملص من والدها وهي تتذكر ما حدث قبل ساعتين

ƑĹÃŜĤ βÃČЌ

كانت جالسة تقرأ في أحدي الروايات التي اشترتها اليوم هي وملك لتسمع صوت قرع جرس المنزل... وبعدها سمعت والدتها تدخل الغرفة وهي تنادي عليها

«هدي... الأستاذ فريد المحامي أبو ملك صحبتك عايزك في الصالون».... قطبت حاجبيها بقلق... لقد ذهبت ملك للتو لكي تقابل يوسف واخبرتها انها سوف تعود سريعاً والان تأخرت ساعتين بالخارج.....

خرجت هدي الي الصالون وهي تتحاشا النظر بداخل عين فريد لكي لا يكشف الحقيقة وتقع هي وملك بمأزق كبير.. ابتسمت ابتسامة قلقة تحاول ان تجعلها واثقة ومدت يديها تسلم عليه «أزيك يا أونكل فريد؟؟؟»...

سلم فريد عليها سريعاً وسألها وهو يقف بشموخ وينظر بحدة داخل عينيها «كويس.... فين ملك يا هدي؟؟؟»...

فركت هدي اصابعها بتوتر وهي تخبره «لسة خارجة حالاً من ربع ساعة»...
«من ربع ساعة!!!... راحت فين يا هدي؟؟؟»... كان يقول كل كلمة وكأنها يخبرها انها تكذب عليه لتقول وهي تنظر في اتجاه الباب «راحت للفرع الرئيسي لشركة بتاعت اللاب عشان يتصلح»...

«ومرحتش ليه الفرع اللي هنا؟؟؟»... رفعت كتافيها بمعني لا أدري..... تقدم فريد منها لتعود هدي للوراء بخوف و تكاد تبل بنطالها...«لما تيجي ملك من المشوار اللي هي خرجته من ثلاث ساعات مع الباشا اللي ماشي معاها خليها تكلمني.... أحسن ورب الكعبة يا هدي لاقطع خبرها والدبان الأزرق ما يعرفلها طريق».....

خرج وصفع الباب وراءه لتقع هدي علي الكرسي بصدمة.... وهي مازالت تستوعب ما حدث للتو

ẸŇĎ ƑĹÃŜĤ βÃČЌ

تكلمت هدي بغضب «لازم تقعدي تتمهيصي اكتر من ثلث ساعات برة لحد لما ابوكي عرف انكي بتمشي مع يوسف... هاه... ردي عليا انا بكلمك؟؟»....

تجمعت الدموع في عين ملك لتخبرها «واللهي ما كان قصدي يا هدي»... تقدمت هدي وتبدلت نبرتها للحنية وهي تحتضنها

«يا حبيبتي انا والله خايفة عليكي... ابوكي مش سهل... ونبرة التهديد اللي في صوته كانت واضحة أوي انه مش هيعديها بالساهل»...
«هنعمل أي يا هدي؟؟؟»... جلست هدي تفكر قليلاً لتسأل نفسها بصوت قد سمعته ملك

«ابوكي طول عمره مشغول.. من المكتب الي المحكمة الي المحامين والموكلين.... انتي حتي كنتي بتشوفيه بالصدفة... صح؟؟؟؟»... اومأت ملك بحيرة لتسألها

«اشمعنا بتسألي؟؟ أي علاقة ده بالموضوع؟؟».... ابتسمت بسخرية عليها لتخبرها «بجد مش عارفة اي العلاقة بينها.... وانا اللي كنت فاكركي دماغك نضيفة وهتكوني محامية شاطرة لكن خيبتي املي».... ضربتها ملك علي ظهرها بحنق لتتكلم هدي بجدية


«اللي قصدي منه ان ابوكي أكيد عمره ما هيطلع مخصوص من شغله ده كله عشان يراقب تحركاتك.. أكيد في حد بلغه بالموضوع وابوكي حط وراك مخبرين لحد لما الأمر اتأكد»... قالت ملك بتفكير

«تفتكري مين اللي ممكن يكون قاله؟؟؟»..
«معرفش... بس الاكيد ان الشخص ده عايز يبعدك عن يوسف...»

«انا خايفة ارجع البيت بكرا يا هدي»

امسكت هدي يد ملك بين كفيها لتخبرها بحنية

«متخفيش يا حبيبتي... في الاول والاخر ده بابكي.... واستحالة انه يأذيكي».. نفضت ملك يد هدي لتخبرها بضيق وقلق
«أنا مش خايفة أنه يأذيني... أنا بس خايفة أنه يبعدني عن يوسف.... انا استحالة اسيبه يا هدي»

في مكان آخر

تسلل يوسف من فوق سور المدرسة وقفز في الداخل يحتمي حول اي شيء وهو يتلفت حوله عله يجد اي شيء يؤدي الي الشبهات... ولكن المكان مظلم للغاية... أشار له مروان باتجاه شحرة البلوط ليذهب يوسف نحوها و وقف لا يدري ماذا يفعل؟؟ الي ان ظهر مرولن بجانبه يخبره بضيق «اي يا عم ما تدخل... ولا محتاج عزومة»....

قال يوسف من بين اسنانه «ادخل ازاي يا محشش.... انا واقف تحت شجرة اقدم من عمرك وعمري اربع مرات»...... امال مروان بأسفل الشجرة وهو يخبره «حرك جذع الشجرة ده مرة في اتجاه عقارب الساعة ثلاث مرات وعكس اتجاها مرتين»....

فعل يوسف كما اخبره ولم يحدث شيء ليضحك بسخرية عليه «يعني انا افضل صاحي ومطبق يومين علي بعض شغل واجي المدرسة آخر الليل وفي الآخر يطلع الحوا..............».... بم يكمل يوسف جملته ليجد الارض اهتزت تحته... نظر بصدمة نحو مروان الذي كان يلوح بيديه بكل مرح وتلاعب وسقط بعدها يوسف في الحفرة التي فتحت اسفله.................

يتبع......

جحيم في ثانوية هيرسون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن