الفصل الخامس

78 11 2
                                    


اسدل الليل ستاره على سائر بعدما تخلت الشمس عن عرشها وذهبت للنوم، ليت المرء يتخلى عن كل ما يؤرقه!، كانت بيان تستشيط غضبًا من فعله منير تلك وغضبها يتزايد لأن خدعته انطلت عليها لذلك قررت انها لن تمررها مرور الكرام وسترد اعتبرها الليلة وقبل ان يرف لها جفن!، فتح فيراس باب منزله يجر اذيال الخيبة بعدما فشل مخططه وتلقى التوبيخ من منير، كان منزله يلتحف بالسواد فأضاء الضوء، تفاجأ حين أضاء الضوء مما رآه فقال متعجبًا :

-انتي بتعملي ايه هنا؟!، دخلتي هنا ازاي اصلا؟!

نهضت بيان عن مقعدها ونظرت إليه بحدة قائلةً :

-عيب لما تسألني سؤال زي ده، انا جاية اتكلم معاك بس، اقعد اقعد ده بيتك برضو

جلس فيراس على مقعد ما وشعر بداخله بالخوف فهو يعلم لماذا هي الآن ويخشي غضبها كما يخشاه الجميع، بيان لها هيبة عالية ونظرات عينيها وحدها كفيله بأن تجعلك تعيد حساباتك آلاف المرات قبل أن تتحدث، جذبت هي مقعد ما ثم قربته من مقعده وجلست قائلةً بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة :

-مش عيب عليك لما تغدر بيا كدا، انت عارف اني اكتر حاجتين مش بحبهم الغدر والخيانة

ازدرد هو ريقه ثم قال :

-انا مليش دعوة يا بيان انا بعمل اللي بيطلب مني بس

حركت هي رأسها بتفهم ثم قالت :

-اه ما انا عارفه انك كلب منير متقلقش

ولكن صوتها ازداد حدة وغضبًا وهي تتابع :

-بس ميوصلش بيك الحال انك تهزر معايا انا، بيان الألفي!، انت عارف تمن الهزار معايا ايه كويس يا فيراس وبالرغم من كدا هزرت وحاولت تتحداني

كاد ان يتحدث إلا انها قاطعته قائلةً :

-انا اقل حاجة ممكن اعملها دلوقتي اني اموتك بس انا بعزك يا فيراس وبعدين انت لسه صغير والحياة قدامك كبيرة، مش كدا؟

حرك فيراس رأسه إشارة بنعم فقالت بيان :

-لو عايز يتنجو اتصل بمنير دلوقتي حالا وخليه يجي لوحده
-بس منير مش هيرضي يجي مهما حاولت

نهضت هي ثم قالت :

-وجوده هنا مرهون ببقائك حي، انت وشطارتك بقي

قالتها ثم اتجهت نحو شرفة المنزل واخرجت لفافة تبغ من العلبة الخاصة بها واشعلتها وحين نفثت دخانها في الهواء قالت من جديد :

-معاك خمس دقايق تقنعه فيها يا فيراس، بعد الخمس دقايق بثانيه انت المسؤول عن اللي هيحصلك

اخرج فيراس هاتفه على الفور وأجرى اتصالا بـ منير يقنعه بالمجيئ بينما في الشرفه احرجت بيان هاتفها ثم اجرت اتصالا هي الأخرى ولكن تلك المرة بـ سليمان، انتظرت قليلاً حتى أجاب فقالت هي :

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن