الفصل الثالث عشر

61 10 2
                                    


عادت بيان إلى منزلها على الفور والسعادة تعشش في قلبها فعلي كل حال استطاعت ام تنعم بقرب هارون ولو لقليل!، لعلمها المسبق بأن والدها ليس في المنزل أقبلت على غرفة مكتبه وقلبتها رأسًا على عقب تبحث عن شيء يثير اهتمامها او يخص كريمة تلك، اصاب المكان فوضى عارمة وكأن إعصار قد هب بداخله لكنها لم تجد شيء غير المعتاد، أوراق العمل وأشياء أخرى خاصة به، زفرت بضيق واستسلام هي تعلم بأن والدها إذا أراد إخفاء امرًا اخفاه جيدًا حتى لن تستطيع إيجاده وهي صراحة لم تكن تعرف عن ماذا تبحث تحديدًا!، نظرت ارضًا فوجدت ورقة قديمة بعض الشيء لم تكن لاحظتها سابقًا لذلك امسكتها على الفور وجلست على كرسي المكتب تقرأ ما كُتب بداخلها والذي استطاع سريعًا جذب انتباهها وكأنها قد وجدت مرادها :

{ عزيزتي كريمة..
    اخطُ إليكِ اخر كتاباتي التي لن اتجرأ على إرسالها لكِ مثل الأيام السابقة، هجرتيني لأجله؟!، لأجل من لا يُلقى لكِ بالاً؟!، تركتي قلباً يحبك ويفرش الأرض لكِ زهرًا ومضيتي في درب مليئ بالاشواك؟!، اتمنى لكِ السعادة مع من اختاره قلبك وأما عني سأحيا بدونك، سأتزوج وانجب صبيًا من اخرى اُسميه عز مثلما حلمت ذات يوم ان يكون لنا ذلك الصبي وسأنسى من تكوني من الأساس
                                                     فاروق الألفى }

ازدادت حيرة بيان أضعاف مضاعفة والكثير من الأسئلة عصفت برأسها ووسط شرودها وحيرتها فُتح باب المكتب واقبل فاروق بعدما اتسعت عيناه ثم قال غاضبًا :

-انتي بتعملي ايه!

نهضت بيان ثم اقتربت منه ثم قالت بحدة :

-انا عايزه تفسير لده
-ايه ده!

أعطته هي الورقة التي كانت بيدها فإضطربت ملامح وجهه كثيرًا ثم قال غاضبًا :

-وانتي مالك بكل ده اصلا ده ميخصكيش!
-لا يخصني ويخصني اوي كمان
-دي حكاية قديمة واتقفلت من سنين
-بأمارة ان اخويا اسمه عز مش كدا؟

لاحظت هي معالم التوتر ترتسم على وجهه فقالت بهدوء وهي تحاول كبح لجام غضبها :

-انت عملت ايه يا فاروق بيه، قتلتها؟!

صاح فاروق غاضبًا مدافعًا عن حاله

-مش انا اللي قتلتها انا مكنتش اقدر أأذيها!

قالت بيان بغضب مماثل :

-امال عملت ايه!، عملت ايه سبب العداوة دي كلها!

جلس فاروق على أقرب مقعد قابله حين شعر بأشباح الماضي تحوم حوله تكاد تقتله، نظرت بيان إليه وهي مازالت في انتظار حديثه فقال هو بهدوء :

-اقعدي يا بيان، اقعدي هحكيلك

جلست بيان والغضب مازال يملأها فتابع فاروق شاردًا :

-من سنين كتير كنت بحب كريمة، حبيتها من كل قلبي بس هي محبتنيش، خليل كان يبقى ابن عمها وكانت هي بتحبه بس هو مكانش بيحبها ولكن بحكم كونه ابن عمها اتجوزته برغبة من ابوها وابوه ومرت السنين وانا معرفش عنها حاجة واتجوزت والدتك

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن