الفصل الرابع عشر

63 9 9
                                    


توقفا عن الركض كما توقف عقليهما عن العمل!، يجب عليهم إيجاد طريقه يخرجا بها من تلك الورطة وسريعًا، نظرت بيان إلى هارون فقرأ هو في عينيها رغبتها في الهروب والركض حالاً فحرك رأسه نافياً مستنكرًا فعلتها لأنه يدري ان عواقبها سوف تكون وخيمة، اقترب منهما ذلك الضابط اكثر ثم قال وهو مازال يرفع السلاح الخاص به تجاههما :

-بصوا عندي هنا!

استدارا ببطء حتى نظرا إليه ونقل هو نظراته بينهما لكنه حين نظر إلى هارون ضيق عيناه قليلاً وكأنه يتذكر أمر ما ثم علت البسمة وجهه وقال :

-مين؟!!، هارون الغنيمي!!

عقدت بيان حاجبيها بتعجب ثم وضعت يدها فوق تلك الحقيبة حتى لا تسقط الان بينما تبسم هارون ثم قال :

-معتز قاسم مش كدا؟!

اندفع معتز تجاهه محتضنًا إياه مما زاد تعجب بيان التي لم تعلق، شعرت برغبتها في الهروب تزداد لكنها خشيت أن تتركه وحده فظلت ثابته كالجماد لا تتحرك، بعدما فُصل عناقهما فقال معتز متسائلاً :

-انت رجعت من السفر امتى يابني
-من فترة صغيره كدا، واحشني والله
-واحشك اه ما انا لو كنت واحشك كنت كلمتني

قالها ثم نظر نحو بيان وكأنه يسأل عن من تكون، وضع هارون يده على كتفها ثم قال مبتسمًا :

-المدام

نظرت بيان إليه بأعين متسعة بينما ازدادت بسمة معتز وهو يقول :

-اتجوزت من غير ما تقولي!، عموما الف مبروك، جوزك ده صاحبي الانتيم من سنين

اكتفت بيان بإبتسامة وتركت هارون يكمل ما بدأه فقد شعرت انه لديه تبرير ما، تابع معتز بعدما تذكر لماذا هو يقف برفقتهم الان :

-صحيح انت بتعمل ايه هنا
-اصل المدام في سنة رابعة فنون جميلة قسم تصوير ومشروع التخرج بتاعها كان عن تصوير إحدى المناطق الشعبية عشان كدا احنا هنا
-وملقتش غير المكان المشبوه ده وتيجي فيه!
-اهو اللي حصل بقي هنعمل ايه
-كنتوا بتجروا ليه بقى خير إن شاء الله
-أصلها حامل في التاسع وفجأة حست انها تعبت فكنا ماشيين بسرعة عشان نوصل للعربية بسرعه
-قول كدا بقي يا راجل وقعت قلبي

كتمت بيان ضحكاتها بصعوبة لكنها تحدثت قائلةً قبل أن ينكشف امرهما :

-مش يلا يا هارون بقى ولا ايه
-ايوا فعلا يلا ياحبيبتي، سعيد جدا اني شوفتك يا معتز إن شاء الله هبقي اكلمك ونظبط معاد نخرج فيه مع بعض
-هستناك تكلمني، مش عايزين اي حاجة
-لا سلامتك
-الله يسلمك، الف سلامه عليكي يا مدام
-الله يسلمك متشكرة

ودع هارون صديقه ثم سار بهدوء برفقة بيان مبتعدًا عنه فقال إليها هامسًا :

-فكريني اضحك لما نوصل العربية

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن