الفصل الواحد والعشرون

63 9 9
                                    


بعد عدة دقائق انتهى إطلاق الرصاصات ذلك وخيم على المنزل صمت مهيب، لم يصب أحدهم أذى فقد ابتعدوا عن النوافذ وكل ما تستطيع الرصاصات اختراقه، كانت أول من أعطت ردة فعل هي روز حيث انها اخذت تبكي لشعورها بالخوف الشديد فإقترب منها سامي يهدئها بينما اقترب هارون من بيان قائلاً بقلق :

-انتي كويسة؟

وكعادتها زوجته كانت قوية، فتاة كالصخر لا تنهزم ولا تخاف كما اعتادت ان تكون، فتاة أخرى غيرها كانت بكت مثلما تفعل روز الان وأما عنها نظرت إليه ثم قالت بحدة :

-مين اللي عمل كدا؟
-مش عارف بس اكيد احنا الهدف، انا لازم اكلم بابا

نهض هارون ثم اتجه إلى الغرفة فنهضت بيان هي الأخرى ثم نظرت نحو روز التي تبكي ولحقت بزوجها، جلست بجانبه ملتصقه به حتى تستمع إلى ذلك الاتصال، بعد رنين قصير أجاب خليل قائلاً بمزاح :

-اتصالين في يوم واحد!، لا ده كدا افرح بقى
-بابا انا عايز أسألك على حاجة

تعجب خليل من الجدية التي يتحدث بها هارون فقال بقلق :

-خير في ايه؟
-هو انت مخبي عننا حاجة؟، في حد عايز يضرنا؟، في مشكلة؟

دق قلب خليل بخوف بعض الشيء ثم قال :

-بتسأل ليه يعني؟!

تنهد هارون ثم اخبره بما حدث فزاد خوف خليل ثم قال بخوف ظاهر :

-أحجز تذكرة لأقرب طيارة وتعالي انت وبيان، وجودكم هناك خطر، وإياك تقول لحد أنها حامل حتى لو عز اخوها، خلي الموضوع ما بينا دلوقتي
-انا مش فاهم حاجة هو في ايه
-اسمع الكلام دلوقتي بس ولما تيجوا بالسلامة هفهمك، يلا يا هارون

زفر هارون بضيق ثم أغلق الاتصال ووضع الهاتف جانبًا فقالت بيان :

-الموضوع غالبا كبير
-هو مش غالبا، هو اكيد!

امسك هارون بالهاتف مجددًا ثم قام بحجز تذكرتين للطائرة التي سوف تُقلع بعد ثلاث ساعات، نهضا وأعدا اشيائهما للرحيل ثم خرجا حيث كانا سامي وروز يجلسا سويًا، تعجب سامي حين رأي حقيبة السفر برفقتهما فقال :

-انتوا مسافرين دلوقتي!
-الموضوع مهم للأسف لازم نسافر
-كل حاجة بخير يا هارون؟

ربت هارون على كتف صديقه ثم قال :

-متقلقش

ثم ودع روز سريعًا ورحل يتبعه سامي حتى يودعه بينما عانقت روز بيان وقالت :

-I hope things are all right
"اتمنى ان تكون الأمور على ما يرام"

ثم ابتعدت عنها وابتسمت قائلةً :
-take care of the baby
"اعتني بالطفل"

ابتسمت بيان هي الأخرى ثم وضعت يدها موضع صغيرها وقالت :

-I will
"سأفعل"

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن