عادا للمنزل سويًا ولم تتحدث بيان أبدًا طيلة الطريق، كانت تشعر بالإختناق يمنعها من الحديث، كانت تستند على نافذة السيارة شاردةً وفقط حتى وصلا إلى المنزل فترجلت من السيارة كما فعل هارون ثم ذهبا إلى داخل المنزل على الفور لأن الأمطار مازالت شديدة، كان المنزل دافئ فلم تدري بيان هل ذلك الدفء بفعل الحطب المشتعل في المدفأة أم هو دفئ الحب؟، نظرت بيان نحو هارون فإقترب منها ثم احتضن وجهها بكلتي كفيه وقال :-كنتي عايزه تسيبيني وتمشي؟
-مقدرتش أكمل، حسيت بالضغط من كل حتة!
-كنتي فين يا بيان الأيام اللي فاتت دي
-كنت مع عز بعدين سيبت البيت وروحت فندق، ضاقت الدنيا بيا زي ما كانت دايما بتضيق بس المرادي كنت لوحدي تمامًارعدت السماء فجأة وانقطع الضوء عن المنزل فعانقته بيان فإبتسم هو ثم قال :
-عمرك ما هتكوني لوحدك تاني
-ايه اللي حصل ده؟!قالتها وهي تبتعد عنه فضحك هارون بخفة ثم قال وهو يمرر يده بين خصلات شعره :
-متخافيش بتحصل كتير اتعودي على كدا
-بيتك غريب الأطوار
-يليق بنا!ابتسمت هي ثم جلست على الاريكة فقد أضاء الحطب المشتعل الأجواء قليلاً، ذهب هارون إلى المطبخ ثم احضر بعض الشموع وقال :
-مش ضامن النور هيرجع امتى
-معندكش كشاف هنا؟
-للأسف لاأقترب هو من المدفأة وأشعل هؤلاء الشموع ثم وضعهم في الغرفة وقال من داخل الغرفة إليها :
-مش هتنامي؟
نهضت بيان عن الاريكة ثم ابتسمت وذهبت إلى الغرفة، تلك الإضاءة التي صنعها هو سببت جوًا رومانسيًا يشبه أجواء الأفلام تمامًا، نظرت بيان إلى عيناه فوجدتها تخبرها بآلاف الأشياء والكثير والكثير من كلمات العشق والغزل، دنى هارون منها ثم قال بعشقٍ صادق :
-وحشتيني
ابتسمت بيان من جديد ثم عانقته، ووسط ثورة المطر بالخارج ثارت مشاعرهما كذلك، فمهما طال ليل الغريق ستشرق شمس النجاة وها قد أشرقت شمسهما بعد طول انتظار!
***
في صباح اليوم التالي فتحت بيان عيناها ببطئ لكن حين داعبت خيوط الشمس عيناها وضعت يدها فوق عيناها بقليل حتى تمنع تطفل خيوط الشمس هذه، نظرت بجانبها فلم تجد هارون وقد ظنت انه حلماً جميلاً وقد ولى لكنها على يقين بأنه لم يكن مجرد حلم!، نهضت عن فراشها وبحثت عنه لكنها لم تجده أيضًا فقررت أن لا تبالي فربما ذهب لفعل شيء ما وسيأتي على الفور، أعدت الفطور وتناولته وحيدة ثم انشغلت بأشياء عديدة حتى مرت الساعات ولم يعد هو!، حاولت الاتصال به لكن هاتفه كان مغلق ورسائلها لم تصله فبات القلق يعشش في قلبها، أثناء انشغالها بأمره رن هاتفها فأجابت على الفور فأتاها صوت خليل قائلاً :
أنت تقرأ
بين الحرب والحب
Actionقد دقت طبول الحرب تزامنًا مع طبول القلب معلنًا الحب فلمن النصر!، ستسقط الراء من الحرب وينتصر الحب ام ستغزو الراء الحب ويتحول إلى حربٍ أبدية!