سطعت شمس يوم جديد محملة بالأمل والتفاؤل، استيقظت بيان في موعدها المعتاد كعادة كل صباح وكالعادة شعرت بعدم رغبتها في النهوض فأحيانا كل ما يحتاجه المرء هو استراحة محارب وان يعتذر له الكون عن ما بدر منه!، نهوي الانعزال ونخشي شبح الوحدة!، بداخل كل منا اثنان أحدهم يريد الانطلاق والاستكشاف والآخر يخشى المكشوف ويود ان يبقى حبيس الغرفة ولكن احتمالية عدم السعي تظل ضئيلة فمهما ثقلت همومنا يجب علينا أن نسعي فالكون لن ينتظرنا ويشاهدنا هكذا!، نهضت عن فراشها بتكاسل ثم ذهبت إلى المرحاض وبعدما غسلت وجهها تأملت حالها في المرآة قليلاً، تصاب بالتعجب احيانا حين تنظر إلى المرآة وتسأل حالها من أكون، وبالرغم من بساطة السؤال إلا انها لا تجد إجابة!، عيناها الحادة تخبرها بأنها من تحملت قسوة الدنيا لأعوام ومن حملت على عاتقها اشياءًا لا يستطيع أحدهم حملها بينما جزء من قلبها يصرخ قائلاً انها مازالت تلك الطفلة التي لم تعش طفولتها ولو للحظة واحدة!، تنهدت ثم خرجت فما عادت تريد الانصات إلى شجار عقلها وقلبها في كل صباح، فتحت خزانة ملابسها ثم باعدت بين ملابسها المعلقة فكشفت عن لوحه كبيرة عُلق عليها العديد من الأوراق التي تحمل اسامي لأشخاص ما وبينهم خطوط لا يفهمها سواها، أمسكت بورقة وقلم كانت موضوعه في أرضية الخزانة ثم كتبت فوقها "هارون الغنيمي" ثم علقت تلك الورقة أعلى اللوحة وكأنه رأس الهرم ثم نهضت من جديد واختارت ثيابًا سوداء بالكامل ذلك الصباح وكأنها تُنعى طفولتها الراحلة ثم خرجت من غرفتها لمواجهة العالم كعادة كل صباح...
***
في حديقة المنزل وجدت شقيقها يجلس ممسكًا بهاتفه مبتسمًا فإبتسمت هي الأخرى ثم دنت منه قائلةً :-بتكلم مين على الصبح راسم البسمة والسعادة دي على وشك
ترك عز الهاتف ثم نظر إليها وقال مبتسمًا :
-ايه ده انتي صحيتي
طبعت هي قبلة سريعه على وجنته قبل أن تجلس على مقعد مقابل له وتتنهد قائلةً :
-للأسف مفعول المنوم راح، إنما أنا لو عليا مش عايزه اصحى ابدا
عقد هو حاجبيه غاضبًا ومعترضًا على حديثها ثم قال :
-هزعل منك على فكرة
-مايهونش عليا زعلك!، انت الوحيد في الدنيا دي كلها اللي انا عايشه عشانه ياعز، يمكن اكتر حاجة صح ابوك عملها في حياته انه خلفك!ضحك عز فإبتسمت هي فقال مغيرًا مجري الحديث :
-هو انتي مش ناوية تبطلي تاخدي المنوم ده يا بيان وتنامي عادي زي باقية البشر!
-ما انا لو عايشه حياة زي باقية البشر كنت نمت عادي والله ياعز، انا باخد المنوم ده من وانا عندي ١٦ سنه، اتعودت عليه خلاص ده بقى صديقي اللي لا يمكن اتخلى عنه
-تعرفي يا بيان، ياريتني اقدر اشيل عنك الحمل ده كله، ياريتني اقدر اساعدك
أنت تقرأ
بين الحرب والحب
Aksiقد دقت طبول الحرب تزامنًا مع طبول القلب معلنًا الحب فلمن النصر!، ستسقط الراء من الحرب وينتصر الحب ام ستغزو الراء الحب ويتحول إلى حربٍ أبدية!