ذهبت بيان برفقة هارون إلى المنزل الخاص به كما توقعت، فأين تذهب الان وكل الطرق لا تؤدي إلا إليه!، كان الحزن مازال يسكن قلبها ويحرقها بنيرانه، للتو تذكرت انها لا تملك شيئًا، لا هاتف ولا هوية ولا أموال، كل شيء احترق في المنزل كما احترق قلبها!، ذهبت وجلست على الاريكة ثم قالت بشرود :-انا كدا يعتبر وحيدة تمامًا، كإني مش موجودة اصلا!، كل حاجتي اتحرقت في البيت وحتى لو اتبقي حاجة انا مش هرجع عشان اخدها
-متقلقيش كل حاجة هترجع زي ما كانت، من بكرا هنعمل اجرائات عشان نطلعلك بطاقة بدل اللي راحت واللي بعد كدا أمره سهل
-اعمل اللي تشوفه انا مش فارقة معايا، هنتقابل بكرا عند سليمان صح؟نظر هو إليها وشعر بالحزن، كيف يتركها ويرحل وهي بتلك الحالة!
-انا مش عايز اسيبك وامشي وانتي كدا
-انا كويسه روح شوف وراك ايه وكدا كدا هنتقابل الصبح، سيبني لوحدي شوية عشان انا محتاجة اكون لوحدي
-متأكدة؟حركت هي رأسها إجابة بنعم فتنهد ثم ترك مفتاح المنزل على الطاولة ورحل تاركًا إياها تغرق في قاع الوحدة، بعدما اُغلق الباب استلقت على الاريكة واغمضت عيناها، لا ترجو النوم ان يعانقها بل تتمنى ان يحيطها السواد حتى يقتلها، إذا قررت أن تمضي للأمام فأشباح الماضي سوف تجذبها بعنف حتى تسقطها في بئر الذكريات وإذا قررت العودة للخلف ستندم أشد الندم، فأين المفر!!
***
في الحادية عشر صباحًا طُرق باب المنزل ففتحت عيناها على الفور، عيناها بدت حمراء تدل على سهرها ليلة البارحة في بكاء ونواح، نهضت وفتحت الباب وكالمتوقع وجدت هارون مبتسمًا ثم قال وهو يدلف للداخل :-جبت فطار عشان نفطر مع بعض بعدين نروح لسليمان
-انا مش جعانةلاحظ هو عيناها تلك فقال :
-انتي منمتيش من امبارح صح؟
-متاخدش في بالك، المهم قولي احنا هنعمل ايه مع سليمان اصلا؟، هنروحله ليه يعنيزفر هارون بضيق ثم جلس على الاريكة وقال :
-هو اصلا السبب في اللي احنا فيه ده، هنروحله عشان يشوفلنا حل مع داوود
-تفتكر هو قادر يوقفه عند حده اصلا؟
-اه افتكر جدًا، ومش هنخسر حاجة لو حاولنا
صح عندك حقنهض هارون ثم اقترب منها وامسك يدها بلطف ثم جعلها تجلس وجلس هو بجاورها ثم قال بحنان :
-مش عايزه تتكلمي؟
-معنديش حاجة اقولها للأسف، حاسة بخذلان بس صعب اوصفه
-تحبي اكلم عز اخوكي؟، اخليه يجي يشوفك؟
-لا، بابا اكيد عارف اني متعلقة بعز واكيد لو حاولت اتواصل معاه هيعرف مكاني وانا مش عايزاه يعرف عني حاجةانتبه هو للمرة الأولى تقول على فاروق "ابي" أمامه ولكن لسوء حالتها لم يرد ان يسأل لماذا الان، تحدث مجددًا قائلًا :
أنت تقرأ
بين الحرب والحب
Actionقد دقت طبول الحرب تزامنًا مع طبول القلب معلنًا الحب فلمن النصر!، ستسقط الراء من الحرب وينتصر الحب ام ستغزو الراء الحب ويتحول إلى حربٍ أبدية!