الفصل التاسع

60 11 3
                                    


بمرور كل دقيقة تولد بداخلنا مشاعر جديدة، نتقبل اشياء ما كانت لتخطر على عقلنا يومًا، هذه هي الدنيا حالها متغير، متقلبة كمزاج أحدهم!، في السادسة مساءًا حملت بيان حقيبتها واعتزمت على الخروج من المنزل حتى تذهب إلى هارون، مازال هناك قرابة ساعتان ونصف إلى الموعد المنتظر الخاص بـ داوود لكنها مثلما اتفقت مع هارون بأنها ستأتي قبل الموعد، لم تخبر أحدهم بخطتهما أبدًا فبالتأكيد لن يسمح لها والدها بالتحالف برفقة هارون الغنيمي!، عندما اقتربت من سيارتها اتي فاروق ثم قال :

-رايحة فين؟!

فتحت بيان الباب الخلفي للسيارة ثم وضعت به حقيبتها وقالت :

-عندي مشوار
-فكرتي في خطة نقدر ننفذها بليل؟!
-متقلقش يا فاروق بيه إن شاء الله كل حاجة هتكون كويسة

قالتها ثم أغلقت باب السيارة ونظرت إليه ثم تابعت :

-ممكن امشي؟

زفر فاروق بضيق وابتعد عن السيارة فإستقلت هي سيارتها ورحلت وهو يتأملها، ابنته تلك غامضة لا يعرف عنها شيئًا!، كره ذلك الاحساس قليلا فهو يعيش برفقتها تحت سقف واحد ويشعر وكأنه يفصل بينهم البحار والمحيطات والجبال!، هذه هي التراكمات تخلق في قلوبنا سدًا يصعب اختراقه وقد تراكمت الهموم بداخل قلب بيان حتى كونت ذلك السد، لقد كان فاروق مخطئًا حين كرهها، كرهها لكونها فتاة واليوم تلك الفتاة هي التي تحمل عمله كاملًا!
            ***
كان هارون يعتزم على الخروج من المنزل هو الاخر ولكن والده اوقفه قائلاً :

-هارون، عايزك

التفت هارون إلى والده ثم قال :

-خير يا بابا؟!
-يوسف قالي انك عندك خطة، ممكن تشاركني بيها؟
-انا مش عايز أخذلك يا بابا، سيبني بس اعمل اللي في بالي ولو نجح هشارك حضرتك بيه
-نسبة نجاح خطتك قد ايه مثلا؟
-نسبة كبيرة لو كل حاجة مشت زي ما انا مخطط، انا لازم امشي دلوقتي واشوفك بليل إن شاء الله

حرك خليل رأسه بتفهم فإستقل هارون سيارته ثم انطلق مبتعدًا يتبعه يوسف بنظراته من نافذة غرفته وبعدما رحل هارون اسدل يوسف ستار غرفته وجلس على فراشه يفكر في خطة له هو الاخر، انطلق هارون مسرعًا يسابق الزمن حتى يلقاها، بعد قرابة ساعة أو أقل قليلاً كان أمام باب المنزل حيث أتت هي الأخرى للتو ومازالت تقف على أعتاب باب المنزل، نظرت بيان إليه ثم قالت :

-افتكرتك جوا
-آسف على التأخير
-لسه متأخرناش، معانا حوالي ساعه ونص او اكتر شوية

حرك هارون رأسه بتفهم ثم فتح الباب بإستخدام المفتاح قبل أن يقبلا سويًا على الداخل، جلست بيان على الاريكة ثم اخذت تفاحة كانت موضوعة على طاولة صغيره أمامها وقالت :

-اوعي تكون منتهية الصلاحية دي كمان!

ضحك هارون بخفة ثم قال :

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن