الفصل الخامس عشر

64 9 3
                                    


تعالت ألسنة اللهب المشتعلة من المنزل بعدما اقتربت بيان منه قليلاً، لا لم تقضي ليلتها في المنزل ولم تكن بالداخل كما توقع شقيقها ولكن سرعان ما رأت النيران تتعالى هكذا اتسعت عيناها ثم قالت لهارون الواقف بجانبها :

-ده بيتنا!

قالتها ثم ركضت بإتجاه المنزل يتبعها هو متعجبًا، حين ذهبت بيان قرب المنزل وجدت والدها يقف وحده لذلك دق قلبها بسرعه جنونية خوفًا على شقيقها ثم قالت :

-عز فين؟!!

نظر فاروق إليها ونيران غضبه تضاعف نيران المنزل في تلك اللحظة ثم قال بصوتٍ عالي :

-اخوكي بيدور عليكي جوا يا هانم!

وضعت يدها على فمها تكتم شهقة كادت أن تنبعث منها بينما نظر فاروق إلى هارون بغضب أيضًا وهو يضع في رأسه ألف احتمال!، قررت بيان الإقبال على المنزل بحثًا عن شقيقها فأمسكها هارون من يدها مانعًا إياها ثم قال :

-انتي رايحة فين!
-مستحيل اسيبه جوا مستحيل، لو جراله حاجة لا يمكن اسامح نفسي!

ولوهلة تحولت سعادتها التي كانت تشعر بها منذ قليل لجحيم طال المنزل حتى احرقه وها هو على وشك التسرب إلى قلبها ليلحق الدمار به!، نظر هارون نحو المنزل ثم قال :

-وانا مش هسيبك تدخلي جوا وانتي بالحالة دي
-متحاولش تمنعني يا هارون، انا اخويا جوا، عز كل حياتي مستحيل اسيبه!

نظر هارون مجددًا نحو المنزل ثم قال :

-اوعي تتحركي من هنا

قالها ثم اندفع هو نحو المنزل، حاولت اللحاق به لكن والدها امسكها من ذراعها بعنف ثم قال :

-ممكن افهم كنتي بتعملي ايه مع الولد ده في وقت زي ده!
-ممكن منتكلمش دلوقتي خالص لحد ما نخلص من المصيبة دي!

تركها والدها فجلست ارضًا تحاول أن تظل ثابته وأن لا تهزمها خيباتها، كانت تشعر بالخوف على شقيقها فقط والان باتت خائفة على كلاهما!، تأملت المنزل الذي يحترق كحال قلبها الان من شدة اللوعة، مرت دقائق اشتعل رأسها فيها شيبًا وكأنها أعوام لا دقائق، كاد قلبها ان يتوقف عن العمل بينما يلومها والدها ويسبها لكنها كانت كالمغيبة تماما لا تسمع كلمة مما يقول، وأخيراً رأتهما يخرجان من المنزل، يستند عز على كتف هارون والآخر يسانده حتى لا يسقط، اندفعت بيان نحوهما على الفور وعانقت شقيقها سريعًا فإبتعد هارون قليلاً حتى يترك لهما مساحتهما الشخصية، عانقته بيان بقوة وخوف كمن استرد حياته للتو بعد ما كان على وشك فقدانها، اقترب فاروق منهما كذلك ثم ابعد بيان عنه وقال إلى عز بحنان :

-انت كويس يابني؟!

سعل هو أثر ذلك الدخان الذي كاد يقتله قبل قليل ثم قال :

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن