الفصل الثامن

61 12 2
                                    


تبادلوا ثلاثتهم النظرات في صمت أقوى وابلغ من أحاديث الكون مجتمعة، في الواقع فاروق قد مر هنا صدفةً ولم يستمع إلى ما كان يدور لذلك قال حين لاحظ نظراتهما الغريبة الموجهة إليه :

-ايه مالكم بتبصولي كدا ليه!

نظرت بيان إلى شقيقها ثم تنفست السعداء لعدم معرفة والدها بما يدور فهي بكل تأكيد لن تكن تستطيع تبرير له فعلتها تلك فشعرت بالاطمئنان حين لم يعرف هو ما يدور، حين طال الصمت من جديد قال فاروق غاضبًا :

-انتي كنتي فين يا بيان طول الوقت!، شوفتي اللي حصل!
-هارون هرب
-مين قالك؟
-عز قالي
-وانتي بقى ايه رأيك في الموضوع
-قولتلك ان وجوده هنا دلوقتي مكانش ينفع وانت مسمعتش كلامي، عموما اللي حصل حصل ومش هنقدر نغيره ولو سمحتوا انا محتاجة انام

نظر عز إلى شقيقته بإستياء فحديثهما لم ينتهِ بعد لكنه نهض وخرج من الغرفة تبعه والده بعدما أغلق الباب بقوة، استلقت بيان على فراشها متأملة سقف الغرفة سارحة فيما مر عليها في الساعات الأخيرة فتبسمت حين تذكرت انها نعمت بقربه ولو لقليل، تلاشت بسمتها سريعًا حين مر ذلك الخاطر ببالها وحدقت في السقف بحده، إذ كانت هي لا تهتز أمام أي رجل فما بال قلبها يتراقص حين رؤيته؟!، شعرت بالخوف من ذلك الشعور، شعور الحب اخافها!، فحتى تقع بالحب يجب عليك أن تكون فارسًا شجاعًا على أتم الاستعداد بالتضحية بكل شيء في سبيل الحب وأما عنها فلم تكن تملك ما تضحي به سوى قلبها، وإذا خسرته خسرت كل شيء!، وضعت يدها موضع قلبها تستشعر نبضاته الهادئة وهي ترجوه ان لا يقع في الحب فيوقعها هي الأخرى في بئر لا قاع له، حينما زاد حديث عقلها والتفكير في المجهول اخذت الدواء الخاص بها لتغفو على الفور..
               ***
بعد مرور أسبوع..
اخبر غسان الجميع بوجود أمر هام يتوجب عليهم الاجتماع من أجله لذلك حضر الجميع ذلك الصباح بإهتمام في انتظار ما سوف يقال، بعدما جلس الجميع نهض غسان ثم قال :

-فاكرين داوود؟

عقدت بيان حاجبيها وكأنها تتذكر شيء ما ثم قالت :

-الاسم ده مش غريب عليا
-هو اللي جه في بالك، داوود ده من الكبار في شغلانتنا وهو اللي كان بيدعمنا في الأول بس طبعا زي ما انتوا عارفين هو انشق عنا من فترة طويلة اوي وسافر دبي، المهم هو راجع مصر بكرا عشان هيقابل واحدة اجنبية اسمها إيميليا ڨيكتور وأثناء مقابلتهم هيتم تسليم قطعة نادرة جدًا من السلاح واحنا محتاجينها ضروري، الشخص اللي هيجيب القطعة دي لـ سليمان بيه هيكون ليه جايزة كبيرة جدًا ولا تقدر بثمن عشان كدا انا جمعتكم النهاردة، التسليم هيكون بكرا بليل ولازم كلنا نفكر في حل

قلب غسان نظره بين الجميع فكانوا ينظرون إليه وهم في غاية الاصغاء لما يقول وبعدما نظر إليهم قام بتوزيع أوراق واقلام عليهم حتى يدونوا بعض الأشياء المهمة مثل أسامي أطراف تلك العملية وميعاد التسليم وبعض الأشياء المهمة، بعدما انتهى غسان من حديثه قال :

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن