مرت الايام تباعًا حتى انقضى اسبوع اخر والأحوال تسير كما هي لا جديد يُحكى ولا قديم يعاد!، في إحدى الصباحات استيقظت بيان في موعدها كالمعتاد لكنها ذلك الصباح استيقظت مثقلة بالهموم ومن كثرتها تشعر وكأنها لا تقوى على النهوض، كيف لا واليوم هو الذكري السنوية لتلك الليلة المشؤومة!، قررت أن لا تذهب للعمل ذلك الصباح ضاربة بالاجتماع المهم عرض الحائط، أمسكت بهاتفها تتحقق من تاريخ اليوم وزفرت بضيق حين رأته، نهضت عن فراشها بكسل ثم خرجت من غرفتها على الفور متوجهة إلى غرفة شقيقها وتتمنى بداخلها ان لا يذكر ما تذكره هي!، طرقت باب الغرفة وانتظرت قليلاً حتى فتحه عز وقال بصوت بدي عليه النعاس :-في حاجة؟
-صحيتك من النوم؟
-متاخديش في بالك، في ايه؟أيعقل ان يكون لا يذكر ذلك اليوم حقًا؟!، أيعقل انه لم يُحفر في ذاكرته مثلما حُفر في ذاكرتها؟!!، تأملته بيان بغرابة قليلاً فتعجب هو من نظراتها لكنه اعتادها ، شقيقته دائمًا صامته وغامضة، تخفي اكثر مما تظهر فلا عجب ان تتأمله هكذا في السادسه صباحًا لشيء ما وحدها من تشعر به وتعلم ما هو!، حين طال صمتها قال عز :
-يا بيان في حاجة؟
-ممكن اطلب منك طلب؟
-اكيد اطلبي
-النهارده في اجتماع تبع الشغل ممكن تروحه بدالي؟، روح وخليك مستمع بس ولما ترجع احكيلي ايه حصل
-ماشي مفيش مشكلة بس غريبة يعني اول مرة تطلبي مني اعمل حاجة بدالك!ابتسمت بيان بزاوية فمها، آهٍ لو يعرف بأن استنشاقها للهواء ما عادت تقدر على فعله وحدها وكم تتمنى ان يساعدها احدهم على فعله!، قررت مصارحته بجزء مما يمر بخاطرها فقالت :
-مش عايزه اشتغل النهارده، مش عايزه اعمل اي حاجة
-ماشي ياحبيبتي اللي يريحك، انتي كويسة؟ربتت بيان على كتفه مبتسمةً ثم رحلت وعادت إلى غرفتها دون اجابته فظل عز في حيرة من امره لكنه قرر تطلبيه أمرها حتى يخفف عنها ولو قليلا، يعلم انها من تحمل كل شيء على عاتقها لذلك قرر المساعدة ولو لقليل!، حين عادت بيان إلى غرفتها ابدلت ثيابها بملابس أخرى سوداء بالكامل تتناسب مع سواد قلبها اليوم بسبب الحزن ثم خرجت من المنزل وكم ودت أن لا تعود!
***
طرقات على باب الغرفة ايقظته، فتح عيناه ببطء ثم زفر بضيق قائلاً :-اتفضل!
فتح يوسف باب الغرفة ثم قال :
-عمي عايزنا تحت، متتأخرش
-عايزنا دلوقتي!، في ايه؟!
-والله ما اعرف
-طيب ماشي جاي وراكاغلق يوسف باب الغرفة ثم ذهب حيث ينتظرهم خليل فإعتدل هارون في جلسته وانتظر لبضع وهلات حتى نهض من فراشه وذهب إلى المرحاض بيغسل وجهه حتى يغادر النوم من عينيه، خرج من المرحاض مجددًا ثم القى نظره سريعه على هاتفه فوجد رسالة أثارت تعجبه من حبيبته التي انفصل عنها قبل عدة أعوام كانت تقول :
أنت تقرأ
بين الحرب والحب
Actionقد دقت طبول الحرب تزامنًا مع طبول القلب معلنًا الحب فلمن النصر!، ستسقط الراء من الحرب وينتصر الحب ام ستغزو الراء الحب ويتحول إلى حربٍ أبدية!