الفصل السابع

66 8 3
                                    


أحياناً تمر على المرء خيبات يصعب حملها وحده فكلما تقدم خطوة يشعر وكأنها تجذبه للخلف مرتين!، هكذا عاد يوسف إلى منزل عمه خالِ الوفاض يجر اذيال خيبته بعدما فشل في العثور على هارون، قابله خليل بوجه متعجب فلماذا قد يأتي وحده؟!، بادر خليل بالحديث قائلاً :

-هارون فين؟!

خشى ان يخبره عن ما يدور في عقله لذلك اكتفي بقول :

-معرفش

عقد خليل حاجبيه بتعجب ثم قال :

-متعرفش؟!، يعني ايه متعرفش انتوا مش كنتوا مع بعض؟!
-كنا مع بعض وحصل اشتباك وفجأة الدنيا كلها اتقلبت ومعرفش هارون راح فين بس هنلاقيه، هو مش عيل صغير عشان يتوه مننا!
-قولتلكم احذروا من فاروق محدش سمع كلامي!

قالها بغضب وصوتٍ عالي فقال يوسف وهو يتركه ويرحل :

-فاروق مكانش السبب، هنعرف كل حاجة لما هارون يرجع

ثم صعد إلى غرفته مسرعًا حتى لا يواجه غضب خليل وحده، اما عن خليل فجلس على أقرب مقعد قابله وهو يشعر بالخوف الشديد على هارون، حاول الاتصال به عدة مرات ولكن هاتفه كان مغلق!
                 ***
عاد الزمان يسير ضاربًا بدهشتهم عرض الحائط، وقفت بيان لوهلة نظرت بها إلى هارون الذي أُصيب للتو وقالت :

-انت كويس؟!
-مفيش وقت لكلامك ده لو متحركناش دلوقتي هنموت احنا الاتنين!

تفهمت هي الوضع فعادت تركض من جديد يتبعها هارون الذي لا يدري لماذا يثق بها!، ولكنها على كل حال قدمت إليه تضحيه كبيرة ولم تخف من انكشاف أمرها فحقًا إذا انكشف أمرها سوف تقع في مأزق كبير، شعر هارون بالألم يغزو جرحه في كتفه الأيمن لذلك وضع يده اليسرى فوقه لعل نزيفه يهدأ قليلا!، استطاع كلاهما من الخروج من المنزل اخيرًا ولكن رجال فاروق مازالوا يتبعوهما فنظرت بيان نحو سيارة قد ابتاعتها مؤخرًا دون أن يعرف أحدهم انها ملك لها ثم أخرجت المفتاح الخاص بها وفتحتها قبل أن يذهبوا إليها وحين اقتربوا منها استقلوا بها على الفور وتولت بيان القيادة وسرعان ما ركب كلاهما انطلقت مسرعة حتى دون أن يغلق هارون الباب المجاور له!، أثناء سير السيارة أغلق هو الباب بينما خلعت هي حقيبة الظهر الخاصة بها واخرجت منها وشاحها ثم مدته إليه قائلةً :

-خد ده ممكن يساعدك!

اخذ هو منها الوشاح ووضعه على جرحه وما هي سوى بضع وهلات حتى استمع كلاهما إلى طلقات نارية تتبعهم آتيه من السيارة التي خرجت خلفهم للتو!، واما عن منزل بيان صعد فاروق إلى الأعلى نحو غرفة بيان فوجد عز يقف بجاور الباب فقال غاضبًا :

-اختك فين!

قال عز بثبات حتى يخفى امر شقيقته :

-نايمة، أخدت المنوم خلاص مش هتعرف تصحيها
-وهو ده وقته!

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن