الفصل السابع عشر

59 9 4
                                    


في صباح اليوم التالي ذهب هارون إلى بيان عقب استيقاظه مباشرةً حتى يمنع الصدام مع والده في الصباح الباكر، استقبلته هي بترحيب كعادتها وحين جلسا سويًا سألته بيان عن الذي فعله فأخبرها بما قاله مساء البارحة فشعرت هي بالغضب قليلاً ثم قالت :

-انت ازاي تعمل حاجة زي كدا من غير ما ترجعلي اصلا!
-لقيته أنسب حل، مكانوش هيوافقوا على جوازنا غير بالطريقة دي اصلا

نهضت هي بإنفعال ثم تابعت :

-غلط ياهارون كدا غلط!، اقول ايه لأخويا انا دلوقتي

نهض هارون هو الاخر ثم امسك يدها وقال :

-إذا كان على عز أمره سهل، هنقوله الحقيقة
-اصلا كلهم لازم يعرفوا الحقيقة!

وهنا رن هاتف هارون فإبتعد عنها قليلاً ثم أجاب على المتصل والذي كان والده الذي قال بصياح عقب اجابه هارون على الاتصال :

-اتفضل تعالي شوفلنا حل في المصيبة اللي انت عملتها!
-في ايه يا بابا؟
-فاروق عندنا دلوقتي وقالب الدنيا على بنته، إيًا كان انتوا فين اتفضلوا تعالوا حالا!

قالها ثم أغلق الخط في وجهه وعاد ينظر إلى بيان فقالت هي :

-بابا عامل مشكله صح؟
-عرفتي منين؟
-مش محتاجة ذكاء يا هارون، اتفضل قدامي لما نشوف حل للمصيبة اللي انت وقعتنا فيها دي!

خرجت برفقته من المنزل ثم إلى سيارته وكان الصمت سيد الموقف حتى ذهبا إلى منزل خليل حيث يتعالى الصياح، أقبلا على الداخل سويًا فنظر فاروق إليهما على الفور ثم قال :

-انتوا شرفتوا!، يا اهلا بالباشاوات

نظرت بيان نحو شقيقها بإشتياق لكنه للمرة الأولى ينظر إليها بلوم، تنهدت هي ثم قالت :

-انتوا فاهمين غلط

رفع فاروق حاجباه بسخرية ثم قال :

-غلط!، وايه الصح ياست بيان هانم

نظرت بيان إلى هارون ثم قالت بخفوت :

-بتثق فيا مش كدا؟
-مش اوي

ابتسمت هي ثم أعادت نظرها إلى كل من خليل وفاروق ثم قالت :

-هارون كذب عليكم، لا احنا اتجوزنا ولا انا حامل ولا اي حاجة من الكلام الفاضي ده، قال كدا عشان توافقوا على جوازنا مش اكتر

نظر خليل نحو هارون بغضب لكذبه ذلك ثم قال بحدة وغضب :

-في كل الحالات مش هتتجوزوا يا بيان

أمسكت بيان بيد هارون ثم قالت بتحدي :

-حاول تمنعنا، احنا مش صغيرين وعارفين مصلحتنا فين كويس ومش محتاجين توجيه من حد منكم

ضحك خليل بسخرية ثم قال :

-ما تقول حاجة يا آخرة صبري، هتتحدي ابوك عشانها
-انا آسف يا بابا بس انا مستعد اتحدى العالم كله عشانها

بين الحرب والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن