مرت دقيقة واستمرت بيان في بكائها ذلك، ازدرد فاروق ريقه بالرغم من معرفته وتأكده بأن ابنته لن تصيبه بأي مكروه لكنه لوهلة كره ان يراها ضعيفة!، لوهلة أدرك ان تلك الفتاة ابنته ولطالما تألمت ابنته بسببه، جلس بجانبها ارضًا ثم قال بهدوء :-تقدري تختاري هارون، مش هزعل منك
رفعت رأسها ثم نظرت إليه بعيناها التي امتلأت بالدموع وقالت :
-وتفتكر اني هقدر أأذيك؟!، هقدر المسك اصلا، حتى لو كنت بحب هارون قلبي مستحيل يضرك
شعر فاروق بخنجر مسموم يغرز في قلبه، احبته ابنته بالرغم من كل شيء، احبته واختارته!، كذب للتو قلبه الذي اخبره مرارًا ان بيان تسعي خلف هارون وتختاره دائما فحين أصبح الأمر جاد اختارته هو بالرغم من أن قلبها يتمزق الان!، نظرت بيان نحو شاشة التلفاز حيث هارون يجلس ولا يدري ما الذي يحدث في الغرفة المجاورة له، نظرت خلفها فكان باب خشبي يربط تلك الغرفة بغرفة هارون فنهضت وحاولت فتحه وكسره عدة مرات لكنها فشلت، كان فاروق يشاهدها في صمت وفي النهاية جلست ارضًا من جديد تستند على ذلك الباب الخشبي ثم طرقته قائلةً وهي تود ان يسمعها :
-انا آسفه يا هارون، انا بحبك!
لكنه لم يسمعها مثلما قال عمرو فهناك عازل للصوت يمنع تسربه من اي مكان، نظرت نحو الساعة فوجدت قد تبقى من الوقت دقيقتان، نظرت نحو والدها ثم قالت :
-كنت فاكرة ان الحياة هتتحسن وهنعيش انا وهو وابننا في سعادة وكل حاجة هتنتهي، بس الظاهر انا لازم اكمل المشوار لوحدي
عقد فاروق حاجباه بتعجب ثم قال :
-انتي حامل؟!
حركت رأسها إجابة بنعم ثم قالت :
-عرفت من فترة قصيرة جدا، بس الظاهر ابني اتحكم عليه باليُتم من قبل ما يشوف الدنيا، زيي، هيكون يتيم زيي بس الفرق ان انا عشت يتيمة بوجود ابويا جنبي إنما هو ابوه مش هيكون جنبه
عادت تبكي بمرارة مجددًا ثم تابعت :
-انا حبيتك يا بابا بالرغم من كل اللي عملته بس مش هقدر أأذيك، للأسف مش هقدر!
تبقى دقيقة واحدة فعادت تحتضن حالها ثم تبكي، اغمضت عيناها وهي تحدث الثواني المتبقية في حياتها فـ بموت هارون تموت هي!، تبقى عشر ثوانٍ وكانت تعدهم عدًا تنازليًا لذلك لم تعر فاروق اهتماماً او تنظر إليه حين قال :
-انا آسف، آسف على كل حاجة
شددت هي في إغلاق عيناها وهي تعد ما تبقى، خمسة، أربعة ثلاثة، اثنان ثم صوت طلقة نارية جعلتها ترتجف، ازداد بكائها دون أن تفتح عيناها، شعرت بقلبها يتمزق بل يُسحق!، وفي غرفة أخرى حيث كان يشاهد عمرو ما يحدث برفقة ذلك الرجل الغامض نظر إليه وكأنه يسأله عن رأيه فقال ذلك الرجل :
أنت تقرأ
بين الحرب والحب
Akcjaقد دقت طبول الحرب تزامنًا مع طبول القلب معلنًا الحب فلمن النصر!، ستسقط الراء من الحرب وينتصر الحب ام ستغزو الراء الحب ويتحول إلى حربٍ أبدية!