الفصل الثاني

1.5K 42 2
                                    

"2"

وفي حيز الستة أشهر، بقيّت الحياة رتيبة، وطباعها نارية، أما التمرد فبات كالطفل الذي يركل بطنها ليخرج للحياة.

كانت تجلس في حديقة "سيتي هايتس" وهو المجمع السكني الذي تسكنه، وفرح تلعب مع أصدقائها في الألعاب الموضوعة فوق مساحة رملية وبقيت الخالة والجدة تراقبان من بعيد.

- تجيبي الولد، ده الحل الوحيد إن عيلة السيوفي تتمسك بيكِ.

وضحكة، لا بل قهقهة، وسخرية من القدر الذي يقودها نحو التنصيب كعذراء للربيع، وجميع الفصول للأبد:

- ولا ولد ولا كومي يا ماما!.

- يعني إيه يا حبيبة ماما.؟

والنبرة تعني تهكم، ولفظ الحب ليس سوى تقريع.

- يعني ده أصلاً مش شايفني كزوجة، وشكله صدق إن خدامة لبنته!

وانتفضت النزعة الأقوى، وحيث قال القدامى أن أعز الولد؛ ولد والولد. وغضبت لأجل حفيدتها اليتيمة.

- سارة!!.. خدامة إيه! دي بنت أختك، ترضي أن واحدة غريبة تربيها!، محدش هيبقى حنين عليها ادك.

هي خالة جيدة، ولا يستطيع شخص الإنكار، ولكن هي ليست بأم والأدهى أنها ليست بقديسة بل هي ڤينوس تريد أن تستشعر طوال الوقت أنها جميلة..

يشتهيها كرجل..

يريدها كحبيب ..

يتمناها كزوج..

وتجري الرياح بما لا تشتهى السفن في حياتها.

لذا هي في تلك المرحلة من الحياة، سيراها الجميع شريرة، وسترى نفسها الضحية.

والحقيقة أنه لا يوجد ضحية كاملة

ولا يوجد شريرة من فصيلة أصيلة.

ضاقت عيناها، وراقبت خصلات فرح المتوهجة تحت صحوة الشمس، وغمغمت بغموض:

- هحاول محاولة أخيرة

******

"ومن جوايا أنا عكس اللي شايفينها، وعلى الجرح اللي فيها ربنا يعينها"

صوت أليسا يمتزج بصوت "آيتن" الناعم، الشبيه لصوت الأولى أيضاً، لطالما أجزم الجميع أنها صاحبة صوت ذهبي ناعم، وطلبوا منها الغناء، والاشتراك في مسابقات دولية، وكان الرد القاطع:

- لا.. أنا آخري أغني وأنا بطبخ، أو باخد شاور.

"آيتن هلال"

ستة وعشرون عاماً وبضعة شهورٍ، وأحداثٍ عظيمة وبائسة.

والبداية رحيل والدها منذ ستة أعوام، تاركاً خلفه وحيدته التي فضلته عن والدتها التي تزوجت بعد طلاقها من والدها بعد العدة مباشرة، وسافرت مع زوجها إحدى دول الخليج، وبقي السيد حازم هلال هو الأب والأم والصديق، حتى رحل

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن