قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملة

الفصل السادس

"6"

إنها ليست معضلة..

إنها الحياة..

سيرا عبد المجيد شلهوب..

خمس وعشرون عاما..

وحيدة، بعد وفاة أبوين، وهجرة أخ مع القوافل الطبية إلى أفريقيا..

داخل السيتي هايتس تقيم وحيدة، تحت أعين ووصاية دكتور عاصم، صديق أخيها الوفي، الذي يبدو أنه يعاني من جولات الإخلاص وقلبه..

والسبب وفاة زوجته، وإن تزوج أخرى..

هي تدرك أنه لا يراه..

ويبدو أنه يعاني من متلازمة طيف، على وزن عقدة مادونا

هو يرى جميع النساء من منظور القديس, وخطيئته في العشق هي طيف..

تلك وجهة نظرها..

الحياة تشبه طبق ذهبي حديث الصقل، حيث من يريد الظفر بها، عليه أن يتحمل نيران المراوغة.

حوض استحمام، ماء ملخوط برغوة فوارة..

هي والشراب النبيذي، والتبغ الممزوج بنكهة الكرز..

وأفكارها..

فوضى، احترافية، ابتكار..

وعملها يحتم عليها أن تكون على الدوم في صحو..

مندوبة مبيعات في عدة شركات أدوية..

تدرك كيفية أكل كتف الفريسة..

تدرك وقت نفث نيران السيطرة..

ونظرة عينها الشفافة تستطيع الإقناع، أو الترهيب..

هي سيرا..

حيث في الجحيم هي ليست فاضلة، وفي الفضيلة هي ليست خطيئة..

شيوعية الهوى..

والمثل الأعلى جابرييل ماركيز..

غايات شنيعة أفضل من هزائم محتملة..

هي العاشقة وفي عاصمة العشاق يجب أن تكون شرسة..

***************************

التفاصيل قد تكون متشابهة، ولكن في كل مرة تختلف المشاعر.

ذهاب الجد لرحلة علاجٍ طويلة، فتكت بقلبها، وظنت أن المأساة تتكرر من جديد.

فقدت الحقيقي، وكانت على شفا فقد الروحي..

ولُطف الله أنقذهما معاً.

صباحاً وبثوبٍ ربيعي بتفاصيل وردات صغيرة تشبه لون عينيها، اتجهت للمطار وعانقته باكية، وكان بكائها مسموع..

متحولة هي، لا تشبه نفسها وقت المرح، طاقة إيجابية ربما، وكأنها الفاقدة للأمان الباعثة له في الوقت ذاته علها، تمنع أحدهم من الوقوع في دوامة الخوف الخاصة بها..

وقررت مع أصدقائه أن تقيم على شرف شفائه حفلة بسيطة في حديقة منزل العائلة البسيط الأنيق، وسلمت مقاليد التنظيم لزميلة دراسية لها تعمل على تجهيز الحفلات الصغيرة، وعقلها يفكر في فرح، وقلبها يلتاع لأنها تعلم أنها تستمع وفرح تعاني الكبت مع المُمل..