الفصل الثالث عشر

1K 31 3
                                    


"13"

تتأثر به وهذا تطور خطير، حقاً خطير

امرأة مثلها بقلب نقي.. فتي على تعقيدات رجل مثله، لا تعلم كم من الوقت قضت في المرسم.. حاولت ادعاء النوم أمام نفسها وفشلت، وفِي النهاية وجدت نفسها في المرسم بين لوحات جميلة!

كيف بدأ الأمر ومتى لا تعلم، اللوحات كانت مغطاة بشراشف بيضاء وكأنها أشباح ماضي، مرتبة بترتيب أبجدي بحروف اسمها

ج م ل ي ة

ومجدداً

ج م ل ي ة

وهكذا

من الصعب التنبؤ أي منهم البداية أو النهاية وكأنها عن قصد تمرر ارتباك.. المجموعة الأولى كانت لوحات هادئة الألوان، أغلبها رمزية بلمسات بسيطة دون زحام.. امرأة كالظل تبدو غارقة بين مرايا متكسرة.. لوحة كسجادة إيرانية تحوي أشكالا تحمل ألف تفسير، الملائكة والشياطين في نقش واحد. قاع كوب تتسلل من خلاله نظرة رجل، وبئر مضيء وما حوله الظلام.

بدت اللوحات معقدة فترجم إحساسها أنها نهاية مجموعة وليست بداياتها، مجموعة آخرى كانت مفعمة بالحرية، أغلبها تصوير لجسد أنثى عارية، كل مرة نفس الأنثى ونفس الملامح ولكن باختلاف التفاصيل، الجسد يتحول من فتنة وصبا وجمال ونشوة وشهوة تدريجياً حتى الذبول!

وعلى أجزاء مختلفة من الجسد كل مرة يتكرر اسم مهند باستثناء مرتين كان الاسم مشوشاً وإن حملت حروفه اسم ليث!

انقبض قلبها تركت اللوحات والشيطان يود أن يرسم حكاية.. قررت أن ترسم، تبتعد عن هذا الماضي المخيف وتغيب في عالمها هي، تتابع الأفكار فتبدأ لوحة، وكلما بدأت وانتهت راودها شعور غريب بالسعادة والرضى والثقة.

قال لها مرة وهو يناوشها بحضور متقطع في المرسم:

⁃بتعرفي تدمجي ألوان البحر بموهبة فطرية

نظرت نحوه لا تفهم فتابع وهو يتأملها:

⁃علشان شبه عرايس البحر

توردت وجنتاها في خجل أنثوي ثم قالت رافضة باستقلالية:

⁃عرايس البحر مش أيقون زي الأساطير

رفع حاجبيه في ثقة:

⁃أنا راجل بيختار أساطيره

وبعدها اكتملت اللوحة أفضل مما تمنت، وكأنه دون أن تشعر أصبح يمرر بصمته.

***

تحتاج هي أن تبقى بعيدة عنه بمسافة آمنة كي تتحاشى تأثيره!

غابت في المرسم، أو بمعنى أصح أصبحت تتقن الإختفاء، شروقها وغروبها بين الألوان وخيالها ولوحات جميلة التي يناسبها توصيف البئر الأسود الذي يجب ألا تنبشه. إلا أنها رغماً عنها تفعل ليس بفضول ولا تلصص ولكن جزء منها يبحث عن جزء منه بين تلك اللوحات.

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن