الفصل الثامن والعشرون

978 33 1
                                    

"28"

الحكاية تعاد، تُكرر..

حيث لا جديد، والابتكار نصيب الأحداث المأساوية..

في النهاية خائن، نال ما جنته يديه..

من أعظم خائن على مر التاريخ؟!.

هل ذكرته القصص، أو نصب كـ بطل، أو ربما لأن الذكر كائن لا يفضل الإخلاص، قدم الحب وهذا يكفي.

من أعظم خائن في التاريخ؟!.

مهند بركات..

لقد ظن نفسه سليل كازانوفا، لكن جميلة أبت أن تكون حبيبة العابث، لم تختر دور الضحية، ومع مرور الوقت اكتشف أنه أتفه من تاريخ زير النساء، وليس بشهريار.

هو مهند فقط..

عاش خائن، ومات.

حسنًا هو لم يمت بعد!.

وعليه أن يحيا الجحيم الخاص به، أو ما يقال عنه حياة بعد الصدمة..

كان يعود من عمله في الوقت التي أقسمت الشمس أن لا تغادر بحرارتها، وإن كان الخريف حاضرًا، والشتاء على الأبواب.

صف سيارته، بجانب سيارة حمراء، ومن المؤكد أنها تخص أماليا، وتذكر ما جرى منذ أيام، وقتما كانت قبضته فوق بشرتها، عنفه يقدم تساؤل في هيئة تحذير:

- عايزة ايه؟!.

والدموع!.

سلاح، وإجابة، وصمت، وكارثة حواء.

ولم يدري وقتها، لِمَّ يصاب بالضيق؟!.

ألانها بلا حيلة، أو لأن دموعها على الدوام تشي، أن هناك طفلة ساذجة حجزت عنوة في جسد امرأة.

تركها، ارتدت هي للخلف، ورحل..

ومنذ ذلك اليوم لا تحتك به، ويقدر هو ابتعادها، بل ممتن له، وللضمير صوتٌ آخر، حيث اللطيف داخله يريد الصلح، والعابث يريد الصوت الذي يسحبه لدوامة أبعد من الضياع.

وعند الدرج لمح طيفها.

جسد لا يحمل سوى الفتنة، مغلف بثوب أزرق مضلع قماشه، وحجاب أبيض كالعادة، وتترنح!!.

وكذب عينه، وظن أن أماليا من النسوة السالكين درب التبختر في الصعود، حيث كانت صاحبة مؤخرة ملهمة في جميع أحوالها، حتى ارتفعت يدها تمسك رأسها، وكانت بحضرة دوار..

صعد فوق الدرج بخطوات واسعة، وصوته كان أقرب للهفة..

- أماليا.

وظن أنها لم تسمعه، ومن جديد أعاد الكرة، ولم ينتظر الرد حيث نظرتها الغائمة أخبرتها أنه مهند، وأنها على وشك سقوط إن لم تحظى بمساعدة.

ومهند لا يفكر، أنثى تترنح، الدرج خطر، وعليه السيطرة، امتدت يده أسفل ركبتها، والأخرى خلف ظهرها، وكان صوتها يعترض بوهن واضح..

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن