الفصل الثامن

936 23 0
                                    


"8"

سكن تتحمل!

لا تعرف لمَ تبخترت في عقلها العبارة بسلام نفسي غريب!

فتاة مثلها كان يجب أن تكون في أقصى درجات قلقها، ورقة في مهب ريح تسقط وتسقط تبع مزاجية رجل.

ولكن الغريب أنها مُرتاحة، منذ آخر مواجهة بينهما وبعد ما رأته منه اتجاه مُهنّد لم يبالي بشعورها بالخوف، تجاهلها يومين ثم عاد لطبيعة حياته.. استيقاظ مبكّر.. هيئة مهندمة.. وإفطار سريع يتشاركه معها بالتواجد فقط ثم يحييها ببساطة ويرحل. المنزل أشبه بفندق وهما مجرد زميلي سكن، حتى تهديده الذكوري بشأن دورها كزوجة لم يذكره مجدداً، تعامل معها بكياسة تامة وكأنه آخر!

كانت شاردة منهية لتوها مكالمة مطولة مع أمها تخبرها أن كل شيء على ما يُرام، بشكل ما مريحة تلك الكذبة، انتبهت على صوت مديرة المنزل الصارم وهي تغلق الهاتف الداخلي بديناميكية:

⁃ ليث بيه عايز حضرتك.

هي ليست بطيئة الفهم، إلا أنها رمشت بعينيها عدة مرات لتتأكد أنها سمعتها بشكل صحيح، الوقت ما زال مبكراً فهو لم يغادر غرفته.. تحديداً موعد إفطاره بعد عشر دقائق تقريباً. زفرت بحيرة ثم عادت بنظرها للمرأة فوجدتها ترمقها بنوع من الاستغراب فما كان منها إلا أنها صعدت مضطرة:

جزءها الأنثوي خائف.

يتذكر آخر مرة لها معه في تلك الغرفة.

وجزءها العنيد يحارب هذا الخوف.

بين معارك أفكارها وصلت ثم طرقت الباب مرتين دون جواب، ثالثة وصمت تام.. رابعة وفكرت في الرحيل إلا أنها فتحت الباب بتردد لتلمح الغرفة خالية تماماً، السرير مرتب وكأنه لم يحظى بنوم أو أنه مهووس نظافة فرتب فراشه بعد الاستيقاظ مباشرة.

تنحنحت في حيرة ثم دارت بعينيها في الغرفة وبالتأكيد هو ليس شهر عسل ليخرج ممازحها من ركن ما فيتعاركان بالوسائد المبطنة بالريش!

رغماً عنها ضحكت فهذا السرد المبالغ فيه لا يناسبه ولا يناسبها، التفسير الوحيد أنه ليس بالغرفة من الأساس وغالباً ستجده على مائدة الإفطار ينظر نحوها بلامبالاة ويخبرها أنه كان يقصد سكن أخرى فهو متزوج بأربعة سكن!

همت لتعود أدراجها لتتجمد مع صوته الذي ظهر من العدم من خلف باب الحمام منادياً باسمها باستفهام:

⁃ سكن؟

صوته حائر!.. متحفز بعض الشيء.. وفاقد لعجرفته المعتادة.

فكرت أن تتركه ولا تجيبه إلا أنها تراجعت فأجابته بجفاف:

⁃ ايوة.

⁃ ناوليني البرنص!

قالها هكذا فجأة، بعفوية وببساطة وبأريحية آمرة وكأنه يطلب كوب شاي!

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن