قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملة

الفصل السادس عشر

"16"

الحياة بين فوضى، وروتين..

والمشاعر بين حيرة ومرسى..

وهي العاشقة التي لن ترضخ للحب، أما عنه هي لا تراه سوى المعني بشهامة، وإن كان في الأصل وغد، والعكس صحيح..

وإن كان قديس في حضرة أخت زوجته الحبيبة، هو معها الزوج الذي سيوضع على حافة المثالية.

كانت تقف بجانبه في المطار، وقد كان الإجهاد يضع اللمسة القوية فوق ملامحها، فقد كان اليومين الطائفين بين السفارة البريطانية، والجوازات المصرية من أجل إنهاء سريع لإجراءات السفر، وعليها أن تكون زوجة "جدعة"، وتستقبل خبر سفرها معه لمقابلة العائلة المبجلة برحابة صدر، حيث هناك متاعب تواجه فرع السيوفي في المملكة المتحدة..

تخلى عاصم عن كلاسيكية مظهره، وقد استعاض عن ملابسه الرسمية بقميص أزرق قطني، وسروال جينز داكن اللون، وسترة كلفها بحملها معظم وقت القيادة وتخليص أختام السفر، أما هي فقد كانت كلماته واضحة:

- لندن الجو برد، يا ريت صف الفساتين اللي من غير ضهر ده، ميكونش مرافق لينا في الرحلة..

بقيت تطلع وقتها نحوه بتحدٍ، وتفكر في رد يحبس دمه، كما كان يفعل سابقًا، ثم تجيبه:

- هجيب صف تاني في لندن متقلقش..

وقد تحول وجهها نحو وضع الحماس، وعينها التي نال منها اللمعان، وابتسامة صفراء ترسم ثغرها، ويقرر أن يكون الشخص الذي تنهار أمام لطفه:

- معنديش مانع..

نبرته الهادئة جعلها تبتسم، يتوسع ثغرها ببهجة كونه بطل مزاجيتها الأول، ويردف بنبرة الحزم خاصته:

- بس هيتلبسوا في حدود البيت..

هل يحق لها الصراخ معترضة في وجهه، تتمرد لأجل استرداد أبسط حقوقها التي سُلبت منها دون حق، وعليها أن تكون مراعية لكونه يعاني..

- إن شاء الله يا عاصم، إن شاء الله..

عادت حاضرها تتأمل هيئتها أو كما تقولها غزل..

"Outfit"

سروال قطني وردي باهت، اعتلاه قميص رمادي مشبح، وسترة خريفية بنفس لون السروال، قد نصحها بها عاصم، لأن الجو في لندن غير مضمون..

كانت تلازمه مضطرة والسبب سفرها لأول مرة للأراضي البريطانية، وبقيت فرح عهدة عابد الذي تموج أفكاره بين قلق ووعيد، وبين عاصم الذي يسحب زوجته خلفه باهتمام لا يشبه حالة من أطواره، بخبرة عميد في علاقة الرجل والمرأة، عاصم يعتاد، يألف، يهتم، وتهتم بدورها وإن كان الوضع العام نفور بسبب الظلم الذي ألصق بها..

- هو papa وآيتي بيعملوا ايه يا انكل عابد..

قالتها فرح التي ملت من الانتظار، وبدأت قدمها تئن، ولجأت للشخص الخطأ، الذي لم يأبه سؤالها، ووجودها..