الفصل العشرون

932 23 0
                                    

"20"

فرشتها مرتعشة، وهذا سيّء.. سيّء جداً لفتاة تحب الرسم!

أرخت رأسها مبتعدة قليلاً عن اللوحة قبل أن ترتشف القليل من الحليب الدافيء جوارها وتعود لمحادثة صفا التي قررت أن تثرثر في فترة الغداء بعملها:

⁃إنتِ بتدوري على النكد يا سكن؟!

أغمضت سكن عيناها بعاطفة مختنقة وهي تستعيد مشاهد اللوحات في عقلها، فكرة أن يكون المقصود ليث تحرق قلبها.. تحرقه بألم لم تكن تعرف أنه موجود.

أهذا هو الحُب؟!

تابعت صفا بعملية خالية من المشاعر:

⁃بترسم أحلامها يا ستي.. وبعدين لو حصل إيه المشكلة يعني؟!

شهقت سكن في صدمة:

⁃إيه المشكلة؟!

تابعت صفا بلامبالاة:

⁃دي علاقة كانت قبل ما يعرفك مش من حقك تحاسبيه عليها

ضمت سكن حاجبيها في حزن:

⁃دي خيانة.. إلا الخيانة يا صفا

صمت كلتاهما لفترة، قلب سكن يخفق بألم وخوف، وصفا تتنهد ضيقاً من أجل صديقتها.. قالت لها في اهتمام دافيء:

⁃إنتِ حاسة إنه خاين يا سَكَن؟

⁃لا

رد سكن جاء رقيقاً مبالياً يناسب امرأة في حالة عشق، المرأة في العشق تتشبث بحبيبها كـ فارس، لا تطيق حبراً دخيلاً في اللوحة.

قاطعت صفا حالتها الحالمية كعادتها:

⁃يبقى خلاص.. قميص نوم حلو كده وطبق ممبار ومخلل وعيشوا

ضحكت سكن رغماً عنها:

⁃ممبار يا فصيلة

ضحكت صفا بدورها قبل أن تتابع بجدية:

⁃اخرجي من الماضي يا سكن، أوقات بيفتح أبواب مش لازم تتفتح

بقدر منطقية عبارة صفا بقدر وجعها.. أو بالأحرى مواجهتها بالخوف أحياناً من الحقيقة.

عادت صفا لتتابع مجدداً:

⁃خلصتي اللوحة

وكانت تقصد لوحة الوردة الحمراء التي رسمتها سكن مع خيالات فتيات يمشطن شعر بعضهن البعض في منتصفها.

صمتت سكن بتفكير:

⁃اه ومش عارفة أخلص حاجة جديدة

قاطعتها صفا بمبادرة:

⁃مش مهم.. زي ما قولتلك البوص عندي مهتم بالحاجات دي وأنا كلمته.. هاتيها واعرضيها عليه

ترددت سكن قليلاً:

⁃إنتِ عارفة أنا مكانش في دماغي موضوع بيع اللوحات ده

ردّت صفا بإقناع:

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن