الفصل الثالث

1.1K 35 1
                                    


"3"

تمددت في فراشها بتعب قبل أن ترفرف بأهدابها عدة مرات لتبدأ فقرة استيعاب وضعها الحالي..

"زوجة ليث بركات"

رجلٌ لا تعلم عنه سوى اسمه!

تنهدت تنهيدة بلا معنى ثم استقامت لتأخذ حمامها الصباحي ومائدة الإفطار اليومية تضغط على صدرها كـ همٍ ثقيل.

بعد ما حدث بينهما بيومٍ واحد فوجئت بخادمة أربعينية تطرق بابها صباحاً ثم تخبرها بكياسة أن عائلتها والسيد ليث ينتظرونها على مائدة الإفطار

انسحبت وقتها المرأة على الفور قبل أن تدرك هي هيئتها الكارثية، كانت ما زالت منكمشة بشراشف الأمس عارية وشبه باكية ومتلبسة أمام سبيل وساري اللاتين اقتحمتا الغرفة بهمجية الأخوات المعتادة مع ديباجة الظن بأنها قضت ليلة مبهرة من الشغف!

بل ووددن التفاصيل..

لا تعلم بعدها كيف حدث ولمَ حدث!

هو في منتصف الغرفة يصرف أختيها بذوق ثم يجذب ذراعها في حنان كي تأخد حماماً دافئاً، دون كلمة ملس على خصلات شعرها بتأمل غامض ثم رحل..

ومن يومها تقريبًا وها هو قد مرّ أسبوع كامل لم يتعدَ الحديث بينهما دقائق معدودة، سلام صباحي فاتر..

حضور ساخر وغياب طويل والليل هي في غرفتها تُغلق على نفسها باب الغرفة ولم يسعَ هو للاقتراب مجددًا.

تنحنحت مفيدة وهي مديرة المنزل إن صح التعبير، امرأة خمسينية صارمة الحضور شعرت بالرهبة منها أول مرّة رأتها خاصة أنها بمثابة الوجه الأول الذي يجب أن تقابله صباحًا.

مفيدة تحافظ على نظام المنزل كالساعة، موعد مخصص للإفطار ومثله للعشاء وهي مواعيد ليث أمّا الغذاء فتترك لها حرية اختياره حيث أنها تتناوله وحيدة..

في الشرفة الواسعة وجدته على المائدة كالمعتاد.. يجلس متأنقًا وفِي يده أوراق عمل صباحية بينما يرتشف ببطء عصير الأڤوكادو خاصته وبجواره البيض المخفوق دون خبز.

لم يكن من الصعب حفظ عاداته الصباحية فهي أشبه بالاستيقاظ في فُندق!

سخرت وهي تلمح المائدة البيضاء المنظمة والصحون المتنوعة بترتيب كلاسيكي قبل أن تهمس لنفسها بأن عمله في مجال الفندقة حتمًا أثر عليه!

كان ليث يمتلك شركة لتجهيز الفنادق والقرى السياحية، جميع المستلزمات من تجهيزات الغرف والمطابخ والمطاعم والخ توردها شركته، في خلال سنوات بسيطة وبعد أن تسلمها كإرث صغير باتت من أهم المؤسسات في هذا المجال.

زفر بضيق بعدما فشل مجددًا في الوصول إلى أحد مساعديه حيث يحتاج إنهاء بعض الأوراق الضرورية للشحنة خاصته ثم رفع نظره نحوها بسخرية قاتمة:

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن