الفصل الخامس

1K 26 0
                                    


"5"

لو ميل الورد البلدي، كل الورد يخاف، بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف"

اللحن الصباحي الذي اختارته آيتن لتخفق على دندنته البيض بالفلفل الملون لفرح..

فرح التي بدأت تتحول لمتكلمة بعض الشيء في حضرتها، والبداية منذ ثلاثة أسابيع، في اللحظة التي قررت آيتن اقتحام غرفة ذات الجدائل الشقراء على الدوام، وتُصدم عينيها بفرح تتخذ وضعية منتصف سجود، تدتدن أحد الأغنيات التي انتهى عهد ذكرها، وتطلي أظافرها بالقرمزية!.

لوحة بشعة ليست سيرالية، وقد كانت الفنانة فاشلة، وإن نالت نص علامة من أجل الشرف التي تمنحه المحاولة.

وجدت فرح ظل آيتن يشرف فوقها، والبداية

كسر زجاجة الطلاء، شهقت، وضاق تنفسها، وبدأت تتلعثم بنبرة تحمل الكثير من الخزي، وبدأت جملتها المتقطعة:

⁃دومزيل آيـ...تـ..ن، بردون "المعذرة"..

وبدأت تبكي بحرقة، كالذي ينتظر العذاب القاهر لطفولة وردية قصقصت طموحاتها على إثر صرامة غير مُقنعة.

وآيتن مُربية "مُهزقة" لا تتحمل دموع الأطفال لاسيما إن كانت من أعين تشبه السماء وقت بداية النهار..

فانحنت تحتضنها دون تفكير، تربت فوق ظهرها وجديلتها، وداخلها يتحدث بعاطفة أمومة لم تختبرها، تلك الصغيرة تبكي أشياء خفية، ليس الخوف سيد الأسباب.

⁃بس يا فرح بس، بتعيطي ليه..

كانت يدها قد امتدت تمسح دموع الصغيرة، وقد تلوى قلبها من أجل الحزن، والشفاه السفلية التي لازالت تتدلى وقت البكاء، وتابعت:

⁃أنا مش هعمل حاجة.

فارتفعت الصغيرة، تتساءل من بين دموعها:

⁃ولا هتقولي ل papa.

ولوت شفتيها تلك المرة كاعتراض على أسلوب ذلك الجليدي في تهذيب الطفلة، وأجابتها بتململ:

⁃لا مش هقول..

فاحتضنتها الصغيرة تلك المرة، وبات ذلك هو السر الذي يتشاركاه، تطلي آيتن لفرح أظافرها ساعتين يومياً، في غياب عاصم، وتنتهي اللعبة، بعد أن تشاركها آيتن، فتعاودان فتاتين جيدتين قبل عودته.

عادت لحاضرها، وهي تتابع الدندنة، وعصر البرتقال.

"ابن بلادي يا مالك قلبي، يا محلي الأيام، وشهامتك تتكلم عنك مش محتاجة كلام"

وانتهت من العصر، والتفت بغتة، فشهقت بصرخة مكتومة، وقد تناثرت خصلاتها فوق صفحة وجهها وغمغمت:

⁃دكتور عاصم.

لم يجب لبضع ثوانٍ يتأمل هيئتها الفوضوية، وعودتها لنمط ثيابها السابق وقد حذرها سابقاً، وتجاهلته، بعد الانصياع لقواعده عدة أيامٍ فقط.

قولي أحبك.. الموسم الأول بقلم مروة جمال ومنة القاضي *مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن