9- مُطلِّق

558 31 78
                                    

الفصل التاسع
"مُطلِّق"

قاومته مُحاولةّ ضربه أو قضم يده لكنه كان يُقيدُها بمهارةٍ ليقترب منها ويهمس في إذنها قائلًا: "رحِّبي بعودتي يا مليكتي"
"إسلام.." همستها بصدمةٍ وهي تلتفُّ لتراه أمامها يُقهقهُ بقوَّةٍ وهو يُخفف قبضته المُقيدةُ لها قائلًا: "نسيتِ مقالبي يا أختَ إسلام!"
لم تشعر بنفسها إلّا وهي تُمسِكُ بالمخدةِ الناعمة الصغيرة التي كانت موضوعة فوق الأريكة ثم تضربه بها قائلة: "كِدت تقتلني من الخوف يا حقير وأنتَ تقول مقلب.. مقلب يا إسلام!"
تعالت قهقهته أكثر وهو يُدافِع عن نفسه حتى قيدها مُجددًا وقربها منه قائلًا بنبرةٍ مُسلية: "اشتقت لأخت إسلام"
دمعت عينيها وسقطت المخدة منها وهي تلكمه برفقٍ قائلة بعتابٍ: "يا حقير لقد أخفتني.."
عانقها بلُطفٍ وهو يهمسُ بابتسامةٍ مُعتذرة: "حسنًا أعتذر" ثم تابع وهو يسيرُ نحو المطبخ بجوعٍ قاتل: "ماذا لديكِ في الثلاجة؟" ثم وضع كفِّه على بطنه قائلًا بطريقةٍ درامية وهو يلتفُ لها: "آه يا أم مُحمدٍ لقد تحجرت معدتي من أكل الشوارع" اقتربت منه وشفتيها مقوَّسةٌ في تذمر قائلة: "ما الذي أتى بكَ إلى هنا لماذا لم تذهب لأمك.."
اقترب منها ثم امسك بكفها يُقبله قائلًا: "أمي ستطهو لي السبانخ بحُجَّةِ أن بها حديد وستقوِّيني، بصراحة أنا لا أطيقُ تلك الأوراق الخضراء أبدًا.."
بعدها تابع بترجٍّ اشتقتُ لنعومةِ يديكِ وأنا آكل من بين كفيها يا أميرتي أم أنَّ هذا حلالٌ لأبا مُحمدٍ فقط!" ابتسمت بخجلٍ ثم هتفت مُغيرةً مجرى الحديث قائلة: "بالمناسبة متى عدت؟"
ليتنحنح قائلًا: "احم منذُ ساعة.."
فتخصرت قائلةً باستنكار: "وأين كنت؟"
ليهمس بوقاحةٍ وهو يرمقها بنظرةٍ شاملة: "في المرحاض.."
فقالت ببرودٍ وهي تتجه للثلاجة: "فهمت يعني سرقتَ المفتاح الاحتياطي من شقة أمي وكنتَ مُصابًا بالإسهال كعادتكَ فأطلت المكوث في مرحاض الضيوف؛ فهمنا".
❀•❀•❀
بعد شروق الشمس بسُويعاتٍ قليلة عاد أيهم للفيلا بوجه مُهجم على الرغم من إرهاقه قسماته، استقبلته والدته مُهرولةً وهي تهتفُ برعبٍ قائلة: "أيهم يا ولدي تاج الحق بها.."
تهجمت ملامحه أكثر وهو يهتفُ بإنهاكٍ وهو يُمسِكُ بكف والدته ليُهدِّئ من روعها: "ما بها يا أمي؟ هل هي بخير؟"
فهتفت الأُمُّ باكية والدموع تتسابقُ على وجنتيها: "بعدما اطمأنت على رودين وتأكدت أنها غطّت في سباتٍ عميق؛ أخذت حقيبتها الصغيرة وهاتفها وخرجت ولم تعد حتى الآن! حاولتُ الاتصال بكَ لكن هاتِفكَ كان مُغلقًا"
أغمض أيهم عينيه وهو يفركُ جبهته بإبهامه وسبابته ثم زفر بعصبيةٍ وهو يُلقي بهاتف رودين الذي كان في يده على إحدى الأرائك بعد ما أخرج منه رقم هاتف تاج: "هل نامت ريتاج؟"
أومأت الأمُّ قائلة: "بصعوبةٍ جدًا، أنتَ تعلمُ أنها لا تنامُ سوى بين زراعيك"
أومأ هامسةً بحنانِه المُعتاد: "تمام سأُرَضيها عندما أعود" ثم همس مُتنهدًا بخفوتٍ وهو يبتسمُ بضعف: "ستحتاجُ مني أسبوعًا كاملًا لتقبل اعتذاري"
رغم ما يحيطهم من كربٍ إلّا إن والِدته ابتسمت بحنوٍ قائلةً بألمٍ على حال صغيرها الذي كُتِبَ عليه الشقاء في الحب والزواج: "كان الله في عونِكَ يا ولدي"
❀•❀•❀
كانت بغضبٍ تخطوا خطواتٍ كبيرة نحو هدفها، عيناها جامدة قاسية، شفتيها مضمومتان في خط رفيع حاد كحافةِ سيفٍ مستقيمٍ لا عوج فيه..
أما كفَّيها فكانا مكورانِ بشدَّةٍ وكأنهما كرتانِ من حديدٍ صلب بياضهما يُحاكِ شحوب الأموات من شدَّةِ ضغطها عليهما.
فستانًا كان قُطنيًا باللون الأسود، تنورته طويلة خفيفة واسعةٌ بشدةٍ، أسفلها سروالٌ قطني ضيق بنفس اللون وحجابٍ بخطوطٍ طولية مُتدرجة بين الأبيض والأسود مثبتٌ بدبابيسٍ عديدة كي لا يتزحزح من فوق رأسها مع حركتها العنيفة، أسرعت خُطاها حتى وصلت لجراجٍ قديم مهجور يماثل المكان حوله ويبعد ما يُقارِبُ الساعتين سيرًا على الأقدام من الطريق المُمهد لوسائل المواصلاتِ لكنها لم تهتم فكلُّ ما يُثيرُها الآن ويقودها هو الوصول إليه في أقربِ فرصة دون النظر لعواقب فعلتها، أيظنُّ نفسه خدعها؟
ذاكرةُ والدها العزيزُ باتت سيئةً للغاية؛ أنسى أنه أخذها لذاك المكانِ الحقير مراتٍ عديدة حتى باتت تحفظه!
مكانٌ خصصه لكل صفقاته السرية.. وعندما أقول سرِّية أي أن طُرق تنفِيذها كانت تنتهكُ القانون ولا تخضع له.
وقفت أمام الجراج ثم زفرت حُممًا غاضبة قبل أن تُنادي صارِخةً بغلظةٍ أثناء ركلها لباب الجراج بعنف: "فوزي يا جبــــان أفتح الباب"
فُتح الجراج ليطل منه رجلٌ عبوس نحيل الجسد بذقنٍ نامية مُدببة غير مُهذبة بينما ملابسه مُتسخة بروث البهائم والمواشي، حكَّ فوزي ذقنه بابتسامةٍ لعوب وهو يهمسُ بكلماتٍ ثقيلة خشنة: "مرحبًا يا قطة"
فهتفت بصرامةٍ قائلة: "أرني الطفل الذي يخفيه أبي هنا.."
ضحك بسخريةٍ ثم همس باستهزاء: "ابتعدي عن هنا يا صغيرة وكفاكِ لعبًا مع الكبار"
صمتت وطال الصمتُ بينهما وهي تتحداه بعينها لكنه ظلَّ على هيئته المُستفزّة الساخرة فركلته تاج فجأة بسرعةٍ خاطفة على وجنتيه ثم تلتها بضربةِ قاسية نافست ركلتها سرعةً في خصره فسقط فوزي أرضًا مُتألمًا مصدومًا من قوتها البدنية التي سمع عنها ولم يُصدق وجودها أبدًا..
تخطته تاج ودلفت للداخل ببرودٍ كأنها لم تفعل شيئًا فقابلها سمير خادِم والدها المُخلص لتلكمه هو الآخر بقوَّةٍ عدَّةَ مرّاتٍ حتى صار شبه فاقدٍ للوعي ثم جرَّته خلفها بغلٍّ لتُقيده بحبلٍ سميك على سياجٍ داخلي تُربطُ فيه البهائم بعدها ذهبت لتُحضر دلوًا كبيرًا من الماء سكبته فوق رأسه دفعةً واحدة ليستعيد وعيه شاهقً كأنه كان يغرق، ابتسمت بسخريةٍ وتقززٍ ثم همست بحدَّةٍ وجمودٍ أسود: "أين الطفل؟
رغم أنِّي أعلم أنه ليس أخي لأنِّي لازمتُ أخي حتى تم دفنه لكن لنُصدِّق أنه تمَّ تبديله.." بترت كلماتها واقتربت منه بوجهها سائلة بنبرةٍ بطيئة مُتوعدة: "أين الطفل؟"
نظر سمير إليها برعبٍ وهو يُحاول فتح عينه والتنفس جيدًا فانخفضت أمامه وجلست كالقرفصاء تنظرُ في عينه بحدَّةٍ أثناء سؤالها بفحيحٍ قاتم: "ألن تقول؟"
طال صمته مُجددًا وقد كان مُكتفٍ بالنظر لها لا أكثر فأخرجت من سترتها بخاخً مُخدر يُصيبُ العقل بغمامةٍ من عدم القدرةِ على التمييز وثقلٍ شديد في التفكير والحركة ثم رشته به..
بهدوءٍ بعدها بدأت في طرح أسئلةٍ مُوجزة على ذاك السمير حتى نالت مُرادها، عندما انتهت لكمته بغلٍ لكمةً أصابت جبهته وأفقته الوعي كليًا هذه المرّة وهي تهتفُ بكرهٍ شديد وتقزز: "هذا جزاء أفعالك الدنيئة المُقرفة مع أبي يا قليل الدين"
بعد نصف ساعة خرجت لتجد فوزي كما تركته أرضًا مُتألمًا فبصقت عليه ومرَّت من فوقه مُغلقةً باب الجراج خلفها وهي تمسح دمعتها الخائنة التي فرَّت منها قسرًا، ماذا يُريد سراج منهما بعد كل هذا.. ألن يحلَّ عن رودين أبدًا!
كل هذا الغضب لأنها لا تُريد خيّال؟
لا تُريدُ الاجبار على زواجٍ هو في الأصل مُجردَ بندٍ من صفقةٍ ما..
حسنًا، له ما يُريد.. ستُنفِّذُ مُراده، ستتزوجُ خيال وتحقق رغبته لكنها ستُهرِّبَ رودين وتُرسلها بعيدًا جدًا حيث لا يستطيعُ الوصول إليها أبدًا علها تنال خلاصها منه للأبد.. وأول خطوةٍ لها عليها أن تجعله يُصدِّق أنها خضعت له وإلّا لن تفلح خطتها أبدًا.
❀•❀•❀
"لا تُجيبُ على اتصالاتي أفعل أي شيء.. حدد لي موقعها أو تتبع رقم هاتفها أُريدُ الوصول لها بأي ثمن!"
هتف أيهم بعملية لذاك الذي يعمل على حاسُوبه الذكي بسرعةٍ فائقة ومهارةٍ مُحترفة فرد عليه الشخص بثقةٍ بالغة: "الصبرُ يا سيدي الصبر، دقائق فقط وانتهي"
عيناه على الأرقام التي تجري أمامه وأصابعه تشق طريقها بسهوله وسلاسة لمفاتيح لَوحةِ الكتابة دون النظر إليها، رؤيته يعملُ بكل هذه المهارة تؤكد أنه بارِعٌ في عمله ويُجيدُ ما يفعل بدقةٍ شديدة، لم تمُر دقيقتان حتى ابتسم بفخر وهو يُرجع نظارته للخلف بسبابته ثم يعدل ياقة ملابسه قائلًا: "انتهيت"
"ماذا فعلت؟" تساءل أيهم بريبةٍ فقال الشابُ بفخرٍ شديد: "أعطيتني عنوان بريدها الإلكتروني فاستطعتُ بطُرقي الخاصة الحصول على رمزه السرِّي ومنه وصلتُ لموقعها وحددته" ثم ضحك بشرٍّ قائلًا: "جيدٌ أنها تُبقى بيانات هاتفها مفتوحة دائمًا هذا سهَّل مُهمتي جدًا"
صمت أيهم قائلًا بريبة: "أنتَ داهيةٌ حقيقية" قهقه الشابُ بفخرٍ وانتشاء ثم قال لأيهم بتكبُّرٍ مُصطنع: "لذلك وظفتني عندك اعترف" بعدها تابع بابتسامةٍ هانِئة: "على أي تطبيقٍ تُحبُّ أن أُرسل لكَ موقعها الجغرافي سيد أيهم؟"
❀•❀•❀
استيقظت رودين تبكي بحرقةٍ وهي تصيح بألمِ أُمٍّ سُرِق منها طفلها بعد ما عاشت أيامًا لا ترحم وهي تعتقدُ أنها فقدته..
دنت منها والدةُ أيهم بحنوٍ وهي تُربِّيتُ فوق كتفها قبل أن تُعانقها بحنانٍ قائلة: "هوني عليكِ يا ابنتي، سيكون بخيرٍ إن شاء الله، أيهم سيهتمُّ بكل شيء"
ظلت أم أدهم تُتمتم ببعض الآيات القرآنية في أُذنها لعلها تُهدأ وبالفعل بعد فترةٍ جيدة هدأت رودين وسكنت بين يديها فهمست الأولى قائلة: "رودين.."
همهمت رودين بخفوتٍ وقبل أن تهتف أم أيهم بأي شيءٍ كان هاتِفُ رودين الجوَّال يرِنُّ بنغمته المُميزة، تناولته رودين بإنهاك لتُجيب المُتصل فاتسعت عيناها بشدَّةٍ وهي تري أن المُتصل ما هو إلّا سراج!
❀•❀•❀
استيقظت قُبيل الفجر وأدَّت فرضها لتخرج بعدها كعادتها تُرتِّبُ جناحها الذي غالبًا ما يكون نظيفًا ومُرتبًا كما تحب.
بسبب خلو يومها في الأسابيع الماضية أهتمت عفراء بمقالاتها الطبيّة واستثمرت فيها وقت فراغها الزائدُ لتكتب مقالاتٍ أكثر وبالتالي ازدهار موقعها بسرعةٍ أكبر وازدياد عدد زوارُه ومُتابعيه..
اقتربت من غرفةِ وضِاء التي لم تدخلها أبدًا ولم ترى حتى أثاثها فقضمت شفتيها السفلى بخجلٍ ثم استجمعت شجاعتها وفتحت بابها لتدلف إليها وتُنظفها مُستغلَّةَ كونه في الصلاة وكعادته لن يأتي إلّا بعد مُدَّةٍ من الزمن.
ما إن دخلتها حتى أجفلت بصدمةٍ وتجمدت مكانها بفكٍّ متدلي هامسةً بتقززٍ داخلها: "أهذه غرفةٌ أم زريبة للحيوانات؟"
والخيارُ الثاني كان حتمًا يليقُ بما تراه أكثر حيثُ الفوضى تعمُّ المكان والملابس المُلقاةُ في كل بقعةٍ من الغرفة وملاءةُ السرير مُبعثرة وغطائه على الأرض!
زفرت ببؤسٍ وهي تذهبُ لتفتح نافذة الغرفة فتستنشق نسمات الفجر النقية بصدرٍ رحب وذهنٍ صافي بعدها ألتفتت لتتفحص الغرفة بعينيها ففاجَأها وجود فردةَ جوربٍ عالقة في فتحةِ المُكيف والأخرى مُتدلية من فوق الدولاب والثالثة في طبق الفشار المسكوب أرضًا بينما جاز التحكُّم بالتلفاز الذكي مرميٌ في طبق الطعام الخاص بهِرَّةٍ مشمشية تُطالِعُها بفضولٍ وكأنها اقتحمت خلوتها للتو وملابسه الـ..
لحظة واحدة ماذا؟
هل يُربِّي قطّة!
"مياو.." وتلك كانت إجابةُ الهرَّةِ بنفسها لتصرخ عفراء بفزعٍ وهي تركضُ خارج الجناح بأكمله تهبطُ السلالم بسرعةٍ فائقة حتى اصطدمت بوضاء الذي جاء راكِضًا على صوت صراخها قائلًا بخوفٍ ولهفة: "ماذا حدث؟ أنتِ بخير؟"
"قـء قـط.. قـء قطـ ـطة في الأعلى"
همست جملتها مُتلعثمةٍ وشفتيها ترتعش بينما عيناها تدمعُ بخوفٍ وهي تتعلقُ بكفيها في قميصه فاحتضها وربَّت على ظهرها بحنانٍ هامسًا لها بهدوءٍ وهو يُحاول تهدئتها: "أهدأي وتحدثي على مهل، ماذا حدث؟"
دفنت وجهها في صدره تبكي بخوفٍ وهي تُحاول ضبط تنفسها لتهمس بعد ثوانٍ قليلة: "هناك قطةٌ بالأعلى"
"تَقصدين شموسة؟"
رفعت وجهها تنظرُ إليه سائلةً بعينيها ليُربت على ظهرها ويهمسُ مُطمئنًا إياها: "وجدتُها تائهة منذُ بضعةٍ أيامٍ فأخذتُها ونظفتُها وجعلتُ الطبيبَ يُعاينُها ثم أنزلتُ إعلانًا عن ضياعها والآن أنا أرعاها حتى يظهر صاحِبُها ويأتي لاصطحابها" قال جملته موضحًا سبب وجودها ثم تابع بخفوتٍ قُرب أذنها وهو يُعاود ضمَّها: "لا تخافي لن تُؤذيكِ أنها صغيرةٌ ولطيفة"
هدأت عفراء وشعرت بالأمان يجتاحُها فسكنت بين زراعيه لفترةٍ لم تحسبها حتى وعت أخيرًا أين هي فانتفضت بإحراجٍ قائلة: "أنا آسفة لم أقصد.."
تركها وِضاء على مُضض وجزَّ على أسنانه مُغلقًا عينياه وهو يهتفُ بسخطٍ داخله: "يا الله قاطعةُ اللذَّات ومُفسدةُ اللحظات الجيدة!"
بعدها فتح عينه وطالعها بابتسامةٍ صفراء قائلّا: "لا عليكِ، سأخلُد للنوم"
فقالت بتوترٍ وهي تلحق به: "والقطة؟"
التفت لها قائلًا بخفوتٍ من بين أسنانه: "تعالي لحضني مُجددًا وسأُرسلها لأمي لتهتم بها"
"لم أسمع؟"
"لا شيء عفراء نامي ولن تخرج القِطة من غرفتي لا تقلقي"
بعدها تنهد ببؤسٍ وهو يتساءلُ داخله أصار بائسًا لهذا الحد!
يُريدُ مِن فتاةٍ أن تضمَّه..
ليست أيَّ فتاةٍ يا وِضاء أنها زوجتك، زوجتُكَ مُتلبدةَ المشاعر ومعدومةَ القلب!
لا ليست معدومةَ القلبِ أنها رقيقةٌ وبريئةٌ جدًا لكن أنتَ من عقدت الصفقةِ وأخبرتها أنها ستكون زوجةً مع وقف التنفيذ فكن عند كلمتك وحافظ على الوعد وِضاء.
أمَّا عفراء فذهبت لغرفتها في جناحهما وأغلقت بابها بحرصٍ وهي تهمسُ مُتسائلةً بغرابة: "ما الذي ضايقه؟ هل حزن لأني لا أحبُّ القطط!"
❀•❀•❀

استوصوا بالحبيب غزلًا "للكاتبة منى علاء شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن