16- لا تخافا أنني معكما

306 24 34
                                    

الفصل السادس عشر
”لا تخافا أنني معكما“


وصل أدهم للمشفى ليجد أيهم جالسًا بإنهاكٍ وَحدة فوق المقعد الحديدي الموجود وسط الرواق الشاحِب ذو الإنارةِ الخافِتة، جلس جواره قائلًا بخوفٍ واهتمام: ”أنتم بخير؟ ماذا حدث؟“
رفع أيهم وجهه ليقول بجمودٍ: ”نسائي تعرضنَّ للأذى والهجوم الناري وسط منزلي.. لم أكن مسؤولًا بالقدر الكافي ولم استطع حمايتهنَّ“
وضع أدهم كفه على كتف أخيه قائلًا بدعمٍ وثقةٍ خشنة جادة: ”أنتَ تحمينا دائمًا وترعانا على أكمل وجهٍ يا أيهم فلا تُحمِّل نفسكَ ذرَّة واحدة من أثم التقصير، هذه المرّة كانت غادِرة“ طالعه أيهم بوجهٍ مُتصلِّب بينما عيناه المحمرَّة يجتاحُها ألمٌ دفين يُمزِّقه مِن الداخل فقال ببطء وهو يعود بعينيه للغرفةِ المُقابلةِ له: ”لا أُريده أن يخرج مِن السجن مرّةً ثانية وإلّا لن يبقى حيًا بعدها أبدًا“
فتساءل أدهم بغضبٍ مُماثل وقد غلى الدمُّ في أوردته: ”هل هو بالداخِل؟“
أومأ أيهم بسوادٍ ثم خفض عينه ينظرُ للخلف قليلً قائلًا بقوة وحمايةٍ شديدة: ”رودين مع رِيتاج وأمي بالداخل في جناح عائلتنا الخاص، لم استطع تركهم في البيت وحدهم“
لم يمنع أدهم نفسه مِن سؤالِه بقلق: ”هل هم جميعًا بخير؟“
تهكم أيهم وهو يهتفُ بسخريةٍ سوداء: ”من حظي الجيد أن ذاك الحقير لديه حَوَل ولا يُجيد التصويب فرصاصته الدنيئة لم يُصِب سوى سور السُلَّم الذي أصدر صخبًا مُفاجِئًا جعل زوجتي تصرخُ ثم تسقطتُ أرضًا من الخوف مغشيًا عليها، الحمد لله على لُطفِه“
وقبل أن يتلفظ أدهم بشيءٍ وصلت الشرطة بقِيادة الضابط زياد الذي قال بجديةٍ لأيهم: ”سيد أيهم نُريدُ أخذ أقوالك عن ما حدث فضلًا..“
أومأ أيهم بثقة ثم استقام ليرحل برفقة زياد الذي كان يعرفه أدهم جيدًا ويعلمُ أنه صديقٌ صدوق لوِضاء ولن يُؤذي أيهَم أبدًا.
تنفس أدهم بعمقٍ ثم توجه لغرفة سِراج الذي تمنى لقاءه طويلًا وربما قتله أيضًا، دلف فوجد سراج مُقيد في السرير وقدمه اليُسرى بأكملها مُضمَّدة، ابتسم بتشفٍ ثم اتسعت عيناه قليلًا وتألم قلبه عندما اقترب منه أكثر ووضحت له ملامِح وجهه، سِراج لم يكن سوى النسخة الذكورية مِن حبيبته المَسلوبة.. مِن تاج!
ابتلع ريقه بوجل ثم خرج مسرعًا مُستغفرًا مُتوجهًا للغرفةِ المقابلة التي حوت أهله وعائلته، طرق الباب مُستأذنًا ولم يدخل قبل أن يُؤذن له، ركضت ريتاج إليه ثم قفزت لتضمَّه في عناقٍ طويل وبكاءٍ حار أثناء قصِّها عليه ما سمعته ورأته وذاك الرجل الشرير الذي هجم على منزلهم وتشابك مع أوما ثم حاول قتله وهي كان تبكي خوفًا في الغرفةِ مع جدتها وتدعو الله أن ينتقم منه، بعد القليلٍ من الكلمات هدَأت فأنزلها برفق وقبل رأسها ثم توجه لكفِّ والِدته الحنون مُقبلًا إياه بحنوٍ وهو يسألُ عن حالها بينما هي كعادتها كانت مُتماسكة وحامِدة لله تثني عليه وتشكره على اخراجهم جميعًا منها بخير، في النهاية ألتفت بجسده دون وجهه المُنخفض أرضًا نحو زوجةَ أخيه قائلًا: ”حمدًا لله على سلامتك يا زوجة أخي، أعادكِ الله لنا سالمة“
شكرته بخفوتٍ وبكاءٍ مبحوح فهي تُحمِّلُ نفسها ذنب كل ما أصاب هذه العائلة الكريمة في عطائها واستقبالها بينما هي لم تكن لهم سوى سلسلة مِن المصائب التي لا تنتهي ورغم ذلك فهم لا يشكون أبدًا.
في تلك الأثناء كان سند قد صفَّ سيارة أدهم في المكان المُخصص لها بعد أن ترك له الأخير السيارة وركض نحو أهله ليطمئنَّ عليهم، توجه لمُوظَّف الاستقبال يسأله عن الغرفة المُخصصة لحَرم الدكتور أيهم فدلَّه الموظف البشوش عليها برسمية ليتجه سند إليها بحرجٍ، كان سند أكثرُ إحراجًا مِن أن يتطفل على عائلةِ أدهم بهذه الطريقة فجلس على الأريكة الحديدية المُجاوِرة للباب بارتباكٍ وهو يُفكرُ في أدهم وكيف كان يتصرف بعقلانيةٍ وحكمةٍ في مصيبتهم!
كيف كان يُشارِكهم كل شيءٍ ويدعمهم دون تطفل.. أيستطيعُ أن يَكون مِثله أم سيلبسُ صورةَ السمج الحِشريُّ أمامهم؟
في النهاية استقرَّ على أن يظلُّ مكانه ليكون موجود إذا أحتاجه أدهم لكن قبل هذا سيطرُق الباب ليُعطيه المُفتاح ويخبره أنه بالخارج.
بالفعل طرق الباب مرَّة وفي الثانيِة فُتِحَ لتطل مِن خلفه قصيرة حمراءُ الأنف والثغر، متلألئة العينين تهمسُ ببقايا بُكاء وبعض الجدية الكبيرة على عُمرها الصغير: ”نعم تفضَّل؟“
ارتباكُ سند وهو يهمسُ بتوتر وتلعثم مُتأثرًا بطلتها: ”أنا.. أنا..“
أغمض عينيه مُستغفرًا وهو يقول بنبرةٍ هادِئة في انفعالِها: ”هل هذه هي الغرفةُ الخاصة بالسيد أيهم؟“
فأجابت رِيتاج ببراءةٍ وهي تمسحُ أنفها بمِنديلٍ مُبلل رقيقٌ مثلها: ”تقصد أبي؟“
اربَكه صوتها فأومأ مُسرعًا وهو ينظرُ للجهةِ الأخرى بينما يمد يده باضطراب نحوها قائلًا: ”هذا للسيد أدهم أخبريه أنِّي بالخارج إن احتاج لشيء“ ثم لم يعطيها فرصة لتُجيبه وابتعد قائلًا: ”سلام“
زمَّت شفتيها بطفولةٍ وهي تضبط حجابها الورديُّ الصغير قائلة بانزعاجٍ لطريقته الغريبة: ”قليلُ الذوق“
أما سند فكانت وجنتيه مُحمرة يتصاعد لهيبها دون إرادةٍ منه وجملةٌ واحِدة تجول بعقلِه وخاطِره: 'تلك الفتاةُ وقعها على قلبِه كارِثة'.
❀•❀•❀
”لا يُهمُّ مَن معكَ يا طبيب المُهم أني أُريدُ لقائكَ لأمرٍ هام“ همست سيرين بجمودٍ وبرودٍ فسأل وائل باستنكارٍ: ”أي أمرٍ تُريدينني فيه!“
ابتسمت بقتامةٍ ثم قالت بخبث: ”أمرٌ كحقيقة أرملةِ أبيكَ مثلًا ومَن يُساعدها في الخَفاء..“
اكفَرَّ وجهُ وائل ليجدَ نفسه ينسحِبُ فجأة من جِوار طِلال الذي كان يُحادِثُ المُمرضةَ بلهفةٍ غريبةٍ عليه بعدما أخبرته أن غالِية استيقظت، وصل لممرٍّ جانبي فاسودت عيناه وقست شفتيه ليقول بحقدٍ حارِق وغِلٍّ شديد: ”أتعرفينه؟ مَن هو؟ وما غايَتُهما الأساسِيّة؟“
ابتسمت سيرين بشرٍّ ثم قالت بفحيحٍ وكُره: ”عليكَ أن تعلمَ أنكَ تدور في قاع خطةٍ قَذِرة قضت على عائلتك“ ثم صمتت قليلًا وقالت بلا مُبالاة: ”وقد حان دورُكَ لتقضي عليك، لن أُخبرك بأكثر من أن حياتك مُهددة وعليكَ أن لا تثق بأقرب الأقربين لك“ وقبل أن تُكمل جملتها بترها وائل وهو يقول بإصرارٍ: ”كيف سأتقي شرَّه إن لم تُخبريني بهويّته!
عليكِ إخباري بكينونته في حياتي يا آنسة على الأقل؟“
صمتت للمرةِ الثانية ثم قالت بعدما حسمت أمرها: ”عمَّك هو عدِوَّك الأول يا طبيب“ بعدها تابعت ببرودٍ: ”ليس مِن حقِّي امساكُ الخبرِ عنكَ لكنّي أستطيعُ أن أُأكد لكَ أنه سيكون أكثر المُستفيدين بتهورك وإثارةِ غضبك الآن ففكر جيدًا بعقلانية قبل أي قرارٍ تأخذه إن كنتَ حقًا تُريدُ القصاص“
وائل في تِلكَ اللحظةِ كان جامدًا بشحوبٍ يُحاكي شحوبَ الأموات بينما هتفت سيرين باعتيادية وهي تقضمُ قطعةً من تفّاحتها الحمراء الشهية عندما استشعرت سكونه المُبَرَّر: ”على العموم أنا وأنتَ على نفس القارب وغايتُنا واحِدة، هذا رَقمُ هاتِفي تواصل معي عليه بعدما تفيقُ من صدمتك إن كنتَ تُريدُ مُشاطرتي القصاص وأنصحُكَ بأن لا يعلمَ أحدٌ بعِلمكَ للحقيقةِ لأن هذا لن يكون في صالِح وأنا سأُعلِمُكَ لماذا في ما بعد، سلام“
أغلقت المُكالمة وقفزت عن مكتبها قائلة: ”اقتربت لحظتُكَ يا هِشام“.
❀•❀•❀
”السلام عليكم“
همس ببحةٍ مُختنقة رغم خشونتها عندما دلف إليها بعدما سمحت الطبيبةُ له بالدخول، ألتفتت ببطيءٍ وشرودٍ شاحب نحوه ثم بحركةٍ بطيئة تِلقائية جذبت طرف الشرشف الأبيض نحوها لتُغطِّي نصفَ وجهها فأشاح هو عينيه عنها ونظرَ أرضًا هامسًا بابتسامةٍ مُهتزَّة: ”حمدًا لله على سلامتك“
تطلعت إليه بغرابةٍ ثم أجابته بخفوتٍ شديد بالكاد سمعه: ”سلَّمكَ الله“ بعدها عادت بوجهها لتنظر أمامها ساهمة بفتورٍ في كلمات الطبيبةَ حين أبلغتها أنها فقدت القدرةَ على السير، لقد باتت قعيدة مُعاقة لن تقوى على إعالةِ حور أو حتى شراء طعامٍ لها!
للمرةِ الثانية اخترق طِلال خلوتها مع نفسها قائلًا: ”حور في بيتنا“ ترقرقت عيناها بالدموع لذِكر أختها موطنُ أرقها فسالت دموعها فوق وجنتيها وهي تنتبه بكُلِّ حواسها له لتهمس بحرقةٍ وصوتٍ مُختنق: ”حور!“
فقال بحسمٍ وهو يتقدمُ منها: ”مع أمي لا تقلقي عليها، هيّا ألا تُريدين الذهاب إليها؟“
أومأت وهي تُحاوِلُ الارتكاز على مرفقيها قائلة: ”اشكرُكَ على استضافتها أتعبناكَ معنا، حالًا سآتي لأخذها و..“
”بل ستأتين لتعيشين معها لا لتأخُذيها“ تجمدت مكانها وسقط الشرشفُ عن وجهها لتُطالِعه باستنكارٍ وعدم استيعابٍ قائلة: ”أين سأعيش!“
”معي“ قالها ببحةِ ذائبة لم يقصدها وهو يلتفِتُ لها فاشتعلت وجنتيها وجذبت الشرشف عليها حتى عينيها وهي تقول بانزعاجٍ: ”أنتَ قليلُ الأدبِ و..“
”تزوجيني“ قالها بلهفةٍ وسُرعةٍ فشحب وجهها وتراجعت حدَّتُها لتهمس باستنكارٍ وضياع: ”ماذا!“
”تزوجيني وعيشي معنا أنتِ وحور للأبد، وقبل أنت تقولي لماذا اسمحي لي أن أُخبِرُكِ أنني مُعجبٌ بأخلاقكِ وحشمتكِ وأُريدُكِ لي زوجةً“ لا يعلمُ كيف انفجرت كلماته في وجهها ولكن ما يعرفه أن الصراحةَ هي أفضلُ وأسهلُ طريقٍ للوصول لمُبتغاك.
بعد لحظاتٍ من الجمود الزاهِل سالت دموعها بمرارةٍ أشد وهي تقول ضاحكةً بسخريةٍ: ”أتسخرُ منِّي!
أذهب وسلِ الطبيبةَ عن حالتي أولًا وسترى أن عرضكَ هذا سيتغير، لقد بِتُّ قعيدةَ لا تضرُّ ولا تنفع“
اقترب طِلال منها قائلًا بحزمٍ وداخله يتمزقُ لتألُّمها: ”أين إيمانُكِ باللهِ؟ أنسيتِ قول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور﴾ أو قوله جلَّ وعلا: ﴿الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ﴾ أنا أعلمُ كل شيءٍ ولا يُهمُّني ما أصابك، أنا على يقينٍ أن الله وضعَ بما جرى لكِ خيرًا نحنُ أصغر من أن نلمسه، ما زلتُ عند كلمتي يا..“ وصمتَ يستشعرُ أسمها العظيمُ على قلبه، باللهِ التلفُّظ به ليس هينًا أبدًا، أغمض عينه وأخذ نفسًا عميقًا ثم أفرج عنه بتهويدةٍ حارّة قائلًا: ”غـالِية“
وصلتها حرارةِ أنفاسه فارتبكت وخفضت وجهها وهي تستشعرُ ضخًا قويًا وعنيفًا داخل صدرها بينما طِلال كان أكثر راحةً عندما صرَّح بمكانتها في قلبه فقال بابتسامةٍ خفيفة وقلبه يتراقصُ داخل صدره: ”عقدُ القرآن سيكون اليوم“
رفعت وجهها إليه بصدمةٍ فتابع بعدما غمز بعينيه بطريقةٍ لعوب لم ترها منه مُسبقًا: ”لن يكون زواجًا، سيكون عقد قرانًا فقط والزواج سنُؤجِّله قليلًا حتى تكونين مُستعدَّةً له“ لاحق غمزته بكلماته الجريئة والمُغلفة بنبرته وبحته المُميزة فخفضت وجهها مُجددًا بحياءٍ وهي مُشتتة لا تعلمُ أيَّ طريقٍ هذا الذي تنجرفُ نحوه دون إرادتها كأنها تنزلقُ داخله مُستسلمة ومُسلمةً أمرها لله وما يختاره لها.
أستأذن طِلال ثم خرج بسرعةٍ كي لا يزيد من إحراجِها فقابله وائل أمام الباب ساهمةً وكأنه كان على وشك الدخول فسأله طِلال بفضولٍ مُشيرًا لشروده: ”هل أنتَ بخير؟ ماذا هناك!“
انتبه وائل له فقال كاذبًا: ”لا شيء“ ليعترض طِلال بنزقٍ هاتفًا: ”لا تكذب“
ابتلع وائل ريقه ثم غير مجرى الحديث بمهارةٍ قائلًا: ”ما بكَ تبدو سعيدةً، هل غالية بخير؟“
أومأ طِلال بحماسٍ فابتسم وائل وقال ببساطةٍ: ”إذًا دعني أُسلِّمُ عليها و..“
”إلى أين!“ قاطعة طِلال بغيرةٍ ثم تابع مُتحججًا: ”تعلمُ أنها بملابس المشفى كما أنَّ وجهها مكشوفٌ و..“
فهم وائل غيرةَ صديقه على غالية لكنه أراد مُضايقته أكثر فقال بمُشاغبة: ”لكنَّكَ كنتَ بالداخِل فهل هو حلالٌ لكَ وحرامٌ علينا مثلًا!“
ليُشطِره طِلال المُلاعبة وهو يهمسُ بفخرٍ شديد: ”يُمكِنُكَ القول بأن الدقائق السابقة كانت حقِّي في الرؤية الشرعية“
”ماذا؟“
”حسنًا معك حق الرؤية الشرعية لمَن لم يتأكد منها بعد أمَّا أنا فكنتُ واثقًا مليون بالمئة أنّي أُريدُها ولذلك اعتبرني كنتُ أطلبُ يدها منها“
”أمجنونٌ أنت؟ الأمور لا تجري هكذا طِلال!“
جذبه طِلال بابتسامةٍ عريضة خلفه وهو يبتعدُ عن الغرفةِ قائلًا: ”الجنون قادم يا صاحبي، فاليومَ أنا عريس“
”مـــاذا!“
”هيّا يا وائل هناك الكثيرُ لنُنجِزه أم أنَّكَ علَّقت!“
❀•❀•❀
وصل وِضاء للمشفى بعد أن أعاد عفراء لترتاح في المنزل ليصل لمكان لصديقه الضابِطُ زياد فسلَّم عليه وعانقه هامسًا بخفاءٍ جوار أُذنه: ”طمئنِّي ما الوضع؟“ ليهمس زياد في ثقةٍ بدوره: ”الوضع تحت السيطرة، الرجلُ بخير والجريمةُ كانت مُحاولةَ دفاعٍ عن النفس“
أومَأ وِضاء شاكرًا ربه ثم سأل زياد باهتمام: ”ماذا سنفعلُ الآن؟“
تنهد زياد ثم قال بعملةٍ وجديةٍ شديدة: ”خياران لا ثالث لهما، سنترك القضية تأخذ مجراها ونوكِّلُ له مُرافِعًا ماهرًا أو يتنازل السيد سِراج“
اسودت عينُ وِضاء ليهتف ببطيء وتهجُّم: ”سيتنازل الصعلوك“.
❀•❀•❀
”هاتي ما لديكِ“ هتف بسوادٍ قاتِم فقالت بعملية ونبرةٍ شديدة الحزم: ”أمُستعدٌ أنتَ للخطوةِ الأولى؟“
أطال النظر بعينيها للحظاتٍ قبل أن يقول بحزمٍ وثقة: ”لم أكن مستعدًا أبدًا كما اليوم“
ثم ابتسم ابتسامةً داكنة هادِئة وهو يشيحُ بعينيه عنها فطالعته بتأثُّرٍ ضئيل تخلل قسوة قلبها لتتقدمه قائلة بصوتٍ خافت لم يتخلّى عبوسه: ”هيّا بنا، الوقتُ يُداهِمُنا“.
❀•❀•❀
وصلت لغرفتها في الفندق ثم بدأت في حَزم حقائبها بتوترٍ وهي تبتلعُ رِيقها عازمةً على أن تعود لعالمها سريعًا والهروب من ماضٍ حقير عاد ليُلاحِقُها بدناءةٍ كما فعل من قبل، كادت تضعُ حاسوبها النقَّالُ داخل الحقيبةِ لولا رنينُ هاتفها المجاور لحقيبة ملابسها فوق السرير فوضعت الحاسوب جانبًا وحملت هاتفها لترى أن المُتصل من رقمٍ خاص لا تتبينُ أرقامه، ابتلعت ريقها بوجلٍ ثم فتحت الخط بقليلٍ من التوتر ليُجيبها الطرفُ الآخر بنبرةٍ مهيبة: ”طلبتِ مني مُهاتفتك ودعوتكِ للحديث معي كعائلةٍ راقية تتصرفُ بعقلانية أليسَ كذلك؟“
عندما علمت أنه خالها استجمعت قواها وأجابته بثقةٍ وشراسة: ”ماذا تُريدُ يا سيد سلّاف؟“
”ضمَّكم لي“ جملته كانت موجزة واثقة ومُحددة تعرف مُرادها وتُشيرُ إليه فارتجفت بخفوتٍ ثم قالت برهبة حاولت إخفائها: ”سبق ورفضنا عرضك المشكور هذا“
”أتُريدين منِّي ترككم في العراء لتموتوا جوعًا كما فعلت أمكم!“ صاح بضيقٍ وغضبٍ مكتوم فأجابته بحدَّةٍ تُدافِعُ عن أمها: ”أمي لم تتركنا نموت جوعًا بل كافحت لآخر نفسٍ لها لتضمن لنا حياةً مستورة بالحلال ورضا الرحمن“
تهكم ساخرًا وهو يهتفُ بمرارةٍ: ”والحلالُ أماتها، ما تُسمينها بالحياة المستورة هذه لم تضمن لوالدكِ العيش وماتت فقيرةً لا تملكُ ثمن العلاج“
تساقطت قطراتُ الدمع بمرارةٍ فوق وجهها وهي تهتفُ بحرقةٍ: ”كان أجلُها، في ذاك اليوم انتهى عمرُها وذهبت لدار الخُلد عند رحمانٍ رحيم، حتى لو ملكنا يومها مال قارون لم يكن ليضر أو ينفع وقت وقوع القدر، إرادةُ الله يا خالي دائمًا فوق كل شيء وأمي لم تتوفى ناقصةَ عمرٍ لا سمح الله أما أنتَ فتُب لله وأرجع للحق يا عمي، أنتَ في غفلة وملذّات الدنيا تُعميك عن الحقيقةِ الواضِحة أمام عينك، نحن نرفضُ عرضك يا خالي، سلام“
اغلقت المكالمة بعدها وتوجهت بزراعها لحقيبتها تخرجُ منها صورة قديمة لوالِدتها البيضاءُ البشوشة، تساقطت قطراتُ الدمع من عينيها على صورةٍ لتمسحها برفقٍ ثم تضمها بقوةٍ لصدرها وهي تنهارُ أرضًا باكية بلهيبٍ يُشعِلُ صدرها هاتفة بوجعٍ مُضاعف: ”اشتقتُ لكِ يا حبيبةَ الروح والقلب، اشتقتُ لدفء صدرِك حين كنتِ تضُميني بحنوٍ وحب إليه“.
❀•❀•❀
كان سند برفقةِ أدهم الساهِم بشرودٍ شديد وحورية أحلامه لا تُفارِقه بعنفوانها ورقتها المُستترة وأخيرًا قِناعُ العبوس المُزيف خاصتُها، طالعه سند بقلةِ حيلة وهو لا يفهم سبب عودته لهذا الصمت القاتِل، لكزه بخفَّةِ في زراعه ثم سأله بخفوتٍ: ”ماذا حدث للدكتور أيهم؟“
”هو بخير يرتاحُ في غرفةٍ مُنفصلة، لن يسمحَ وِضاء لهم بأخذه لمركز الشرطة أبدًا“
”جيد“ همس وهو يزفرُ بارتياحٍ ثم سأله مُجددًا بحذر: ”إذًا ماذا بك؟“
ابتسم بثقلٍ وهو يقفزُ عن سور المشفى مُتجهً نحو البحر بنسماته القوية الناعمة قائلًا باستعجابٍ لحال الدنيا: ”ذاك الذي بالداخل كنتُ مستعدًا لمقاتله من أجل ابنته فرفض أخي التنازع معه والآن هو يُقاتله!“
ثم التفت لسند وهمس بندمٍ حارق: ”أنا السبب في كل ما يلقاه أخي اليوم.. أنا أقحمتُ تاج ورودين في حياتنا، أنا السبب في عداوةِ سِراج مع أخي، لم أخسر حبيبتي فقط بل أنا الآثم الأول لجعل الشرطة تُحقِقُ مع أخي وتعامله كمجرم بعد كل ما سعى لأجله وبناه في السنوات السابقة وقدمه لي منذُ خاصةً وفاة أبي“
شعر سند بالكثير من الخجل في تلك اللحظة فجزءٌ من تعاسةِ صديقه يحمِلُ ذنبه بسبب كون المتسبب في ما ألمَّ به هو ابنَ خاله، مع ذلك تقدم منه وقال ببسالةٍ أدهم حقًا في أشدِّ الحاجةِ لها: ”هذا قضاءُ الله وقدره يا أدهم، أخبرتني أنتَ هذا من قبل أتتذكر؟
أنا اليوم سأُردِّدُ لكَ كلمات أمي عندما كانت تراني مهزومًا ضعيفًا أنعي قلَّةَ حيلتي وأندبُ حظّي وما أصابني كما ردت لي من قبل كلمات أخاك؛ أستجلسُ لتبكي على الأطلال يا أدهم أم ستثق في حكمةِ ربَّكَ وتَقم لتتقدم كوتدٍ ثابت لا يخشى الصِعاب مهما كثُرت ولا تهزمه الشدائد مهما بلغت؟“ ثم وضع كف يده على كتف أدهم وقال بثقةِ: ”الله يبتلينا ليختبرنا“ رفع أدهم عيناه إليه يطالعه بتفكيرٍ عميق ثم هتف يزِمُّ شفتيه: ”تتحدَّث كأيهم!“ بعدها زفر مبتسمًا بشجن ثم قال: ”لكن معكَ حق في كل كلمة، فهمتُ الآن معنى وجود الصديق في حياتنا“ بعدها همس بحنوٍ غريب على شخصه وهو يشردُ بعينيه نحو البحر: ”محظوظٌ أخي بوضاء وياسيف“ ثم عاد بعينيه لسند قائلًا بامتنان: ”وأنا الآن محظوظٌ بكَ يا ذا الشبر والنصف“ ضحك سند فجذبه أدهم خلفه من عنقه قائلًا: ”هيا لنُعيد النساء للمنزل أحتاج مساعدتك“
خفق قلب سند وتلعثم قائلًا: ”نساءُ مَن؟“
”أمي وزوجة أخي وابنته“
فتضرع سند وهو يبتلع ريقه بتوتُرٍ وخجل: ”يا ربِّي الرَحمَة.
❀•❀•❀
انتظرها أمام غرفتها في المشفى بعدما أرسل لها مع المُمرضة فستان شفون فضفاض ورقيق باللون السُكري عليه حجاب ونقاب بنفس اللون وبالطبع لم ينسى الجوارب والقفّازات والحذاء بعدما ساعدته آلاء في شِرائهم وإحضارهم له، فُتِحَ الباب لتخرج منه بخفوت وخجل تُجَرُّ فوق كرسيها المُتحرك والمُمرضة تدفعها بابتسامةٍ هادئة هامسة لطِلال: ”مُبارك يا دكتور“
انتبه طِلال المسحور بهالة حبيبته القابعة أمامه بحياءٍ وتيهٍ يصله بوضوح لكلمات المُمرضة فأجابها بابتسامةٍ مُرتعشة: ”بارك الله بكِ“
ثم استدار حول الكرسي المُتحرك وبدأ في دفع غالية بتروٍ حتى ابتعدا عن المارةِ قليلٍ فهمس بمشاعِر تختلجُ بصدره: ”وجهتُنا الآن لمَن سيربطُ اسمينا للأبد بقسمٍ مُقدس“
ارتعش بدنها وخفضت رأسها بحياءٍ أكثر وهي تقرصُ جانب شفتيها بأسنانها فاتسعت ابتسامة طِلال وهو يدفعها أسرعَ قليلًا كأنه يُسابِقُ الريحَ للوصول لهذا المَأذون، بعد دقائق قليلة وصلا لمكتب الزواج الشرعي بصحبةِ أمه وأبيه ووائل صديقه وشيخُ المسجد صديقُ والِده وبالتأكيد العروس، سأل المَأذون بعمليةٍ وابتسامةٍ واسعة: ”مَن وَالي العروس؟“
فقال مُحمَّدٌ بحنوٍ: ”أنا يا شيخ إن شاء الله“ ثم التفت لوائل وشيخُ المسجد وتابع قائلًا: ”والشيخُ مُصطفى ووائل سيكونان الشاهدان بإذن الله“
أومأ الشيخُ بابتسامةٍ بشوشة ثم بدأ صيغته المُعبرة عن الزواج الشرعي خاتمًا حديثه بجملته الشهيرةُ: ”بارك الله لكما وبارك عليكُما وجمع بينكُما في خير“
فالتفت طِلال بعشقٍ وقلبٍ دامي لمحبوبته الجليسة جواره على الكرسي المُتحرِّك ليمُدَّ يده لها بارتعاشٍ يحتضنُ كفها داخل كفيه مُستشعرًا حرارتها الخجولة هامسًا بقلبٍ ينتفضُ لوعةً بقربها أخيرًا: ”مُبارك يا عروسي الغالية“
لم تستطع من حرجها أن ترفع عينيها إليه لكنها بتيهٍ خفضت رأسها فمال طِلال نحوها وقبَّل قمَّة رأسها أمام الجميع هامسًا بصوتٍ خافت لم يسمعه غيرها: ”صرت الآن يا غالية جزءً من روحي أنا كُلِّي فِداءً له“
رفعت رأسها إليه مُتفاجِئة والدموع تلمعُ في عينيها، أيُجامِلُها بهذه المَهارة أم أنه حقًا يُكِنُّ لها كل هذا الحب!
غمرتهما سحابة من المُباركات انتهت بخروجهم من المكتب وخروجهم للسيارةِ حيثُ كانت لؤلؤة باقية مع حور تُحاوِل الهائها حتى موعد خروج أختها، ”هانت يا صغيرة لا تقلقي، لن يُؤذيكما أحدٌ مُجددًا“
انتهت جملتها بشجنٍ ثم اتسعت عينيها بابتسامةٍ كبيرة قائلة بسعادةٍ: ”ها قد أتى طِلال وغالية“
ابتعدت حور عنها بسرعةٍ والتفتت نحو مدخل البناية التي صعد إليها والدي طِلال منذُ قليلٍ ومعهم شيخ المسجد فرأت غالية تُدفَعُ بكرسيها المُتحركُ من قِبل طِلال المُبتسم أخيرًا منذُ ما أصاب أختها، كانا يخرجان من المصعد ثم بوابةِ البناية والجميع من خلفهما يبتسمون بهدوء فصاحت حور غيرَ مُصدقة والدموع تهطل من عينيها: ”لولي!“
رفعت غالية عيناها مُتفاجِئة لتفتح زراعيها بلهفةٍ لأختها الحبيبةُ الصغيرة وكل ما بقى لها من عائلتها والدموع تسيلُ من عينيها، فتحت حور باب السيارةِ وركضت نحو أختها ببكاءٍ ولهفةٍ قائلة كأنها لم ترها منذُ قرون وليسَ مُجرَّدَ ليلةٍ واحدة: ”غالية، اشتقتُ لكِ!“
استمر بكاء الفتاتان الصغيرتان في مشهدٍ يُبكي الحجر، الجَميعُ كانَ مُتأثِّرًا حتى تقدمَ منهما طِلال واجلسَ حور على ركبته برفقٍ وهو يحتضنُ كفَّ غالِية للمرَّةِ الأولى قائلًا بحنان: ”ها قد وفَّيتُ بوعودي يا حور“ ثم ألتفت لغالية وابتسم قائلًا بخفوتٍ شديد لم يصل إلَّا لأُذن غالية وحور: ”لا تخافا أنني معكما بقلبي وروحي حتى آخر قطرةٍ بدمي“ طالعته غالية بفيضٍ من الامتنان مما جعله يخجل قليلًا ومشاعره تُثار بفرحةٍ غامرة فاستقام حاملًا حور بيدٍ وبالأخرى بدأ بدفع كرسي غالية قائلًا لأهله بسعادة: ”هيّا للمنزل فلدينا احتفالٌ غدًا“
استقبلتهما لؤلؤة الرقيقة التي همست لأخيها بنعومةٍ وخجل من العروس الجديدة: ”مُباركٌ لكما“ ثم ضحكت قائلة بمُزاحٍ لطيف: ”تعلمين يا عروس أخي هذا طوال عمره حقود، لم يتحمل أن أتزوج قبله فقرر سرقة حورية جميلة والزواج منها في ظرف أربع وعشرين ساعة فقط لا غير“
ابتسمت غالية من بين دموعها فتابعت لؤلؤة بتحدٍّ طفولي: ”لكني لن اسمحَ له وسآخذُكِ للنوم معي الليلة والحديث طوال الليل“ ثم صاحت بفرحةٍ غامرة: ”يا إلهي سنكون صديقتين“
ضربتها والدتها برفقٍ فوق رأسها قائلة: ”هيَّا يا ذاتَ اللسان الطويل لنُكمِل في المنزل“ بينما ودَّع مُحمَّد الشيخَ مُصطفى ليرحل الأخيرُ فوق دراجته النارية ويتقدم مُحمَّد منهم قائلًا مُبتسمًا: ”النساءُ سيركبنَّ بالخلف إلّا جميلتي حور ستركبُ معنا في الأمام“
أنزلَ طِلال حور التي صاحت بفرحةٍ غامرة ثم ركضت لتركب في الأمام بينما اقترب طِلال من غالية الخجولة وقد قرر حملها، انتبهت ألاء لفعلته فقررت مُساعدته وتشتيت الأنظارِ عنه لتفتح باب السيارةِ لوالدتها قائلة بتدلل: ”أدخلي أنتِ يا أمي سأركبُ جوار الشباك“
”يا لكِ من طفلة، أعانكَ الله يا ياسيف“ تذمرت الأم لتضحك لؤلؤة بخجل وهي تتذكرُ حبيبها الغائب والذي لم يُحدِّثها اليومَ ولا مرَّة على غيري العادة!
انحنى طِلال وحمل لؤلؤة النحيلة بين يديه يَدٌ أسفلَ ظهرها والأخرى أسفلَ ركبتها يضمُّها لصدره بحنوٍ لترتعشَ بين يديه ويتصلبَ جسده مُتأثرًا بقربها، فتح باب السيارة وانحنى برفقٍ لينُزلها فتشبثت بقميصه بقلقٍ ليهمسَ داخل أذنها بحنو: ”لا تقلقي أنتِ الآن في أمانٍ وسطَ عائلتك“
دمعت عينها لتُبعد يداها برفقٍ ثم قرَّبت رأسها منه قائلة بارتعاشٍ شديد: ”والدي لم يَمت“.
❀•❀•❀
دلفا لمكتبه بتروٍ بعدما خرجت ماهي تولولُ نحو المشفى المُحتجزُ به زوجها، رفعت تاج لوحةَ أبيها العملاقة والتي كانت موجودة خلف مكتبه على مسافةٍ مِرتفعة نوعًا ما ثم اشارت لخَيَّال على مَخبَأ الخزنةِ المنشودة قائلة بحزم: ”ابي يحتفظُ بأسراره وكل صفقاته المشبوهةُ هنا“ تقدَّم خيّال مِن الخزنةٍ يتفحصُها بتدقيقٍ ثم سألها بعمليةٍ: ”ألا تعرفين الرقم السرِّي؟“
فأومأت وهي تهمسُ بابتسامةٍ مَريرة: ”بلى أعرف، كنتُ مَخزَنَ أسرار أبي يومًا، كان يُعِدُّني لأكون ذكرًا“ ثم شردت قليلًا لتُتمتم بخفوت: ”تارِيخٌ غريب لا أعلمُ مُناسبته لكنِّي أعلمُ أنه ليسَ مُجرَّد تاريخ عابِر وإنما خلفه سِرٌّ لم اكتشفه بعد“
طالعها خيّال بنظرةٍ مُختلفة جديدة عليه بها بَعض المشاعر التي لا يعرِفُ لها تفسيرًا ثم قال بصوتٍ أجش: ”أستكتُبينه؟“
فاقت من شرودها لتُطالِعه بنظرةٍ عميقة قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا وتُذهبَ بحزمٍ لتكتبه بسرعةٍ فتفتح الخزنة بسهولة لتمدَّ يدها وتأخذَ ما أتت لأجله قائلةً بابتسامةِ نصر: ”إليكَ ما وعدتُكَ به“
جذب خيّال منها الظرفَ بقوةٍ ليفتحه ببعض الخشونةِ فتسقط منه ما صعقة!
ابتلعت تاج ريقها عندما تحوَّلت ملامِح خيّال في لحظةٍ أمامها لتعلم أنها فتحت عليهما أبواب جهنم.
❀•❀•❀
تقدَّم وِضاء مِن أدهم قائلًا بعملية: ”سِراج فاق والآن باتت القضية سهلة فهو مَن تعدّى على أيهم في منزله بشهادة الجميع حتى الشرطة أكدت أنهم عثروا عليه في القصر وتفحصوا كاميرات المُراقبة التي أثبتت ذلك؛ أيهم في أمانٍ الآن سيرتاحُ قليلًا ثم يعودُوا معنا للمنزل“ حَمدَ أدهم ربه بينما ابتسم سند باتساعٍ ليسأل وِضاء باستغرابٍ: ”ألم ترى ياسيف؟“
نفى أدهم قائلًا: ”هل أتصلت به؟“
فقال وِضاء بشرودٍ وقلق: ”هاتِفه مُغلق منذُ الصباح وحارِس بنايته يقول أنه لم يعد منذُ خرج على استعجالٍ ليلةَ أمس!“.
❀•❀•❀

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مُبارك 🥺❤
طالت الغيبة أنا عارفة بس حصلت أحظاث كتيرة جدًا جدًا زي خطوبتي وكتب كتابي وكمان كل يوم كنت بنزل اشتري جهازي ودوشة كبيرة جدًا فاعذروني فضلًا ❤️‍🩹
كمان امتحاناتي قربت فسامحوني لو حصل تقصير تاني بس بإذن الله هحاول على قد ما أقدر مغبش 👈👉
بإذن الله نقدر ننزل فصل كل أسبوع 😍
.
.
.
تصدقوا لو قولتلكم أن أنا كنت ناسية الأحداث واضطررت أعيد فصول كتيرة علشان افتكر 😂😂🙈
خير الحمد لله المهم رجعنا يا غوالي 🎊🥳
يلا صحصحوا معايا ووصلوا الرواية لـ 10K تبقى القليل فقط 🤏💥
وشاركوني كدا توقعاتكم 🤌😂
وحشتني واللهِ كومنتاتكم 🫂💙

مُنىٰ علاء شاهين
الجيش الأزرق Blue army 🌍💙

استوصوا بالحبيب غزلًا "للكاتبة منى علاء شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن