27

76 4 0
                                    

لقد أراد حرق نفسه بالفعل
لقد شعر تايهيونغ و كأن كل شيء إنهار أمامه فقد إحساسه الخارجي إلى أن شعر بتلك اليد اللطيفة التي وضعت على شعر و ما إن رفع رأسه ينظر في تلك العينين البريئة التي كدست فيها كل براءة العالم حتى نطقت هي
"أنت هو العم تايهيونغ أليس كذلك؟! "
أومأ لديانا و هو لم يزح عينيه عن وجهها أبدا لم يشعر في حياته بهذا الدفئ الذي شعر به و هو ينظر لتلك الطفلة التي أبعدت يدها عنه و إتجهت للجلوس بجانبه و هو لازال يتبعها بعينيه
"ها انت تبكي مجددا مثلما يبكي أبي كلما دخلت أمي المشفى....  دائما مايخبرونني أنني الطفلة الوحيد الموجودة هناك لكن انتم من تتصرفون بطفولية لقد وعدتني أمي بالفعل انها لن تتركني أبدا و لم يسبق لها أن أخلفت بوعدها لي أبدا "
إنكمش قلب تايهيونغ بألم و هو يستمع لحديث تلك الجالسة بجانبه و دموعه بدأت بالنزول بشكل مبالغ فيه
إلى أن جحضت عينيه بصدمة من حركة تلك الصغير حيث أنها وقفت من مكانها و جلست في حضنه و كوبت كلا وجنتيه داخل يديها الصغيرتين و إبتسمت له إبتسامة خطفت قلبه ثم بدأت في مسح دموعه إلى أن جفت ثم عادت لتكوب كلا وجنتيه بيديها مردفة بإبتسامة
"دائما أبي كان يحكي لي انا و أخي عنك و كيف أنكما صديقان مقربان و مثل الاخوة و أمي دائما ما كانت تحكي لي عن العم يونغي و كم تحبه لهذا أريد إخبارك بسر صغير "
همست له بطفولية و كأنها سوف تخبره أخطر سر في هذا عالم ليبتسم الآخر على لطافتها و هو يومئ لها لمتابعة كلامها
"أنت و العم يونغي المفضلين لدي أحبكم أكثر من العم جيمين و الاخرون "
ليضحك الآخر من أعماق على جملتها لا يعلم لما شعر بالغيرة فجأة من جونغكوك حسنا هو لم يشعر بالغيرة منه فقط بل حسده و بشدة لتعانقه الأخرى و هي تقول له
"أنت صديق أبي و هو يحبك كثيرا لذلك مثل إبنتك ولا تبكي مجددا "
ليهمس لها الآخر بصوت مكسور لم تسمعه هي لكن سمعه ذاك الواقف خلفه
"ماذا لو لو كنتي إبنتي أنا "
"لكنها ليست كذلك  "
إنحنى نحوه جونغكوك و هو يأخذ إبنته من حضن ذلك الجالس أمامه و هو ينظر له نظرة مليئة باللون و المعاتبة و أخرى كأن جملته لم تكفي فأتبعها بنظراته الحارقة التي تخبر الآخر أن يبتعد عن إبنته
فقفزت ديانا في حضن والدها و هي تدفن رأسها في جوف رقبته
"أبي أريد النوم "
"حسنا صغيرتي سوف آخذك للبيت لكن أين هو أخيك "
"إنه مع ذلك العم الطويل "
"حسنا هيا بنا لجلب أخاك "
إتجه جونغكوك نحو الشرفة حيث جين واقف و هو يراقف ديانا منذ خروجها من الشرفة لم تغب عن عينيه أما ثيودور فقد كان قد نام بالفعل فوق الكرسي دخل جونغكوك الشرفة و إبنته في حضنه التي لا يعرف حتى متى نامت او كيف نامت بهذه السرعة
"جين هل يمكنك أن تأخذ الاطفال لبيت يونغي "
"سوف أخذهم لبيتي أمي هناك و سوف تعتني بهم "
"لا ديانا لا تستطيع البقاء مع أحد غير يونغي لا اريدهم أن يفزعوا عندما يستيقظوا و يجدو نفسهم في بيت غريب "
"حسنا سوف آخذهم ليونغي "
حمل جين ثيودور بينما لحق به جونغكوك حاملا ديانا وضعها في سيارة جين و إلتفت عائدا لغرفة زوجته قبل ان يفتح باب الغرقة نظر نحو الشرفة حيث كان جين سابقة حدق قليلا بتايهيونغ الواقف هناك و يدخن بشراهة ليقرر تجاهله و الذهاب لزوجته
دخل ووجد جيمين جالسا عند رأسها بينما نامجون كان قد أعاد سيلا لغرفتها بعد أن فقدت الوعي أما جايهوب فكان جالس عند قدمي إيڨا التي كانت نائمة بالفعل إستقام جيمين من مكانه و إتجه نحو جونغكوك
"هل أنت بخير جونغكوك! "
"لا "
"تستطيع الذهاب لترتاح قليلا سوف أبقى معها هنا"
"لست بخير لأن زوجتي ليست بخير و ليس لأنني لم أنم "
"لكن رغم ذلك تحتاج للراحة "
"لا "
تجاهله جونغكوك و إتجه للجلوس على الأريكة المقابلة لإيڨا بعد ان طلبومن جايهوب و جيمين المغادرة

مر أسبوع و قد خرجت سيلا من المشفى و حالتها بخير و كذلك خرجت إيڨا من المشفى لأنها تكره أجواء المستشفيات كان حالة متدهورة لكن أصدقائها لم يتركوها لوحدها و قد تمكنو بالفعل من إقناع جونغكوك بالمكوث في بيت الاصدقاء و لقد كان ذلك في الاصل طلب إيڨا و قد كانو جميعا مقيمين في البيت المشترك لقد كان كبيرا جدا ليسعهم جميعا
كان أطفال سيلا يضيفون جوا للبيت كان الجميع يستلطفهم و يعتنون بهم لم يتركوهم أبدا يشعرون بالحزن لمرض أمهم

صوت دقات بيت ما أفاق إيڨا من شرودها فهي كانت وحدها في غرفتها أذنت للطارق بالدخول و لم يكن سوى تايهيونغ
جلس على الكرسي المقابل لها
"هل انت بخير "
اردف و القلق يغلف عينيه
"بخير "
اجابته بصوت ثابت لكن منخفض ليدوم بعدها الصمت بينهم لأكثر من عشر دقائق فمذ مجيئها لهنا و منذ وضع قدمها في هذه البلد مرة أخرى لم يكن هناك أي حديث بينهم سوى بضع المراة القليلة مثل "كيف حالك" "بخير شكرا " بالأصل جونغكوك لم يتركها لوحدها أبدا لكنه اليوم ليس في المنزل لقد أخذ طفليه لتسجيلهم في الحضانة ليقطع تايهيونغ الصمت الذي دام لمدة طويلة
"أنا آسف "
لترفع الأخرى رأسها و هي تعقد حاجبيها بإستغراب ليواصل الآخر كلامه
"آسف على كل شيء......  آسف لأنني كنت السبب في إنهيارك......  آسف لأنني لم ألحظ مشاعرك بينما كنت أحترق في مشاعري نحوك.......  آسف لأنني كنت أننا و خفت من الرفض......  آسف لانني أحببتك لدرجة فضلت بأن تبقي بصفتك صديقتي و بجانبي بدل معرفتك بمشاعري و تركي.......  آسف لأنني لم أحاول إنجاح علاقتنا "
"أنا التيكنت أنانية في إخفائي مشاعري نحوك لكن ما أنت تشعر به الآن الآن و تلوم نفسك عليه هو مجرد شعور بالذنب و ليس حبا لذلك توقف عن لوم نفسك فالندم لن يفيدك في شيء"
قاطعا صارخا
"ليس ندم إنه ليس شعور بالذنب بل أحببتك منذ أول يوم رأيتكي فيه أحبتتك لحظة إلقائك التحية على جونغكوك ذلك اليوم في المقهى أحببتك لدرجة أرعبتني فكرة أبتعادك عني أحببتك لدرجة أنني كنت أغار من جونغكوك لأنه كان الاقرب لك أجل كنت أعلم أن جونغكوك كان يحبك بل و هو أحبكي قبلي لكنني تظاهرت بأني لا أعرف شيء تجاهلت حبه و غصت في حبي و هوسي بكي أكثر...... ذلك اليوم لم أكن ثملا بل كنت في كامل قوايا العقلية و كان أجمل يوم في حياتي مثلت عليكي الثمالة لانني كنت أظن انكي لاتكني لي أي مشاعر كنت اعلم أنك مجروحة من شيء ما و تلك الليلة سوف تكون عابرة بالنسبة لكي فمثلت الثمالة عليك كي لا تشعري بالاحراج مني لم أكن أعلم أن تلك أسوء خطوة اقوم بها في حياتي إيڨا أنا....... "
"تايهيونغ أنت تملك زوجة صحيح لم أرى إبنتك لكنني أراهن أنها في عمر دياينا و ثيودور "
قاطعته الاخرى قبل ان يكمل الآخر كلامه لينزل رأسه أرضا من كلامها لقد كسر من كلامها و تذكر غلطته التي كسرت كلاهما و ليس هي فقط
"إسمعيني رجاءا "

نجميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن