23

84 4 0
                                    

"باباااااا"
كان ذلك الصوت الطفولي الذي صدع خلف جونغكوك هو ما أخرس الجميع لتشق إبتسامة واسعة وجه جونغكوك إبتسامة خالية تماما من التصنع مليئة بالمشاعر و إستطاع الجميع رؤية ذلك ليلتفت ناحية الصوت و إذا بكائنين واقفين أمام إمرأة جمالها الصارخ كان لافتا لكل الأنظار ليركض الكائنين إتجهاه و يفتح لهم الآخر ذراعيه و هو ينحني لهما ليحملهما و هو يبتسم على لطافتهما و كيف يحضنانه و يعانقانه
"لقد إشتقت لك بابا "
"أنا كذلك عزيزتي لن أبتعد عنكم مجددا "
ليضع كلا الطفلين من يديه و يتجه لحضن تلك التي لم تتحرك من مكانها و كان حضنهما دافئا مليئا بالمشاعر
لم يستطع أولائك الواقفين ورائه توزيع صدماتهم بالتساوي بين أولائك الطفلين اللذان يناديان جونغكوك ب بابا او بين تلك الواقفة التي حبست انفاسهم التي ما إن رأو وجهها
"بابا لما يحدق بنا هذا العم هكذا "
اشارت ديانا على جيمين الذي كان فمه مفتوحا و هو يشاهد هذا اللقاء العائلي الذي لم يكن يعلم حتى بوجود عائلة كهذه
ليبتسم جونغكوك و هو يعي على نفسه انه قد نسى أمر أصدقائه و ها هو الآن واقف أمامه و كلا الطفلين متشبث بقدميه و كأنهم يختبأون من الواقفين امامهم
"اعلم يا رفاق انكم تشعرون ببعض الحيرة لكن سوف أوضح الأمر......  هاذين هما ولداي ديانا و ثيودور و هما توأمان و هذه... "
انهى كلامه و هو يجذب تلك الجميلة من خصرها نحوه
"إنها زوجتي و انتم تعرفونها بالفعل فعزيزتي إيڨا لا تحتاج لتعريف "
"اظن انني سوف افقد الوعي "
امسك جايهوب رأسه و هو يتصنع الألم مردفا بنبرة مصطنعة هي الاخرى لتبتسم إيڨا على حركته
"اووه عزيزي جايهوب لو كنت اعلم أن عودتي سوف تسبب لك كل هذا الانزعاج لما عدت أبدا "
"اللعنة هل تمزحين انت بعيدة عنا لخمس سنوات و تأتين الآن لتخبريني ان عودتكي ضايقتني...  تعالي هنا "
اردف جايهوب بتذمر و هو يفتح ذراعيه راكضا لضمها إلى أن وقف بينهما جونغكوك ليضمه جايهوب من شدة إندفاعه نحوها ليتذمر الاخر بنبرة ساخر
"و ها هو بدأ في فرض تملكه...  انها صديقتي قبل ان تكون زوجتك.....  و مهلا إنتظرا كيف تزوجتما و بالاصل كيف إلتقيتما ألم تكن انت تعيش في سويسرا و هي مكانها غير معروف فكيف إنتهى الامر بكما متزوجين لا و أتيتم و معكم كائنين صغيري "
"ديانا ديانا إسمي أيها العم و هذا أخي ثيودور و لسنا كائنين "
نطقت ديانا و هي ترفع رأسها نحو الضخماء الواقفين امامها  بالكاد كانت تصل لركبة والدها ليبتسم جايهوب على لطافتها و يجثو على ركبتيه مقابل لها
"حسنا لكنني املك إسما أجمل لكي "
"لكنني أحب إسمي "
"لكنه ليس أجمل من الاسم الذي أريد مناداتك به "
"حسنا ماهو هذا الاسم "
"اممم إنه إسم مميز جدا بالنسبة لي و انت أول شخص سوف أناديه بهذا اللقب....  ما رأيك أن نضيف تعديلا صغيرا لأسمك و بدل أن اناديك بديانا سوف أندهك بالامير ديانا "
لتتوسع إبتسامة ديانا بعد ان سمعت بما ناداه و قبل ان تجيبه سبقها اخوها بذلك
"كف عن التغزل بأختي أيها العم انت كبير بالفعل للتغزل بطفلة عمرها خمس سنوات "
و حسنا لم يستطع جايهوب إجابته بسبب ضحكة جيمين الذي إنفجر بعد ان حصر طفل ذو خمس سنوات صديقه الضخم في الزاوية اما جونغكوك و إيڨا فهم يستمرون بالابتسام و هم ينظران لطفلاهما ليتقدم بعدها يونغي نحو إيڨا بإبتسامة لطيفة و سعيدة حاضنا إياها فلقد كان يونغي هو الإستثناء الوحيد الذي بإمكانه لمسها
"مرحبا بعودتك إيڨا "
لتبادله العناق و هي تشكره فلقد كان إشتياقها له قد تخطى كل الحدود فعلاقتهما تخطت الصداقة بمراحل و كان بمثابة عائلتها التي لم تكن معها وقتها
لازال جيمين و تايهيونغ متجمدين مكانهم إلا ان صدمة تايهيونغ قد تخطت الحدود بعد ان ألقى جيمين التحية عليها ها هو تايهيونغ واقف بجمود يحدق بجونغوك بطريقة لم تفسر أبدا كانت أعينه فارغة بالفعل إلى أن هزه جيمين من كتفه هامسا له
"تاي لا تتهور إنه صديقنا و هي صديقتنا قبل كل شيء انت واضح جدا هيا فلترحب بها "
ليعود جزء صغير منه لوعيه لكن الهالة المظلمة التي إكتسحته قبل قليل لازالت محيطة به
ليذهب نحوها قاصدا عناقها لولا هي التي مدت يدها لها لمصافحته
حدق بيدها لثواني و كأنه لم يستوعب حركتها الجريئة بعد ليبتسم بزيف و بادلته هي الأخرى
"مرحبا بعودتك عزيزتنا إيڨا "
"شكرا لك تايهيونغ "
ليحول نضرته نحو الصغيرين اللذان لازالا متمسكين بقدمي والدهما لقد كانا ينظران له بأعين الجراء البريئة لقد كانت الفتاة شقراء كوالدتها ذات خصلات ذهبية طويلة عكس والدتها التي كانت دائما ما تصبغ شعرها بالاسود لكنه و اللعنة كان يليق بها....  كانت الفتاة الصغير جميلة جدا ترتدي فستانا أزرقا بلون السماء يبرز شحوب بشرتها و عينها العسليتان و الانف الصغير لقد كانت جميلة حقا اما الولد فلقد كان يمتلك ملامح حاد و شعرا ذهبيا كشعر أخته و ما زاده خطفا للأنفاس هما الغمازتين اللتان كانتا ظاهرتين حتى و هو يدعي العبوس لم يكونا التوأم بمتشابهين لكنك بمجرد رأيتهما سوف تستطيع ان تعرف فورا انهما توأمان
"جونغكوك ولداك حقا لطيفان "
"أعلم ذلك حتى انني اريد أكلهم أحيانا "
اجابه جونغكوك بنفس النبرة المبهمة التي مدح بها تاي اطفاله
برغم من تلطيف التوأمان للأجواء لكنها مشحنة بكل الطاقات السلبية و اهمها الغضب و الحزن و الشتم الداخلي
ليكسر يونغي تلك النظرات الغير المفهومة التي كانا يحدقان بها الصديقان ببعضهما
"هيا يا رفاق سوف نذهب لمنزلي الللية فسوف اقوم بوليمة هناك بمناسبة عودة صغيرتي و طفلاها "
ليوسع جونغكوك عيناه و هو ينظر ليونغي
"صغيرتي؟!؟ "
"اجل صغيرتي ما بك هل تعترض على ذلك "
"هيونغ هذه التي تناديها بصغيرتي إنها زوجتي "
"و إن كانت ما دخلي أنا لطالما كانت صغيرتي و سوف تبقى كذلك طبق غيرتك و هوسك بها على شخص آخر..... هيا بنا صغيراي سوف يأخذكم العم يونغي لمنزله  "
قذف يونغي كلماته على جونغكوك الذي ملامح الانزعاج كانت واضحة على وجهه و إيڨا تنظر له و هي تضحك بينما يونغي إتجه لحمل الولدين لتقهقه ديانا حينما حملها لانه دغدغها بالخطأ لتوجه بكلامها لأبيها
"أبي لقد أحببت هذا العم أنه لطيف....  و انظر إليه يا ثيودور إنه يشبه القطط حقا "
خاطبت ديانا كل من أباها و أخاها
"أجل لا بأس به على الاقل ليس متحرشا مثل ذلك العم "
اردف ثيودور بعدم إهتمام ليشير بإصبعه نهاية كلامه و ملامحه تصبح غاضب نحو جايهوب الذي شرق و هو لم يكن يشرب شيء بالاساس ليضحك الجميع عليه فيبدو ان جايهوب قد إمتلك عدو قويا بالفعل
و كل هذا تحت نظرات تايهيونغ الفارغة التي لم تغب عن جونغكوك و يونغي و كذلك جيمين أما إيڨا فكان همها الوحيد هو الإبتسام و التحديق المستمر في طفلاها و زوجها مما زاد من إشعال قلب تايهيونغ أكثر كلما رأها تحدق بجونغكوك بإبتسامة صادقة
"أنا آسف هيونغ لكن إيڨا بحاجة للراحة فهي قضت ساعات طويلة في الطائلة وكذلك الطفلان بحاجو للراحة سوف إخذهم للبيت ليرتاحو و غدا سوف نأتي لزيارتك "
و قبل أن يومأ له له يونغي متفهما قاطعته إيڨا
"لكنني اريد اريد الذهاب عند يونغي "
"لكن عزيزتي انتي تحتاجين الراحة هل نسيت ما...... "
ليقطع كلامه قبل ان يكمل ليضيق يونغي عينه و كأنه هناك حلقة مفقودة عيه أكتشافها حالا و ما إن رأى جونغكوك تلك النضرات حتى واصل كلامه
"حسنا سوف نذهب لعند يونغي مساءا لكن الآن سوف تذهبين للمنزل انت و التوأم لترتاحوا قليلا"
"حسنا "
ما إن أومأت له أيڨا حتى نطقت له خليفة امها من جهة أخرى
"أبي هل أستطيع الذهاب مع هذا العم "
"لا ديانا و الآن إنزلي حتى نذهب للبيت "
رفض جونغكوك و هو يتجه نحوها لإنزالها من حضن يونغي التي كانت متشبثة به
"جونغكوك هيا دعها هي تريد ان تأتي معي و إضافة لذلك لا تخف  عليها أنا جيد في التعامل مع الافطال و سوف أجعلها تنام جيدا لا تقلق"
ليحدق به جونغكوك لثواني ليومأ له بقلقة حيلة لتشهق ديانا بسعادة و هي تشد على عناق يونغي ليسحب ثيودور جونغكوك من بنطاله فهو كان واقفا عند قدم يونغي ممسكا بيده
"ابي سوف أذهب أنا لحراسة هذه المتهورة لا تقلق عليها فأنا لن أبعد عيني عنها"
لتقلب ديانا عيناها بملل و هي تعيد خصلات شعرها المفرود للوراء بغرور
ليومئ جونغكوك لطفلة
"حسنا عزيزي إعتني بأختك جيدا و لا تدعها تأكل الكثير من الحلويات......  و انت ديانا احسني التصرف"
ليومئ له كلا التوأمين في حين قادهم يونغي للسيارة تبعه جونغكوك و إيڨا لسيارتهم في حين ترك الثلاثة الواقفين خلفهم يحدقون بظهورهم لقد كان ثلاثتهم يحدقون في نفس الوجهة و بنفس الاشخاص لكن لكن مهم نظرته الخاص فمن كانت نظرته سعيدة و الآخر سعيدة كذلك لكنه خائفة الثالثة غاضبة و كذلك خائفة في نفس الوقت لكن الغضب هو ما كان يسيطر عليها
و انتم بالفعل تستطيع تحديد كل نظرة لمن تنتمي

"هل انت بخير "

نجميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن