البارت الثامن عشر ♥الجزء الثاني ♥

2.5K 86 21
                                    

عادت معه إلى القصر بعدما استمتعوا كثيرًا في حفل ميلاد صديقتها وجدت مي في عاصم الجانب المرح من شخصيته فأحبته نوعًا ما لكن مازال قلبها يؤلمها كلما تذكرت حديث جاسر اللاذع معها فهو يثير غضبها دائمًا عندما كان يأتي لِحمزة ويجلس معهم،
كانت شاردة تُفكر في جاسر فقد اشتاقت لرؤيته وحديثه المرح!! نعم عزيزى القارئ فمن أشد أنواع الابتلاءات .. ابتلاء القلب عندما يقع في حب مَن ليس له، أو حب فوق طاقة احتماله ومقدرته، أو حب يصحبه الشعور بالعجز والمعاناة وقلة الحيلة
فالقلب سُلطان لا أحد يستطيع السيطرة علىٰ قلبه ولا تفكيره في الشخص الذي احتواه بداخله، أفاقت علىٰ طرقات الباب فأعتدلت في جلستها وأذنت له بالدخول فكان آدم نظرت له بتراقب شديد حينما وجدت وجهه يشع كَالبريق اللامع في عتمته ركض آدم إليها وقام بمُعانقتها أُدهشت مي في بدايه الأمر لكن وضعت يده تُربت فوق ظهره بِحنان..
أردف آدم بسعادة بالغة: وافقت يا مي ميرا وافقت عليا أنا النهاردة اسعد إنسان حقيقي
تحدثت مي بفرحة لأجله: بجد يا آدم! مُبارك ياحبيبي ربنا يتمم لك علىٰ خير يارب، بس سؤال وبتمني متزعلش ازاى وافقت عليك وأنت بنفسك قايل بأن هي مش بتحبك!
حمحم آدم بخجل شديد فهو لا يستطيع أن يخبرها بالإتفاق مع ميرا فحسم الأمر واراد إخبارها بالحقيقة فهي ستعلم لاحقًا مهما صار: بصي هو يعني في حاجه حصلت وأنا بعترف إني غلطان يا مي وبتمني تسامحيني!
قص لها ما فعله مع ميرا والإتفاق أن جاسر يتزوج بها مُقابل أن ميرا توافق عليه لكن كيف! فعاصم سيقوم الغد بالتحدُث مع زياد لتحديد موعد الزفاف! أطرق آدم رأسه خجلًا وحزنًا شاهدت مي نظرات الحزن بعينيه فأرادت التخفيف عنه فقالت بمرح: في إيه يابني هو أنت شايفني هاتجوز بكره! وبعدين لسه يعني محددناش الميعاد فك كده وافرح، متقلقش خير إن شاءلله
تحدث آدم هذه المره بإبتسامة جذابة: يعني مش زعلانة منى!
ابتسمت له مي وأردفت وهي تجلس فوق الأريكة: لأ مش زعلانه منك، أنا مُستعدة أعمل أي حاجه مُقابل الفرحة إللي أول مره اشوفها في عينك دي!
قال مازحًا إياها: يعنى لو قُلتلك تخلي حمزة يديني البدلة الجديدة بتاعته اروح بيها اتقدم لِميرا هايوافق!
ضحكت مي قائلة: حمزة! دا حمزة لو لقاك بدلة هياخدك
ضحك آدم بشدة فقام بمُعانقتها مرهٍ أخرى فقالت مي بجدية: آدم بعيدًا عن الاتفاق إللي حصل أنت بتحبها والا هتعمل إيه بالظبط علشان لو هتأذيها مش هسمحلك بجد مش هزار
ابتسم آدم فتحدث بجدبة: أنا هتعامل معاها زي مابتعامل معاكِ يا مي، مش هأذيها صدقيني كُل إللي طالبه هو قلبها وبس، هي دماغها ناشفة وعنيدة بس علىٰ قلبي زي العسل، أنا بحبها واللهِ مش بتسلي بيها وعلىٰ القلم إللي خدته منها يست مجاتش عليها ما الحاج ضربني كتير
أطلقت مي ضحكة رنانة فضحك معها وجلسا ليتحدثوا عن علاقتها مع عاصم لكن أخبرته بعدم القلق بشأن اتفاقه مع ميرا وعزمت علىٰ فعل شيئًا ما..!

***
في الصباح..
ارتدت ملابسها وهبطت لأسفل لتتناول طعامها بعد دقائق غادرت بسيارتها إلى مكانٍ ما، زفرت بضيق عندما توقفت السيارة في مُنتصف الطريق ظلت تُحاول تشغيلها لكن لم تستطع، هبطت كي تتصل بعاصم لكن لا يوجد رد، بعد ثوانٍ وجدت سيارة تمر بجانبها لكن توقفت فجأةً امامها، كادت أن تتحدث إلى السائق لكن توقفت عندما وجدته شخصًا غير مُتوقعة رؤيته الآن، نظرت في الإتجاة الآخر مُحاولة عدم النظر إليه.
اقترب منها حمزة مُردفًا بشماتة: اوبس هي عربيتك اتعطلت! خلاص مش مُشكله هركبك معايا وخلاص علشان تعرفي إني جدع وابن بلد كمان
تحدثت بجمود وغضب فهي لا تريد منه مُساعده أو الحديث معه: لأ شُكرًا اتفضل أنت، لو آخر واحد في الدنيا مش هركب معاك أصلًا
نظر إليها بهدوء عكس مابداخله فقال بشراسة وغضب في آنٍ واحد: أنتِ بتتكلمي كده ليه! بقولك اركبي هوصلك مش هتلاقي حد في المكان ده بقالنا أكتر من نص ساعه ومافيش عربية جات، مش ناقصه عِند انجزى مستعجل عندي شُغل، وعلىٰ عربيتك هابعت حد يوديها الفيلا عندكم أخلصي هتركبي والا اسيبك هنا!
زفرت بضيق فهو علىٰ حق فَلم تجد شيء تفعله سوى الجلوس في السيارة من الخلف، تحرك حمزة ليجلس في مقعده الأمامي بعدما غمز بعينيه لأحد الأشخاص الذين قاموا بإلقاء بعض مسامير السيارات حتىٰ تدعسهم جورى بسيارتها .!

***
غادر جاسر إلى الشركة بعدما تناول الإفطار مع شقيقته صعدت لأعلى لترتدى ملابسها والذهاب إلى الجامعة، أغلقت باب الفيلا وهمت لِلصعود إلى سيارتها تفاجأت بهذا الأبله الذي ينتظرها ناظرًا إليها بإبتسامة مُتسعة، كادت ميرا أن تبتسم لكن نظرت إليه بغضب مُصطنع: أنت بتعمل إيه يابنى آدم أنت هنا!
تحدث بمرح وهو يقترب منها: صباح النور، تعرفي إن ده أجمل صباح عدى عليا!
أردفت بإبتسامة سمجة: يابني هو أنت ماعندكش دم! لأ بجد مشوفتش كده أنت ورايا ورايا
نظر إليها ثوانٍ مستنشقًا بعد الهواء النقي وقال: أنا مُستعد أفضل ماشي وراكِ لحد ماقلبي يقف
ضحكت ثم قالت وهو تتحسس جبهته: لأ أنت مش سُخن أُمال في إيه! كلامك متغير عكس كل مره نشوف وش بعض فيها.!
قال بمرح وهو يسحبها من يدها ويضعها في السيارة لتجلس بجانبه: ياست مش سُخن ولا حاجه أنا كويس وجدًا كمان، تصدقي أن ابتديت أحب اللون الأسود بسببك
نظرت إلى مايرتدى فأردفت بسخرية: دا علىٰ أساس إنك لابس أخضر مثلًا!
نظر بغضب إليها فلقد سئم من هذه الحمقاء فقال بمرح مُحاولًا الهدوء كي لا يقوم بصفعها: لأ الأسود إللي أنا لابسه مش زي إللى أنتِ لبساه يعني مثلًا أنتِ حلوة فمحلياه لكن أنا وحش فمش مخليني حلو
تحدث بهذه الكلمات مُصطنعًا الحزن فسارعت هي بالتحدُث قائله: لأ أنت حلو واللهِ مش وحش
رفع رأسه فأردف بسعادة: بجد يعني أنا حلو!
أومأت له بالإيجاب وكادت أن تنصهر من شدة الخجل فتحدثت بغضب مُصطنع: إخلص ياعم الجامد هتأخر علىٰ المُحاضرة بسبب كلامك ده، ثم أنت كمان مش عندك جامعة النهاردة!
أومأ لها ثم أنطلق مُسرعًا إلى جامعتها، دعاها إلى تناول الغداء فوافقت بعد إلحاحه عليها.

**
عارفه أنه قصير وجدًا كمان بس اعذروني دراعي وقعت عليه فمش قادرة احركه خالص فسامحوني،
بالنسبة للمواعيد (مافيش ميعاد مُحدد بس هنزل كل يومين في الأسبوع)
وحشتوني جدًا، بحبكم في الله ♥

#Mahy

جحيم ابن عميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن