هبطت من السيارة وعيناها تنظر لغرفته اشتاقت له بشدة فهي غادرت البلاد وجلست بمفردها كي لا تراه وعدم التفكير بشيء أو تذكُرها لبعض المواقف في مخيلتها معًا .. دلفت إلى الحديقة كالعادة وجدت الجميع يتناول الطعام.. أول من راها تقترب منهم عيناه تفضحه بشدة ينظر لها بإشتياق لمحته هي لكن عنفت ذاتها وسبت بداخلها علىٰ المجئ الآن لكنها تصنعت البرود واللامبالاة... تقدمت منهم والقت التحية علىٰ الجميع وجلست بهدوء..
أطال الصمت عدة دقائق فقطعه حمزة بمرح: واضح جدًا إن حور رجعت غصب عنها.. بس معلش بقي يادكتور احضرى الفرح وسافري تاني.
ابتسمت له بخجلٍ ثم قالت بصوتٍ خافت: لأ عادي أنا أصلًا جاية علشان اقعد أسبوع تاني بعده وهمشي علىٰ طول
سعد بشدة فأراد انتهاز الفرصة والتحدُث بما داخله لها حتىٰ يهدى قليلًا من التفكير المستحوذ عليه بسببها .. لا يعلم كم من الوقت مر عليه وهو يجلس يتأمل بها وبجمالها الفاتن.. زفرت بضيق من نظراته هذه فاستأذنت وصعدت لتبدل ملابسها واخذ بعض الراحة كي تستعد للحفل مساءًا.. ظل ينظر إلى أن اختفت ثم استأذن ليُجيب علىٰ الهاتف مقررًا اللقاء بها في المساء..
علىٰ الناحية الأخرى ينظر لها بغضب وهي تتحدث مع شقيقها وابتسامتها المرتفعة ضاغطًا فوق يدها من أسفل المنضدة حتىٰ تصمت قليلًا فصرخت ناظرة له بغضب..
تحدث والدها بلهفة وخوفٍ: مالك ياحبيبتي
نظرت إليه بغضب شديد ثم والدها تحدثت له بحنان زائف: مافيش يابابا دا القهوة كانت سُخنة فمسكتها غصب عني
أومأ لها ثم أكمل الجميع طعامه فوجدته يقترب منها فابتعدت عنه رافع حاجبيه لها من ابتعادها عنه متواعدًا لها.. اشار لها بأن تلتقي به في الخارج فرفضت لكن نظراته الغاضبة جعلتها تتراجع وتوافق علىٰ مضض..
خرج ينتظرها بجوار الأشجار فوجدها تبحث عنه فذهب إليها وجذبها خلف الشجرة بجوارها جعلها تشهق من شدة الخوف، خوفًا من أن يأتِ أحد ويراهم معًا.. زفرت بإرتياح عندما وجدته
لكن نظراته المصوبة نحوها جعلتها تبتلع ريقها..
ابتسمت له بتوترٍ جعله يكتم ابتسامته علىٰ هيئتها وضع خصلاتها المتساقطة خلف أذنها قائلًا بجدية مُصطنعة:هو أنا لما بقولك تعالي نتقابل برا رفضتي لية! .. وبعدين ضحكتك دي مش قُلتلك قبل كده البنت المحترمة متضحكش كده! .. لية مُصرة تعصبيني!
صمتت عدة ثوانٍ ثم تحدثت أخيرًا بهدوء: أولًا احنا كلنا عائلة ومافيش حد غريب يعني.. ثم تابعت بمكر: وبعدين سيف وحمزة وزين وأنت زي أخواتي الكُبار فمافيش...
قاطع حديثها واضعًا يده فوق شفتيها تكفى عن الهرتلة هذه مُردفًا: هما أخواتك آه.. انما أنا لأ وأنتِ عارفه كده كويس فمافيش داعي للإستعباط بقي!
ضحكت علىٰ حديثه فهو يعلم بأنها تثير غضبه دومًا لكن أدركت انها تعبث معه..
فقالت بجدية جعلته يتفق مع حديثها : واللهِ أنا مش شايفة أي خطوة في موضوعنا.. وشايفة الكل بيضحك ويتريق علينا علشان سننا فلو سمحت ياسليم ابعد عني وفكك مني علشان الموضوع دا بيثير الجدل والسخرية كل مرة بيتفتح
هو يعلم بأنها مُحقة لكن لا يوجد شيء ليفعله حتىٰ.. شدد علىٰ خصلاته الناعمة مرتبًا فوق ذراعها فتحدث بحنان: أنا مش بيهمني رأي حد وكلامهم .. بس اوعدك إني خلاص بعد النتيجة ودخولنا الجامعة هطلب ايدك بس استحملي شوية علشان خاطري ..
ثم تابع بمرح وعشق: وبعدين تعالي هنا مش هتوريني هتلبسي إيه بليل في الفرح مع إني عارف ذوقك بس برضو عايز اشوف
ابتسمت له ثم أخرجت هاتفها ليراه فهي قد طلبته من موقع شهير واستلمته بالأمس .. دُهش من جماله فقد انتقت فستان مُحتشم باللون الأزرق وحتىٰ انها أخبرته بإرتداء بذلة بنفس لَون الفستان..
أنت تقرأ
جحيم ابن عمي
Romansa• جـاء الـعـالـم بِـوّسـعـهُ وبِـوّسـع أعـبـائـهِ فـوضـعـهـا عـلـى أكـتـافـي ثـم ذهـب ولـتـكـنْ تـلـك هـي الـبـدايـة... *مـنـار _ خـطـاب* •