البارت الحادى والعشرون ♥الجزء الثاني ♥

2.1K 89 30
                                    

جََلست علىٰ الفراش مُتوترة مُرتدية فستان زفافها مُنتظرة عاصم لكن لم يأتِ بعد ظلت شاردة في حياتها الجديدة التي تنتظرها ماذا ستفعل مع عاصم هل ستحبه مثلما يُحبها أم ستوهم ذاتها علىٰ ذلك! شعرت بأنها ضائعة وسط صحراء لا تعرف لِمن تلجأ،صدح صوت طرقات الباب فأذنت للطارق بالدخول وجدته أبيها وعلامات القلق بادية علىٰ وجهه علمت أن عاصم لم يأتِ بعد وأن هناك شيء ما..
تحدثت مي بتوتر: بابا هو فين عاصم اتأخر لية كدة
أردف زياد بقلق وهو يقترب منها: مش عارفه والله يامي بتصل بيه موبايله مقفول
دلف إلي الداخل زين، حمزة، ندى وعلامات القلق والتوتر ظاهران علىٰ وجوههم..
تحدثت مي ببكاء: بابا أنا كده هاتفضح وسط صحابي، عاصم قالي أنه جاي الساعة ٧ والساعة دلوقتي بقيت ٨:٣٠ ولسه مجاش
أقتربت منها ندى تحتضنها ثم أردفت كي تهدأ من روعتها: اهدى ياحبيبتي دلوقتي يجي، كُل حاجه هاتتحل بس اهدى أنتِ
طرقت جورى الباب بعد ثوانٍ وهي تبكي علمت مي أنه حدث شيئًا ما لعاصم
أقتربت منها مي مردفة بتلعثم: مالك ياجورى بتعيطي لية، عاصم فين لية مجاش لحد دلوقتي
قالتجورى ببكاء: عاصم مش جاي يامي عاصم سافر أمريكا تاني
صدمة أعتلت وجههم لا تصدق ماذا حدث، لا عاصم لم يتركها هكذا، لا يفعل شيء في يوم كي يُهينها، لم تفعل شيء هذه المسكينة سوى الجلوس علىٰ أقرب مقعد إليها نعم فالمفترض أن يكون زوجها تركها يوم زفافها... بعد وقتٍ من الصدمات فاق زياد ثم أردف بعصبية: يعني إيه مش جاي هو لعب عيال والا إيه! تحت في زفت صحافة وإعلام والمسكينة دي هاتعمل إيه أنا كده هاتفضح وسطهم هنتصرف ازاي ونجيب الشخص إللي المفروض يكون عريسها دا منين مستحيل يكون سافر أمريكا مستحيل يعمل كده فينا
"انا العريس ياعمي"
صدمة أعتلت وجه مي والجميع عندما تحدث آخر شخص تتوقعه هي.!
كان المُتحدث جاسر عندما كان بالأسفل يقف بوجه حزين للغاية نظر بعينه إلى جورى وهي تتحدث عبر الهاتف وتبكي علم بأن شيء حدث لكن لا يعلم ما هو فصعد خلفها ليرىٰ ماذا يحدث سمع صوت زياد وهو يتحدث بصوت عالٍ  فسمع الحديث الذي يدور بينهم فدلف دون طرق الباب وتحدث بأنه سيتزوجها بدلًا من عاصم، فعلم بأنها اللحظة الحاسمة للفوز بها حتىٰ انها لم تبادله حبه يكفي الزواج بها وبعد هذا سيصبح كل شيء باللين...
نظرت إليه مي بغضب ثم قالت بعصبية غير عابئة بوجود أحد: مستحيل اتجوزك أنا بحب عاصم وهو جاي تلاقي الطريق زحمة بس مش أكتر
اصطكت اسنانه ببعضها البعض غيظًا من تلك اللعينة التى امامه جاء ليتحدث قاطعه زياد وهو يردف: لأ ياجاسر يابني أنت  ملكش ذنب تتحمل المشكله دي أنا هاتصرف وهانزل اقولهم مافيش نصيب خلاص
تقدم جاسر من زياد مُمسكًا يده وهو يقبلها ثم تحدث بجدية: لأ طبعًا ياعمو أنا مايرضنيش سُمعة حضرتك تكون في الأرض أنا بتمنى تثق فيا زي حمزة بس وتأمن لمى وجودها معايا
ربت زياد علىٰ كتفه بحنان ثم قال بإبتسامة: طول عمرك راجل ياجاسر، ربنا يخليك يابني جميلك دا فوق رأسي طول العمر
ابسم جاسر بإتساع علىٰ حديث زياد ثم قال بإحترام دُهشت مي نتيجته: ممكن بس ياعمو اتكلم مع الانسة مي خمس دقايق
اومأ له زياد بإيجاب مع إصطحابه لزوجته واولاده للخارج، جاء حمزة ليغادر لكن جذب جاسر ليُعانقه علىٰ مافعله بشأن شقيقته وفرح بشدة من أجله فهو يعلم بأن صديقه يكمن لشقيقته مشاعر غمز لجاسر ثم غادر، ابتسم جاسر بعدما غادر حمزة ثم التفت إلى مي وجدها تنظر إليه بغضب شديد قائلة وهي تُشير بسبابتها: أنت مين طلب منك إنك تِدخل أصلًا في حاجه متخصكش! وبعدين عريس إيه وزفت إيه أنت لو آخر واحد مش هاتجوزه
نفخ في سأم من هذه المعتوهة فرفع يده للأعلى يمسح علىٰ وجهه ببطء قائلًا بصبرٍ نافد:بقولك إيه أنا معملتش كده علشان سواد عيونك، أنا بس اتصرفت كده علشان عمو زياد ليه خير عليا واعتبرني زي حمزة ووقف جنبي لما كنت لوحدي فجيه الوقت خلاص إللى المفروض ارد له فيه الجميل وكل حاجه عملها علشاني
نظرت إليه بإستهزاء عكس مابداخلها: لأ بجد ابهرتني، يعني عايز تتجوز واحده طماعة! ها ماترد عليا مش برضو كنت قُلت كده لما شوفت عاصم معايا إنى طمعانة في فلوسه ومركزه! دلوقتي بقيت كويسة وعايز تتجوزني!
تحدث بجدية مُصطنعة: واللهِ لو عليا مش عايز اتجوزك بس زي ماقُلتلك علشان باباكي مش أكتر، وكفاية كلام كتير واتفضلي خلصي علشان الناس مستنية سيادتك تحت
تحدث بهذه الكلمات ثم غادر مُسرعًا قبل الفتاك به فهو يعلم جنونها وانها قد تفعل شيء تندم عليه فيما بعد مهما كلفها الأمر، بينما نظرت مي إلى طيفه بحزن ظلت تردد حديثه هل سيتزوجها من أجل والدها فقط! من أجل مكانتهم فقط لا شيء آخر! هذا يعني بأنه لا يحبها مثلما تشعر به!
زفرت بضيق ثم قالت بإبتسامة حُزن: مش عارفه ابطل أحبك ياجاسر مهما عملت معايا

جحيم ابن عميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن