البارت الرابع والعشرون ♥الجزء الثاني ♥

2.1K 73 31
                                    

ظلا طوال الوقت في صمت مُريب من ناحية ميرا فهي لا تعلم ماذا فعلت حتىٰ الآن كي لا يتحدث إليها؟ فمازن هو من يُحاول الحديث معها ومُغازلته لها تكُن صريحًا دائمًا كَكُل مُقابلة بينهم وتُحاول عدم تعديته للحدود التي وضعتها مُنذ بداية الصداقة، بينما آدم بداخله لهيب مُشتعل هو يُحبها بجنون ويُغار عليها يثق بها ثقة عمياء لكن لِمَ لا تحاول فهم تفكيره حتىٰ الآن! ظل ينظر إليها بنصف عين وهو يقود أراد التحدُث بدلًا من الصمت قائلًا: ساكتة لية ! حاسه إنك غلطانه صح!.
زفرت بهدوء قبل أن تُجيبه مُردفة: لأ مش غلطانه ولو غلطانه هقولك وأنت عارف كويس جدًا إني بعترف بالغلط من غير ماحد يقولي، علىٰ فكرة قبل الشو إللى أنت عملته في الجامعة دا أنا كنت هاخد حقي وهوقفه عند حده كويس جدًا.
قاطعها وهو يقف بالسيارة جانبًا مُردفًا بعصبية: تاخدى حقك وتوقفي عند حده! الغلط والعيب عليكِ من الأول ياهانم، ازاي أصلًا تسمحي لنفسك إنك تصاحبي ولد ! وازاي أخوكِ يأمن للحيوان دا ويسيبه معاكِ، ميرا ماتبرريش الغلط بغلط أكبر لو سمحتي.
نظرت إليه ثم قالت بهدوء: آدم الحوار مش مستاهل العصبية دي كلها، هو عاكسني وخد جزاؤه خلاص مش قصة
هي مُحقة تمامًا، لِمَ يلقي اللوم عليها وحدها هي لم تفعل شيء ويعلم جيدًا انها ستأخذ حقها من كُل شخصٌ يُحاول الصدام معها..
تحدث بجدية وهو يقود السيارة مرةٌ أخرى بعدما قام بتشغيلها: ياميرا أنا بحبك وبثق فيكِ فلو سمحتي ياريت تقدرى خوفي عليكِ وحُبي ليكِ وتحاولي متعصبنيش،أنتِ فيكِ كُل حاجه حلوة يتمنها أي شخص بس فكرة إنك تصاحبي أولاد لأ،
أنا مسمحش بكده، ياريت تمسحي رقم مازن من عندك ومتحاوليش تتكلمي معاه تاني، وأنا أي مكان تحبي تروحي
عيوني ليكِ حلو كده ياغالية!
ابتسمت له بشدة علىٰ ماتفوه به من كلمات ثم أومأت له بإيجاب قائلة: حاضر يا آدم
ابتسم لها ثم أخذ يدها يُحاول تقبيلها لكن نظرت إليه بحدة فتركها ضاحكًا ثم سار بها إلى القصر  ..

***
تجلس أمام والدها تفرك يدها بتوتر لا تعلم ماذا تتحدث أو تفعل لكن في النهاية قررت أخذ القرار بأنها ستخبر والدها بوقف هذه الزيجة قبل الوقوع في خطأ فادح.. نظر إليها والدها بدهشة من حركتها هذه زافرًا بضيق فهي تجلس أمامه مُنذ نصف ساعةٍ ولم تتحدث بعد سوى أخبره بشيء وظلت شاردة.. فاقت من شرودها علىٰ صوت خبط بقوة فوق المكتب فكان هذا والدها قائلًا بجدية: هنقعد اليوم كله والا إيه، إلين أنا ورايا شغل ياحياتي
أغمضت عينيها ثم قالت مُسرعة: بابا أنا رافضة اشوف العريس وأنه يجي يتقدم
نظر اليها بصدمة فلقد تم تحديد الموعد اليوم قائلًا بحدة: نـــــعــــم، رافضة ازاي يعني هو لعب عيال والا إيه، أنا اديت كلمة للراجل وابنه، حضرتك جاية دلوقتي تقولي لأ، أنتِ ناسية انهم جايين النهاردة مستحيل ارفض مستحيل.
ترغب في البُكاء الآن لا محال لكن مهلًا.. تحدثت برقة كي تُحاول إقناعه قائلة: يا بابا علشان خاطري افهمني أنا لما اتكلمت مع حضرتك من يومين كنت بهزر صدقني، لكن حاليًا دا وقت الجد وأنا فكرت وطلعت مش حابة اتجوز دلوقتي
حدجها بنظرة إستنكار قائلًا بعصبية: اسمعي العريس هايجي النهاردة وهاتقعدى معاه كفاية دلع بقي هو أنا هفضل عايش ليكِ والا إيه دا إللى قدك دلوقتي بقي متجوز ، مش عايز اسمع كلمة تاني في الموضوع دا فاهمة
كانت تستمع إلى ذلك الحديث شاعرة بأن كُل حرف يتفوه به كَالرصاص يستقر بقوة داخل قلبها ليحدث به ضرر من أقرب رجُل إليها، من سندها.. والدها!!
أومأت له بإيجاب ثم خرجت من غرفة المكتب تجر خيبة امالها معها فلقد علمت أمس من والدتها بأن العريس التي تقدم لخطبتها يكون من جيرانهم حيثُ رأها تقف في شرفتها فعلم من تكون فأخبر والده ثم ذهب وتحدث لوالدها فوافق، كانت في البداية تظن بأنه زين لكن حقًا يا لها من بلهاء فزين لم يُخبرها بشيء من الأساس.. ظلت تلعن ذاتها علىٰ تسرُعها الدائم في قرارتها وتخبرهم بالموافقة دون أن تعلم كُل شيء بوضوح  ..!
ذهبت تجلس علىٰ الاريكة في الحديقة مُغلقة عينيها مُستمتعة بالهواء النقي الذي يضرب بشرتها، شعرها الشبية لخيوط الذهب يتطير حتىٰ انها لم تُلاحظ الشخص الجالس بجوارها هامسًا لها: وحشتيني
فزعت من مكانها فهبت واقفة قائلة بعصبية وهي تنظر يمينًا ويسارًا: أنت اتجننت كُل مرة تعمل كده وبشتمك، أنت يعني بتحب تتشتم مني!
ابتسم لها كالأبله قائلًا وهو يُقدم لها شيئًا ما يختبئ خلفه: هعمل نفسي مش سامع حاجه،
علشان مش عايز ابوظ اللحظة دي، اتفضلي ياستي.
نظرت ليده وجدت بها باقة ورد باللون الأحمر هو يعلم جيدًا مدى حبها للون الأحمر فلعلها تغفر له ونسيان ماحدث..
نست كُل شيء حدث معها مُنذ قليل فحبيبها والورود التى تُحبها بشدة معها فَلِمَ تحزن! ابتسمت بسعادة ثم التقطتها منه تشتمها مُغلقة عينيها غير عابئة بالذي ينظر إليها بحب وعشق جاف قائلًا: يبخت الورد
ابتسمت بخجل فقد نست أمر وجوده معها مُردفة: شُكرًا ليك جدًا
تحدث بإبتسامة حب وعيناه تحمل الكثير والكثير من الحديث العاشق لها: العفو ياقمر، بصراحه معرفتش اجيبلك إيه علشان اصالحك فعرفت إنك بتحبي الورد الأحمر فجبته
اقسمت بأنها ستفقد وعيها حقًا وليس تظاهرًا من كلماته الرقيقة وحديثه الأكثر من رائع معها ..
بعد ثوانٍ من النظرات بينهم عادت إلين للضيق مرةٌ أخرى فلاحظ زين ضيقها قائلًا بإستغراب:
مالك ياحبيبتي في إيه!
لا تعلم كيف ستخبره لكن حسمت أمرها وأرادت أخبره قائلة:في مشكلة يازين ومش عارفه أعمل إيه وبابا رافض يساعدني
حبيبته تلجأ له لحل العقبات كم تمني عناقًا منها يبث لها الطمأنينة كي لا تخف أو تبكِ وهو بجانبها..
ربت علىٰ يدها بحنان مُردفًا: كُل حاجه هتتحل واحنا مع بعض، يلا قوليلي إيه مُشكلتك
ابتسمت له بتوتر فهي ستخبره لا محال فقامت بقص عليه كُل شيء حدث بدايةً من حديث والدها عن الشاب الذي لا تعلم من يكون سوى أنه يمكث بجوارهم، أخبرته ايضًا بأنها ظنت بأنه من تقدم لخطبتها.. ثم صمتت تُراقب سكونه بحذر بإنتظار قنبلته الذي سيلقيها في حديثه..
لكن تحدث بهدوء عكس توقعتها: متقلقيش ياحبيبتي مافيش حاجه من دي هاتحصل أبدًا
قاطعهم صوت من خلف إلين مُناديًا عليها وجدتها والدتها تدعوها كي تصعد لتبديل ملابسها بأخرى قبل مجيئ الضيوف
أومأت لها ثم غادرت معها وعينيها مُصوبها بإتجاة زين تنظر إليه ترغب في معرفة مايدور بعقله لكن قد صعدت مع والدتها تركت زين ينظر إلى طيفها بحسرة علىٰ ضيعها منه في لمح البصر لكن اقسم بأنه سيفعل شيء ولن تكون لشخصٌ آخر سواه ..!

***
دلفت غرفتها تُدندن مع الموسيقي غير عابئة بهذا الجالس فوق الأريكة يعمل علىٰ جهاز اللاب توب بِجد فقرر سماع حديث حمزة صديقه حول تجاهل مي وحديثه اللامُبالي معها حتىٰ تشعر هي بتجاهله والتحدُث معه في البداية..
دلفت لغرفة الملابس ترتدى ملابس أخرى كي تذهب لإلين فقد اخبرتها بتوترها الداخلي وأن تأتِ لتكُن معها فهي تتعامل معها كشقيقتها ولست كشقيقة حبيبها.. ارتدت مي فستان باللون الأحمر يصل لقدمها وحذاء باللون الأحمر أيضًا وعكصت شعرها علىٰ هيئة كعكة مع بعض الخصلات تركتها تتدلى علىٰ وجهها مما اعطاها شكلًا أكثر من رائع خرجت من الغرفة.. اشتم جاسر رائحة عطرها الخلابة التي بات يعشقها واعتاد عليها مُنذ يومين مكث معها نظر وجدها بهيئتها المثيرة بالنسبة لأي رجل صدمة اعتلت وجهه عندما رأها ستهبط هكذا.. فأسرع ناحية الباب يغلقه مرةٌ أخرى قائلًا بهدوء وهو يمرر عيناه علىٰ هيئتها: الهانم خارجة رايحة فين من غير ماتعرف جوزها حبيبها
اقتربت منه بعض السنتيمترات قائلة بهمس مثير للغاية: وهو جوزي حبيبي ماله
أغمض عينه يهدأ من ثورة المشاعر التي سيطرة عليه من قُربها المُهلك لكن لن يصمت ولن يدعها تُسيطر عليه
اقترب قائلًا وهو يبعد خصلاتها عن وجهها قليلًا مُردفًا:لأ ياحبيبتي دا جوزك ماله نص،
هتقوليلي رايحة فين والا ألبس واجي معاكِ!
لعنته بداخلها ثم زفرت بضيق قائلة: رايحة عند إلين النهاردة عريس متقدم لها وقالتلي إني لازم أكون معاها
قام بمداعبة وجنتيها معًا مما أدى لنظراتها المصدومة من فعلته قائلًا بمرح: طب ودا يصح! معزمتنيش لية اروح معاكِ ياحقيرة أنتِ
نظرت إليه بحدة قائلة بعصبية: احترم نفسك يازبالة أنت، أنت اتجننت ياجاسر بتشتمني
قرر تهدئة اللهو معها قليلًا قائلًا بلامُبالة: آه عادي مانا بشتم ميرا، حصل خير ياحلوة المهم استني هنا هلبس بسرعه وننزل سوا
لم ينتظر سماع حديثًا غاضب منها كالعادة تركها تشتعل من حديثه اللاذع تنتظره بالخارج ..
***
ذهب الجميع لمنزل إلين حيث كان هناك قلوب حزينة وآخرون فرحيين من أجل هذا.. هبطت إلين بإرتباك بعدما قام والدها بدعاها لتأتِ كي ترىٰ العريس مُرتدية فستان باللون الأسود يُشبه اليوم كما أدعت هي ذلك.. نظر العريس إليها نظرات  لا تعلم أم كانت إعجاب أم شيء آخر ! ذهبت وجلست بجوار مي ووالدتها بدأت والدة العريس تمدح بشدة في أخلاق العائلة بأكملها حيثُ جمعت معلومات كافية عليهم، فهو ابنها الوحيد المُدلل يُجب العِلم بكل شيء عنهما قبل إكمال هذا الزواج.. قام والد العريس بتقديم ابنه مع المدح الزائد مثلما يفعلون الآباء والأمهات، أعجب العريس بالعروس بشدة فأخبرهم أنه يريد أن يتزوج بها بعد خمس شهور لكن رفضت بشدة مما نظر إليها والدها نظرات تحرق الأرض واليابس فلقد تحدثت بوجوده فهذا يدل علىٰ عدم إحترامها له.. أراد العريس أن يجلس معها قليلًا حتىٰ تسنح له الفرص ليمدح بها من صفات ..
زفر بضيق فكلما تحدث تُجيب ببسطة لا حديث زائد لا ابتسامة تعلو وجهها عكس الفتيات فاليوم هذا بالنسبة لهم يومٌ سعيدٌ للغاية لكن هي! .. استأذن والد العريس بعدما اخبر والد العروس بالتحدث عبر الهاتف، طوال الطريق يسب العريس إلين علىٰ طريقتها الفظة اللاذعة معه لكن أخبر والده بعدم الموافقة علىٰ إكتمال هذا الزواج ..!

• MAHY | مـاهـي

جحيم ابن عميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن