1

235 16 9
                                    

جالسا أمام الابتدائيه منتظراً ابنه، يتفقد ساعته كل حين و القلق يتزايد داخله من تأخر ابنه، رجل ذو بنية قوية تبدي اهتمامه برشاقته، طويل صاحب منظر مخيف، يعطي هالة رجال العصابات في الافلام رغم أنه ليس كذلك تماما.

-ابي!

رفع رأسه ليرى ابنه مسرعا ناحيته، قفز الصغير لتتلقفه أذرع ابيه، ضحاكتهما تبعث دفئ الجو العائلي.

-كوتا! كيف كان يومك يا فتى؟

استمع الاب لقصص كوتا و هو يحمله متوجهين إلى المنزل، الصغير يسرد تفاصيل يومه بحماس و الاب يرد بهمهمات و هو يبتسم، كيف لا و كوتا هو ابنه الوحيد و وريثه؟
فتح باب المنزل لتستقبلهما رائحة العشاء من المطبخ.

-لقد عدنا.
-اهلا بكما~

أطلت الام من المطبخ بابتسامة دافئة، العائلة يحيط بها جو من البهجة بينهم، عند ذهاب كوتا للنوم غادر الاب غرفته و استعد ليرتاح أيضا، غير ملابسه و توجه للاسفل، إذ أن زوجته ليست في الغرفة، ما إن دخل غرفة المعيشة حتى رأى كعكة بسيطة و شموعا على الطاولة، زوجته ترتدي فستان ورديا يتناسب مع شعرها الازرق زرقة السماء في الليل، تبتسم بدفء و امتنان.

-هل نسيت مناسبة ما؟

سأل الاب و هو يفرك مؤخرة رأسه بابتسامة خجولة.

-بالطبع لا، تفضل.

توجه إليها و جلس بجانبها، زينة الكعكة جعلت عينيه تتوسع.

'هنيئا يا اب طفلين'

عيناه بسعادة لمعرفته أنه سوف يحصل على ابن آخر، حضن زوجته و هو يبتسم بامتنان لمنحها له مثل هذه اللحظات، قضيا سهرتهما معا ليتوجها للنوم في وقت متأخر.

~

في اليوم التالي خرجت العائلة في نزهة معا كأي عائلة عادية، أخذ الاب إجازة من عمله و ابنه له عطلة.

-ابي اريد كعكة!
-كوتا، لقد حصلت على واحدة قبل خروجنا.

وبخت الام ابنها ليعبس في وجه أبيه، نظر إليه للحضة قبل أن يحمله.

-ما المانع من بعض الدلال اليوم؟
-ايا يكن، رجال عائلتكم لا يسمعون كلام احد.

قالت الام بخيبة، أحاط زوجها كتفها و قبل رأسها.

-شكرا أمي.

قال لتضحك بمرح يحبه فيها.

-انها امي انا!!

تلاقي عالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن