27

14 3 0
                                    

-ايتها الأميرة انظري! الا تشبه هذه الأزهار عيني السيد ذو الشعر الغريب؟

قالت لانا ممسكة بباقة زهور الاوركيد بين يديها، قدمتها لايريس قبل أن تريها سوارا ذهبيا يتدلى من يدها الصغيرة.

-اعطاني السيد هذه ايضا! لا تشعري بالغيرة لانني لن اعطيه لك.

قالت الطفلة و هي تجلس على العشب، ابتسمت لها ايريس لتذبل الزهور التي في يدها فجأة، سقطت بتلة على العشب ليحترق كل شيء و يصبح رمادا، التفتت بفزع حولها حين ظهرت لها لانا بنظرة فارغة في عينيها الخضراوين، كان هناك ثقب في معدتها يمكن الرؤية عبره، كانت الدماء تسيل من خلاله، و تملأ الأرضية و تغرقها...حرفيا.

-لو انك انقذتيني...

ابتلعت الدماء الفتاة لتبقى ايريس تحرك قدميها لتبقى على السطح، إذ أن الدماء وصلت الى صدرها بالفعل، أمسك شخص ما بقدمها ليسحبها الى الأسفل، صرخت قبل أن تبتلع الظلمة صوتها، فتحت عينيها لتجد نفسها في بحر احمر شاسع، حاولت أن تسبح الى الاعلى لكن بلا فائدة، أمسكت يدان رقيقتان بخديها لتحيط ذراعان اخريان بخصرها، نظرت الى من أمسك وجهها لترى عينين زرقاوين ينظران إليها، شعر ابيض يتمايل عند حركة البحر الدامي، الشخص خلفها كان ينظر إليها بعينين بنفسجيتين.
نطقا بصوت واحد.

-لو كان لك اي فائدة...

سحبت من قبل دوامة الى الأسفل لتجد ايمي جالسة على الارض، اقتربت ايريس منها بابتسامة خائفة و عيناها تفيض بالدموع لتلتفت إليها ايمي بعينين فارغتين، ليستا فارغتين من المشاعر، بل كانتا فارغتين حرفيا، كأن مقلتيها اقتلعتا من مكانهما.

-لو انك كنت موجودة حينها...انظري...انت من قتل كل هؤلاء...ايريس!

استيقظت ايريس من كابوسها بشهقة هلع، كانت تتعرق بشدة و عيناها الخضراوان تدمعان من دون توقف، كان تلهث بسرعة، استجمعت أنفاسها لتجلس ضامة ساقيها الى صدرها، وضعت جبهتها على ركبتيها و تنهدت بعمق.

-ارجوكم...ارجوكم توقفوا.

جلست هكذا لساعات حتى استيقظ ران النائم بجانبها، نقر على ساقها لتبتعد بفزع، استقام جالسا و هو يفرك عينيه.

-هل انت بخير ؟
-لا استطيع النوم...
-كوابيس مرة أخرى ؟

هزت راسها بالايجاب ليتنهد ويقول بعتاب.

-اخبرتك أن توقظيني إن عادت كوابيسك ! ايريس الغبية!
-اسفة...
-تعالي الى هنا.

تلاقي عالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن