بعد أكثر من ساعتين، الاخ الأكبر متأخرا عن موعده مع أخيه ساعة كاملة، يقف محدقا في جثة أخيه الصغير غير مصدق، ابعد غرته الدامية عن وجهه ليتأكد، هذا اخوه بالفعل، عيناه الباهتة تحدق في الفتاة بجانبه، يتشابكان الايدي، لا يزال يرفض تصديق ما يراه أمامه، حاول مناداته بصوت مرتعش لكن بلا فائدة، ماذا لو جاء ابكر بقليل؟ ماذا لو أنه جاء بعد اتصال أخيه مباشرة؟ ماذا لو أنه لم يسمح للبحث عن لانا بإهمال أخيه الصغير؟ ماذا لو؟ ماذا لو؟ كل أسئلته تنتهي بلوم نفسه، أمسك جثة أخيه و ضمه إليه بشدة، لاحض كتابة بالدماء بالقرب من حيث كانت الجثة.
"الكوخ، اتجه جنوبا"
ماذا يفعل؟ يترك أخاه هنا و يذهب؟ أو ماذا بالضبط ؟ هذه المرة قرر أن يستمع الى أخيه و يتجه جنوباً بخطوات عمياء متخبطة الثلج يصعب مشيه بشدة، يأمل أن يكون كل ما رآه كذبة ابريل أو شيئا من هذا القبيل، عندما وصل الى الكوخ اخيرا طرق الباب، انتظر للحضات قبل أن تفتح له اميرته المفقودة، بدا له وجهها المتفاجئ اجمل من اي وقت مضى، شعور اخر يثقل كاهله لينهار أرضا، هرعت اليه عند رؤية الدماء التي تغطي ملابسه، تفقدت حالته و تسأل.
-ران! هل انت بخير ؟ مصاب؟ اين؟ ارني؟
كل ما فعله هو إحاطة خصرها بذراعيه و حشر رأسه في رقبتها،احمر وجهها و حاولت دفعه لكنه - وكما تدري سابقا- هو أقوى منها.
-ر..ران؟
-دعينا نبقى هكذا قليلا... ارجوك....بادلته العناق ليجلسا على عتبة الباب بين ذراعي بعضهما البعض، شعرت بالبلل في ملابسها لتدرك أنه يبكي، لم يكن يريدها أن تراه يبكي... ما الذي يبكيه على اي حال ؟
تجاهلت الأسئلة التي تدور في رأسها و مسحت على ضهره فحسب، عندما هدأ قليلا دعته الى الداخل حيث حكى لها ما رآه، عندما رفع نظره إليها و جدها هادئة على غير المتوقع.-ريندو...كان يعرف مكاني طوال الوقت، ساعدني في جمع المعلومات...و كان هنا من اجلي عندما كنت حزينة، و اغلب الظن أنه ارسلك الى هنا لكي تجد أحدا بجانبك...لكن لما...لما لم يخبرني قبل أن يغادر؟
مسحت دمعة من عينيها و وقفت لتعانق ران و هي واقفة، أثناء جلوسه فهو يصل الى طولها لذا كان من السهل عناقه، همست له بصوت ضعيف مرتعش.
-انا لن ابدأ بالبكاء الان، انت تحتاج شخصا قوية بجانبك، و انا سوف اكون ذلك الشخص...استمد قوتك مني ران هايتاني، سوف اعتني بك.
أراد أن يبكي، يحضنها، يشكرها، يعود الى أخيه، اي شيء، لكنه بقي جالسا فحسب، عندها تذكر شيئا مهما.
أنت تقرأ
تلاقي عالمين
Fanfictionجماعة ضاقت عليهم سبل الحياة مما جعلهم يستعينون ب اخطر عصابة في طوكيو، إن لم تكن الأخطر في العالم