𝐀 𝐁𝐎𝐘 𝐅𝐑𝐎𝐌 𝐀 𝐌𝐔𝐒𝐄𝐔𝐌|19

291 43 9
                                    

قبلة الحياة






ما إن استيقظت وسط عتمة قصر مهجور كما لو أن جدرانه بنيت من نسيج ظلام القبور و هدوئه غامض كأعماق البحور ، أخذت ألتفت يمينًا و يسارًا أبحث عن مخرج ، لكن كانت كل محاولاتي بلا جدوى

ثم فجأة سمعت صوت دقات ساعة كانت معلقة على الحائط بينما تدور عقاربها بالعكس ، لكن ما لفت انتباهي حقًا هو النجمة السداسية فوقها

لماذا أتيت بي إلى هنا ؟

أدركت منذ البداية أنه ليس حلمًا ، أنا هنا روحيًا ، لكن ما السبب وراء استدعائها هذا ؟

بعدما سمعت خطوات أحد ما في الدور العلوي ، توهجت نجمة أخرى أسفل مكان وقوفي نزلت تلك السيدة تطفو فوق دائرة من الشموع ، تقابلني ، و الكتاب المعلق في الهواء أمامها

هل تظنين أن عرض الألوان هذا يخيفني ؟

حتى بعد أن تطور العالم بأسره ، لا تزالين تستخدمين حِيلك القديمة حبًّا بالله ، ارحميني

ما إن تعالت ضحكتها الهستيرية في أرجاء القصر ، قالت بنبرة ساخرة بينما تنظر إلي بازدراء

لم تتغيري أبدًا ، لازلت متعجرفة كسابق عهدك

بل أصبحت أكبر وغدة عرفها التاريخ بأكمله ، لكنها ترتدي زي البراءة بإتقان راقٍ

لا وقت لدي لتفاهاتك ، لذلك هاتي ما عندك

عندما رأت كيف أرجعت شعري للخلف بغرور ، بدأت في إخراج شياطين غضبها على نوافذ المكان حتى انتشر زجاجها في الجو تحت تأثير سحرها ، الذي بقيت أتثاءب أمامه بملل بينما أقلب عيناي بضجر من مسرحيتها السخيفة

لا أحد يجيد البرود و الاستفزاز أكثر مني ، بالأخص أمام شخصية سريعة الغضب كهذه الحقيرة

ما إن وطئت قدماها البلاط الرخامي ، و تمكن منها الغضب إلى أن تلطخ ببياض المحيط بعينيها السوداء القاتمة ، صرخت في وجهي بنبرة عالية

إنه لي أيتها الفاجرة اللعينة !

لم و لن يكون ، عزيزتي لأنه أي شيء أضع عليه عيناي و أعجب به إلى درجة أنني أريده ، أحصل عليه مهما كلفني الثمن

بعد ثوانٍ قليلة من تحديقاتي لها ببرود ، أصدرت صوت أنين متلذذ من ثغري ، ثم ختمت فعلتي بلعق شفتاي ببطء مستفز للأعصاب

آه ، لازلت أشعر بطعم شفتيه الحلوة في فمي ، إنه حقًا شهي

لم أعد تلك الفتاة الخرقاء التي عرفتها سابقًا أنا الآن الآنسة ناريم بروفنزانو ، خليفة أكبر زعيم مافيا ، أي أن الحقارة و القوة تسري في عروقي منذ مولدي

𝐀 𝐁𝐎𝐘 𝐅𝐑𝐎𝐌 𝐀 𝐌𝐔𝐒𝐄𝐔𝐌 Où les histoires vivent. Découvrez maintenant